قال المحامي المغربي عبد الحق بنقادى إنه “رغم الصعوبات والأحوال الجوية وبعض الأعطاب التي تصيب السفن وتحديات أخرى تواجهنا إلا أن الهدف أسمى وقلوبنا مرتبطة بغزة لفتح ممر إنساني وكسر الحصار الظالم”، وذلك في حوار مع جريدة العربي الجديد، مؤكدا استعداده رفقة 12 متطوعا من جنسيات مختلفة على متن سفينة “صمود” للإبحار من ميناء بورتو بصقلية في اتجاه اليونان.
ومع وصول رحلة أسطول الصمود العالمي إلى مرحلته الأخيرة قبل التوجه نحو قطاع غزة، في ظل تهديد الاحتلال الصهيوني بعدم السماح بوصول الأسطول، أكد بنقادى أن “هناك استحضارا لجميع السيناريوهات مع إعطاء المشاركين التوجيهات على ضوء كل فرضية”، مضيفا أن ما يجري التركيز عليه هو “السلوك اللاعنفي من خلال عدد من التدابير، خاصة ونحن نعلم القدرة الهائلة لدى الكيان الصهيوني على فبركة وتزييف الحقائق والوقائع وافتعال الذرائع لشرعنة اعتدائه وتدخلاته الهمجية”.
وعن ظروف الرحلة، أوضح عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان أن الناشطين مصرون على استكمال الرحلة قائلا إن حياتهم على متن السفينة ليست عادية في تفاصيلها اليومية نظرا لطبيعة المكان والزمان واختلاف الجنسيات والطبائع والأعراف، ولصعوبة ومعيقات الإبحار، لكن هي “حياة استثنائية غير مسبوقة بالنسبة لي نظراً للغاية والهدف التي نبحر ونواجه مختلف العقبات من أجلها”. في هذه الرحلة تتخلى، يقول بنقادى، عن أكلك واستحمامك ونومك وراحتك بالشكل الذي كنت تتمتع به قبل الإبحار، “كما تتعرض للتعب الشديد والدوار والقيء وفقدان شهية الأكل في كثير من الأحيان؛ لأن السفر قطعة من عذاب، خاصة إذا كان في مثل هذه الظروف غير المريحة وطول المسافة وسوء الأحوال الجوية، لكنك على الأقل تشعر بجزء من العذاب الذي يتعرض له أهل غزة في كل لحظة، فيمتزج الألم بالأمل ويغلب هذا الأخير في آخر المطاف”.
وكشف المتحدث أنه لهم برنامجا يوميا داخل السفينة يتناسب مع هذه الظروف، يتمثل في “الحفاظ على نظافة المكان والبدن وأداء صلواتنا وتلاوة القرآن الكريم والأذكار، والقيام بالتمارين التي ترسخ السلوك اللاعنفي في حالة الاعتراض والاعتقال من الكيان المحتل، والاستعداد لحالات الطوارئ والسلامة المختلفة من قبيل ارتداء السترات والواقيات، ومتابعة الأخبار، والقيام بالاتصالات والتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي في احترام تام لتوجيهات طاقم السفينة”، مضيفا “كل شيء يهون في سبيل هذه المبادرة الإنسانية غير المسبوقة. نتضرّع إلى الله تعالى أن تحقق أهدافها”.
وشرح بنقادى، الذي يقود التمثيل القانوني للمحامين العرب في الأسطول، في تصريحه أن “الجانب القانوني له حضور مهم جدا في تأطير المشاركين، مع الإجابة عن مختلف التساؤلات والإشكالات والتدابير التي يمكن أن تعترضنا ونحن في طريقنا”، مؤكدا “رجوع كل مشارك ومشاركة إلى لائحة أسماء وصور فريق زملائنا المحامين في فلسطين المحتلة الذين سيتولون المساعدة القانونية والمؤازرة في حالة الاعتراض والتوقيف والاعتقال التعسفي من الاحتلال الغاشم، والحقوق التي يتمتع بها كل مشارك في حالة اعتقاله، ومسألة التوقيع على مختلف الوثائق والمحاضر التي تعرض عليه”.