هذا الرثاء كلمات صادقة، وإن كانت لا تنضبط لمعايير الصنعة الشعرية، فهي مستلهمة من رثاء بهاء الدين زهير لابنه، وهي نابعة من قلب مكلوم على فراق أب ليس ككل الآباء.
بعيني من تذبل عليه عيني
وذبْ يا كِبْد ما أحد نهاك
إنس فؤادي نعيما كنت فيه
ألست ترى خليلك قد جفاك
لقد أدركت به روحي المعالي
وقد كفيت بفضله الهلاك
فيا من توارى عني وهو مني
كيف أسطع من دمي انفكاكا
أبتي كيف تواريت عني
وتوقن ما لي دونك سواك
وما هجرتني طوعا ولكن
صدك من المنية ما دهاك
يضنيني لما أقلب بصري
فأرجعه حسيرا لم أراك
ولم أجد في سواك ولو سما
شمائلك ولطفك وبهاك
ختمت على حبك في فؤادي
وليس يزال مقبورا هناك
لقد امتدت إليك يد المنية
وما استوفت روحي من ضياك
وما لي بالوفاء مدعية
ولم أشاركك في بلاك
تفنى ولا أذوب عليك حزنا
وحقك إني خائنة لهواك
ويا خجلي إذا قالوا محبة
ولم أشاركك في أمر أتاك
أرى عيونا تبكيك حولي كثيرة
وليس من بكاك كمن تباكى
فيا من قد رحل دون رجعة
متى ألحق بك ثم ألقاك
وفاك الله الجزاء كل حين
وبعد وفر الجزاء زاد وجزاك
فيا خطى الحبيب يا ليتني
جعلت كحل عيني ثراك
جاد مثواك الغيث بغزارة
وإلا دمعي سقاه وسقاك
سلام علينا بعبد السلام
يا من بالسلام قرنت ذكراك