بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظم فصيل طلبة العدل والإحسان، فرع جامعة الحسن الثاني، زوال أمس الخميس 10 مارس 2016 برحاب كلية الآداب عين الشق، ندوة سياسية لتسليط الضوء على دور المرأة في ظل التحولات السياسية الراهنة)، بحضور كل من الأستاذة أمان جرعود عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، ومسؤولة قطاعها النسائي، والأستاذة حنان رحاب، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم. لينطلق النقاش بمداخلة الأستاذة أمان جرعود التي أشارت في مستهل حديثها إلى أهمية الموضوع مؤكدة على ضرورة تجاوز الإطارات الوظيفية النمطية التي رسمت للمرأة مجالات أخرى لطالما غيبت عنها). كما تناولت في مداخلتها محورين اثنين تحدثت في الأول عن التحولات السياسية الراهنة) مركزة على السياق المحلي وما عرفه من تحولات، خاصة بعد حراك 2011).
لتعرج في المحور الثاني على دور المرأة في ظل هذه التحولات)، حيث استعرضت عددا من المعطيات رصدت من خلالها واقع المرأة المغربية لتخلص أن هناك انحسارا وتضييقا في هامش المعرفة وفي هامش الحرية وفي هامش التمكين)، وخلصت إلى ضرورة توسيع هذه الهوامش الثلاث)، مؤكدة فيما يرتبط بتوسيع مساحات المعرفة أن هناك معرفة مسكوت عنها هي معرفة الله تعالى ومعرفة القضية الكبرى والمصيرية قضيتنا مع الله تعالى. من خلال الاشتغال على هذه المجالات الثلاث ستتمكن المرأة من أن تكون فاعلا في التحولات الراهنة ليس فقط التحولات السياسية ولكن في التحولات المجتمعية ككل. وأن الرهان في تحقيق هذا مرتبط بتكاثف الجهود في جبهة نسائية تجعل من المسألة الديمقراطية مدخلا للمسألة النسائية).
وفسح بعد ذلك المجال للأستاذة حنان رحاب التي عبرت من خلال مداخلتها عن ضرورة إعادة فتح النقاش في شكل الدولة التي يريدها المغاربة)، كما دعت إلى فصل الدين عن الدولة والمال عن السلطة لترتفع الدولة عن كل ما هو دين ولغة وعرق وقبلية)، كما أشارت إلى أن أكثر من 62 في المائة من النساء المغربيات تعانين من العنف بشتى أنواعه)، داعية إلى وضع ترسانة قانونية لحماية المرأة والسهر على تنزيلها واقعا حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق). لتختم مداخلتها بالإلحاح على الانتباه للخطر الداهم بقولها: لا بد لنا من وقفة مع الذات ومراجعة الأوراق لحماية البلد من خطر الليبيرالية المتوحشة).
وقد عرفت الندوة تفاعلا مهما للحضور خاصة الطلبة الباحثين والمهتمين بقضية المرأة من خلال مداخلاتهم واستفساراتهم التي أغنت النقاش، ونوهت بالندوة في شخص المؤطرات والجهة المنظمة، كما تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على مثل هذه المبادرات وتعميمها حتى تبقى الساحة الجامعية فضاء للعلم والحوار والتقاء الآراء.