في حلقة جديدة من حلقات برنامج “العلاقة بين الزوجين.. أسس ومقومات” التي يقدمها الأستاذ محمد بارشي المتخصص في الشؤون الأسرية على قناة الشاهد الإلكترونية، تحدث عن الحب بين الزوجين الذي هو سر العلاقة الزوجية.
عضو مجلس إٍشاد جماعة العدل والإحسان ذكّر في الحلقة الخامسة بأحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: إن الحب في الله من أوثق عرى الإيمان، والمتحابان في الله، المجتمعان عليه والمفترقان عليه، من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
السؤال الذي ينبغي أن نطرحه جميعاً هو، يقول: هل الحب العاطفي بين الزوجين يتعارض مع هذا المطلب الإيماني العظيم؟ الجواب بين المُؤْمِنَيْنِ لا، إنما يفتل فيه ويؤسّس له، بين الزوجين المؤمنين ينبغي أن يجتهدا ليتحقق فيما بينهما الحب العاطفي وليرقى هذا الحب ويزداد ويتطور ويتقوى، حتى يصير حبا في الله، وتحابّا في الله.
أحب سيدنا رسول الله صلى عليه وسلم زوجه الطاهرة سيدتنا عائشة رضي الله عنها وأحبّته، والغريب أن كل الصحابة ونحن معهم، يعلم بهذا الحب، ويعرفه. فما العيب إذاً فيك أخي أو فيك أختي إن علم الأقارب أنك تحبّ زوجك أو أنك تحبين زوجك. لكنها الأعراف والتقاليد تحجب عنا الكثير من الخير.
في السنة أن المؤمن إذا أحبّ أخاً له ينبغي أن يعلمه بذلك “يا فلان إني أحبك في الله.. أحبك الله الذي أحببتنا فيه”، لكن أن يقولها الزوج لزوجه، ففي بعض الأعراف والتقاليد لا، يوضح الخبير ويضيف: نترك هذا الأمر لأن قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا أن نتّبع سنته، وسنته ما كان فعلاً منه، والحب هذا فعلٌ منه، أحبّ زوجته صلى الله عليه وسلم وأعلمها بذلك. وكان أشدّ حباً لسيدتنا وأمنا خديجة رضي الله عنها.
وهو سنةٌ لقوله، إذا أحب المؤمن أخا له يخبره ويعلمه، وهو سنةٌ بإقراره عليه الصلاة والسلام، قال عليه الصلاة والسلام: “تَهَادُوا تَحَابُّوا“، الحب أمر قلبي، عطاء من الله عز وجلّ، لكن هذا العطاء جعل الله له أسباباً، من أسبابه التهادي، والدعاء والإلحاح فيه، من غير ملل، ومن أسبابه صفاء القلب، القلب الذي فيه الأكدار والحقد والكراهية لا يعرف الحب.
وزاد الأستاذ بارشي موضحا: الحب طهر، والكراهية ظُلمة، لا يجتمع الطهر مع الظلمة في إناء واحد، إذا أردت أن تكون محباً محبوباً، اسعى أخي واسعي أختي لكي يكون القلب صافياً، فالقلب الصافي موطن الحب، نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا به. ومن الأسباب أيضاً الكلمة الطيبة والثناء الحسن، الذي يفعل في صاحبه ما يفعل بإذن الله، نتعلم هذا ونتدرب عليه.