ذ. أرسلان يؤكد أن الحوار خيار استراتيجي للجماعة ويدعو إلى جعل التصدي للتطبيع قضية وطنية جامعة

Cover Image for ذ. أرسلان يؤكد أن الحوار خيار استراتيجي للجماعة ويدعو إلى جعل التصدي للتطبيع قضية وطنية جامعة
نشر بتاريخ

اعتبر الأستاذ فتح الله أرسلان نائبُ الأمين العام لجماعة العدل والإحسان أن احتفاء الجماعة بفضيلة “الحوار والانفتاح والمذاكرة والتذاكر والنقاش في القضايا التي تجمعنا جميعا” هو وفاء منها لصاحب الذكرى الذي لطالما كان “يُلحُّ على ضرورة الانفتاح على كل أطياف المجتمع فعليا وليس مجرد شعارٍ”.

فقد كان بيته، الذي انعقدت فيه الندوة الفكرية التي نظمتها جماعة العدل والإحسان حول موضوع “الشباب ورهانات البناء والتحرير” يوم الأحد 8 دجنبر 2024 في سياق تخليدها للذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله والتي اختارت لها شعار “الشباب وطوفان الأقصى”، في نظر الأستاذ أرسلان “فضاء استقبل فيه الإمامُ سياسيين بمختلف أطيافهم اليسارية والليبرالية والإسلاميين، ومثقفين وكل أنواع الطيف المجتمعي”. بل خصّ الإمام رحمه الله، يضيف عضو مجلس إرشاد الجماعة جملة من كتبه للحوار مع مختلف شركاء الوطن والأمة من قبيل “حوار مع الفضلاء الديمقراطيين”، “حوار الماضي والمستقبل”، “حوار مع صديق أمازيغي” … قناعة منه رحمه الله أن الانفتاح على الناس والاشتراك معهم في كل القضايا الحية، هو مدخل من مداخل إصلاح الأمة وتغيير ما بها.

الأستاذ أرسلان، الذي تحدث في كلمة ختامية للندوة أبرز “أننا –في الجماعة- نلحّ في مختلف المناسبات على فضيلة الحوار وضرورة الميثاق، ولا نمل من تكرارهما ولا نيأس من الإصرار عليهما، ولا نستعجل ثمارهما إيمانا منا بأن الأمر جلل ويحتاج تقعيدا سليما بين مختلف الحساسيات في المجتمع تعزيزا للثقة وتبديدا لكل المخاوف، ورفعا لكل التباس وسوء الفهم، وتفوية للفرصة أمام أدوات التفرقة وبث السموم بين مختلف الفاعلين لوأد أي تقارب بينهم خدمة لمصالحها التي يضر ها أي تقارب مجتمعي”.

ومن باب التقييم للمرحلة السابقة أشار القيادي في الجماعة أنه تحققت إيجابيات كثيرة منها على سبيل المثال ما تحقق في الميدان؛ إذْ سجلنا، يقول المتحدث، تنسيقا وتوحيدا لمجموعة من الحراكات الاجتماعية والحقوقية أثمرت على سبيل المثال الافراج عن عدد من الوجوه الصحفية والنشطاء من بينهم سليمان الريسوني المحاضر في الندوة ذاتها، رغم قصور هذه الخطوة في نظره لأنها استثنت عددا من الوجوه الأخرى استحضر منها الأستاذ المحامي والنقيب محمد زيان.

كما استدعى الناطق الرسمي باسم الجماعة ما تحقق في إسناد الشعب المغربي الذي تواصل منذ أزيد من سنة بلا كلل ولا ملل للقضية الفلسطينية منذ طوفان الأقصى، وهذا الإسناد الكبير والمتواصل الذي عدّه أنموذجا عالميا ما هو، في نظره إلا نتيجة لهذا التواصل والتنسيق بين كل شركاء الوطن المناصرين لحق الشعب الفلسطيني.

ومن النتائج أيضا التي تحققت، من وجهة نظره، أن خطاب الحوار أضحى هو السائد اليوم بين كل أطياف الشعب المغربي بعد أن كان شاذا ومستبعدا بفعل سيادة الأفكار الإقصائية والتوجس من الآخر.

 ولفت إلى أن هناك قضايا أكثر يمكن أن تكون محط اهتمام الجميع في المرحلة الحالية، وفي مقدمتها سرطان التطبيع الذي لم يعد، بحسبه، مجرد تطبيع عادي لعلاقات بين دولة وكيان غير شرعي، بل انتقلت خطورته إلى استهداف المجتمع والدولة في المغرب، حيث أصبحنا، يقول المتحدث “أمام احتلال واستيطان للصهيونية في البلاد سواء من خلال منحهم الجنسية المغربية، وتمكينهم من الأراضي، وتدخلهم الكبير في المنظومة الثقافية والتعليمية للبلد، إلى جانب تغلغلهم في الاقتصاد والدفاع الوطني بل حتى في الأوقاف والشؤون الدينية للمغاربة”.

وهذا التهديد الوجودي للوطن يستدعي، في نظره، إعادة النظر في طريقة التصدي للتطبيع الذي لم يعد يجب أن ننظر إليه أنه مجرد دعم لإخوتنا الفلسطينيين، بل هو في المقاوم الأول تصدٍّ لخطر يداهم وطننا ووجودنا نحن المغاربة. وجدّد التذكير بمقترح كانت تقدمت به الجماعة على لسان رئيس مجلس شوراها الأستاذ مولاي عبد الكريم العلمي الذي دعا إلى إنشاء “تحالف عالمي ضد الصهيونية” الذي أضحى اليوم حاجة ملحة في ظل ما رآه العالم من وحشية هذا الكيان المجرم وخطره على الإنسانية عامة وتفتيت الشعوب ومقدراتها.

وتجدر الإشارة إلى أن ندوة “الشباب ورهانات البناء والتحرير” التي أدارتها الأستاذة آسية جامع أطرها عدة أساتذة وفعاليات شبابية وصحفية وسياسية وهم: زياد بومخلة الكاتب والباحث السياسي، سليمان الريسوني الكاتب الصحفي، ورشيد العدوني الباحث في القانون الدولي والأمن والجيوبوليتيك، ومحمد قنجاع الباحث في قضايا الفلسفة والفكر السياسي، وحضرتها عدة وجوه سياسية وحقوقية وإعلامية وثقافية.