أخي العزيز الدكتور محمد باعسو لم أجد من وسيلة للتواصل معك وشكرك، وأنت وراء قضبان الظلم، إلا هذه الرسالة المفتوحة. لا أقول تذكيرك ومواساتك. فظني بك، كان ولايزال، أنك ممن يفزعون إلى الله عز وجل إذا أصابهم أمر. ومن يفزع إلى الله تبارك وتعالى، ويلوذ بجنابه سبحانه، أهل ليكون هو مصدر التذكير ومشكاة المواساة.
أخي العزيز أشكرك، لأن اعتقالك شكل من جديد ضوءا كاشفا للسلطوية المتغطرسة، لمن كان في حاجة إلى المزيد من الضوء الكاشف. لقد تم ذبح المشروعية القانونية من الوريد إلى الوريد؛ تم ذبحها أولا بتسريب خبر كاذب عن حالة تلبس وخيانة زوجية وربط ذلك بالعدل والإحسان إمعانا في سياسة التشويه الفاشلة، لتتلقف الخبر الأبواق المخزنية المعلومة، وتنشره بنفس الصيغة، في خرق واضح ومكشوف لسرية مسطرة البحث والتحقيق، التي تنص عليها المادة 15 من المسطرة الجنائية، وتعاقب على مخالفتها. وثانيا، وهذا أبشع وأفضع، بمحاولة تلفيقك تهمة صورية تتعلق بالاتجار بالبشر.
لقد تبخرت أمام صمودك وصمود زوجتك الفاضلة، في سويعات، جنحة “الخيانة الزوجية”، التي تلقتها الأبواق المأجورة وروجت لها، وحلت محلها جناية من أخطر الجنايات، جناية” الاتجار بالبشر”!!
شكرا لك، لقد كشف إيداعك بالسجن خطورة استغفال من يصورون أنفسهم “نواب الأمة”. فمن كان من أولئك النواب المحترمين يتوقع أن يحل قانون الاتجار بالبشر محل قانون كل ما من شأنه السيء الذكر؟
شكرا لك، لأن إيداعك السجن بتلك التهمة كشف حقيقة الفبركة وقساوة العقوبة الظالمة في حق صحافي من ألمع الصحافيين المغاربة توفيق بوعشرين؟
شكرا لك لأن إيداعك السجن كشف أن المخزن لا يطيق التحرر والمبادرة المستقلة، وإن كانت مبادرة خاصة تتعلق بإحياء ذكرى؟
شكرا لك، لأنك كشفت الكساد السياسي عند من يحكمون. لا فعل لهم الا رد الفعل. ولا سياسة لهم إلا القمع ومحاولات التشويه والاعتقال؟
شكرا لك، لأن إيداعك السجن من أجل التحقيق مثل العدل والإحسان، من جديد، في شرف الانضمام إلى كوكبة المعتقلين السياسيين الحاليين؛ الزفزافي وبوعشرين والريسوني والراضي والعواج وغيرهم…
شكرا لك، لأن في اعتقالك المزيد من الكشف لهذه الردة الحقوقية وهذه الخروقات المتواصلة ضد العديد من الفضلاء والمناضلين. شكرا لك لأنك كشفت التمادي في أساليب الرداءة ضد المعارضين؟
شكرا لك لأنك كشفت هذا الوعي المتنامي لدى العديد من المغاربة، الذين أصبحت لا تنطلي عليهم هذه المسرحيات السيئة الإخراج.
شكرا لك لأنك كشفت معدن إخوانك وأخواتك، ومعدن الفضلاء من أبناء هذا الوطن، الذين هبوا لمؤازرتك والتنديد بما تتعرض له من ظلم.
أخي العزيز إنك تعتقل لأنك قيادي في جماعة العدل الإحسان. هذه الجماعة المتميزة الثابتة بحمد الله وفضله. وحق لك، ولنا معك، الافتخار بذلك. وحق لك، ولنا معك، أن نستمر في الاحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيس الجماعة. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.