“بقلوبٍ دامية نتابع ما يجري في قطاع غزة والقدس الشريف”، بهذه العبارة افتتح الأستاذ سعيد مولاي التاج تصريحه لـ “بوابة العدل والإحسان” عن الانتهاكات المتواصلة والجرائم المتكررة للكيان الصهيوني على غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، موضحا أن عدد الشهداء تجاوز 65 ألفًا، وأصيب أكثر من 165 ألفًا.
ألم شديد.. خراب بغزة واقتحامات قياسية في الأقصى
واستحضر مولاي التاج، في تصريح لبوابة العدل والإحسان، معاناة نحو مليوني نازح داخل القطاع، بما يقارب 90% من سكان غزة، في ظروف مأساوية بلا مأوى ولا غذاء ولا ماء صالح للشرب. كما أشار إلى خراب أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، فضلا عن الانهيار شبه الكامل للخدمات الصحية بسبب الحصار.
عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أكد بـ”ألم شديد” أن أكثر من 58 ألف مستوطن اقتحموا أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول رب العالمين بأشكال استفزازية خلال عام 2024 وحده، في ظل حماية قوات الاحتلال، مع تسجيل اقتحامات قياسية تخطّت 2000 مستوطن في يوم واحد.
وفي ما اعتبره “تحديا سافرا لمشاعر أمة ملياري مسلم”؛ رُفعت الأعلام الصهيونية في باحات الأقصى، وأقيمت طقوس تلمودييه استفزازية، في مشاهد تمثل تعديًا صارخًا على قدسية المكان وجرحًا لمشاعر المسلمين في كل بقاع الأرض.
احتجاجاتنا تنسجم مع الواجب الشرعي والإنساني
وأبرز المتحدث أن دعوة جماهير الشعب المغربي والأمة الإسلامية إلى المشاركة القوية والواسعة في الفعاليات الاحتجاجية، ومنها احتجاجات جمعة طوفان الأقصى رقم 94، تحت شعار: “يا أمة الإسلام غزة تُهَجَّر والأقصى يُدَنَّس فهل من ناصر؟” تأتي للتعبير عن رفضنا للتهجير والتدنيس، وللتأكيد أن قضية فلسطين هي قضية كل الأمة، لافتا إلى أن تلك الدعوة تنسجم مع “واجب النصرة الشرعي والإنساني”.
احتجاجات جمعات طوفان الأقصى المتواصلة، يقول مولاي التاج “هي مناسبة نناشد من خلالها المجتمع الدولي الذي يصدمنا صمته المريب، إلى تحمل مسؤولياته إزاء جرائم الحرب المتواصلة”، كما أنها دعوة لكل المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف نزيف الدم وحماية المدنيين.
أسطول الصمود خطوة إنسانية دولية نقدرها
ونوه مولاي التاج بكل أحرار وأشراف العالم المشاركين في أسطول الصمود الذي يتوجه في هذه الأثناء إلى غزة لكسر العدوان الصهيوني الذي وصفه بـ”النازي الفاشي” المتواصل منذ ما يقارب عقدين من الزمن.
واعتبر أن الأسطول هو “خطوة إنسانية دولية نقدرها عاليا ونتمنى أن تكون بداية التململ في تعاطي أوروبا مع ما يقع في عزة”. كما ثمن موقف إسبانيا بإلغاء صفقات الأسلحة، ومواقف البرلمان الأوروبي الذي يتجه إلى فرض عقوبات اقتصادية على الكيان الصهيوني.
وعبر مولاي التاج في تصريحه عن انتقاده للقمة العربية والإسلامية التي انعقدت مؤخرا في قطر، وتحدث عن “إقامة صلاة الجنازة” على تلك الأنظمة التي لم تستطع الخروج بخطوات عملية ردا على العدوان والعلو والطغيان الصهيوني، وعلى رأسها قطع العلاقات السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني وإسقاط كل اتفاقات الذل والعار المسماة “سلاما وتطبيعا”.
المسؤولية باتت على الشعوب والنصر بيد الله
وشدد على أن المسؤولية تقع الآن مباشرة على الشعوب والنخب والعلماء فردا فردا لنصرة الأقصى ودعم غزة، موضحا أن “غزة اليوم تُهجّر، والأقصى يُدنّس، وضمير الأمة مهدّد بالشلل التاريخي إن لم يتحرك الآن بقوة وفاعلية وحيوية مصيرية”.
وتابع يقول: “إننا نؤمن من أعماق قلوبنا وضمائرنا أن النصر بيد الله، وأن اجتماع الكلمة وتوحيد الصف والدعاء والعمل الصالح، هي السبل الحقيقية للتغيير”، لهذا يؤكد المتحدث “لا نمل من دعوة أبناء أمتنا وأبناء شعبنا المغربي الكريم، بكل فئاتهم وفعالياتهم ومذاهبهم ومرجعياتهم، أن يواصلوا التضامن مع المظلومين، وتذكير العالم أن فلسطين ليست وحدها”.