بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
محمد حمداوي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان
الرباط
الخميس 16 ربيع الآخر 1447
9 اكتوبر 2025
توقيع مرتقب، لوقف إطلاق النار في غزة الجريحة الشامخة.
بعد عامين من المعاناة الرهيبة، وكذاك من المقاومة المرهبة للعدو والكاسرة لكبريائه، إنه تتويج لصمود أسطوري وثبات ميداني أربك الاحتلال وأفشل أهدافه في التهجير والقضاء على المقاومة.
ما لم يُنتزع بالقصف والمجازر والإبادة، لن يُمنح على طاولة التفاوض.
هذا الاتفاق، بفضل الله وتوفيقه، جاء بإرادة المقاومة، وبالثبات المذهل للمدنيين المرابطين، ويؤكّد أن شعب فلسطين لن يُهزم ما دام خيار المقاومة حيًّا. وكذلك علمنا التاريخ في كل حروب المقاومة الصادقة الباسلة المصرة على إحقاق الحق وإزهاق باطل الاحتلال البغيض.
شعبنا في غزة بمقاومته كتب بالدم معادلة جديدة:
بالإيمان والثبات والصبر واليقين، وقوة الإرادة، وبالالتحام الصادق الوفي بين المقاومة وحاضنتها الجماهيرية، يصد المعتدي ولو دجج بأحدث الأسلحة.
وإن الحقوق لن تسقط ولو طال الزمن، وهذه جولة من معركة التحرير الشامل التي لم تنتهِ.
(وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ. إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ) صدق الله العظيم.
اللهم يا جابر الكسير، ويا ناصر المستضعفين، اجبر غزة جبرا يليق بعظمتك، وداوِ جراحها بلطفك.
اللهم اكتب للقلوب المكلومة وللأجساد المهدودة سكينة وشفاء ورحمة يارب العالمين.
اللهم اجعل هذا الاتفاق مقدمة نصر، واجعل ما بعده فتحا وفرجا.
واحفظ المقاومة والقابضين على جمر الثبات في الأرض المباركة، وارحم الشهداء، واشفِ الجرحى، وكن مع كل من بقي تحت الركام ينتظر فرجك يارب العالمين.
اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.