رغم الإبادة المتواصلة.. “حجارة داود” تفتك بجنود الاحتلال وتُنهي حلم “اجتثاث المقاومة”

Cover Image for رغم الإبادة المتواصلة.. “حجارة داود” تفتك بجنود الاحتلال وتُنهي حلم “اجتثاث المقاومة”
نشر بتاريخ

يتزايد الحديث عن بطولات المقاومة الفلسطينية وإساءتها لوجه الكيان الغاصب، ضمن سلسلة عمليات “حجارة داود”، في الأيام الأخيرة بمعظم محاور توغل الجيش الصهيوني في غزة، من خلال عملياتها النوعية الأسطورية، التي تبين جلادة المقاومين وعزتهم وصمودهم وثباتهم، والتي ترسل جنود الاحتلال جثثا متفحمة داخل الدبابات والجرافات المستهدفة وناقلات الجند المحروقة، فضلا عن عمليات القنص ودك التجمعات، رغم كل مظاهر الإبادة المستمرة، والحصار الخانق الممتد منذ 640 يوما، وتشديد الرقابة برا وبحرا وجوا.

“حجارة داود” تفتك بجنود الاحتلال

وتحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن أحد كمائن المقاومة الفلسطينية في بيت حانون، حيث زلزلت الأرض تحت أقدام قوات الاحتلال، وارتفعت ألسنة اللهب من بين الركام حاملة معها واحدة من أقسى الضربات الميدانية التي تلقاها جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه على غزة، فيما مصادر عبرية تحدثت عن مقتل 5 جنود صهاينة وإصابة آخرين بينهم 3 بحالة حرجة جراء كمين وصفته بـ “الصعب” شمالي قطاع غزة.

 

هذا الكمين المركب، نفذته المقاومة مساء أمس الثلاثاء 07 يوليوز 2025، وقد استهدف وحدة نخبوية هندسية صهيونية في محيط بيت حانون، في قلب منطقة اعتبرها الاحتلال “آمنة ومطهرة”، وهو ما يكشف زيف التفوق الميداني للجيش الصهيونازي كما تسميه المقاومة، وعرّت منظومته الاستخباراتية والعسكرية.

أبو عبيدة: “القرار الأكثر غباءً” لنتنياهو “سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع”

وفي تغريدة للناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، اعتبر أن عملية بيت حانون المركبة “هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً في ميدانٍ ظنّه الاحتلال آمناً بعد أن لم يُبقِ فيه حجراً على حجر”، وشدد على أن “معركة الاستنزاف” التي يخوضها مقاتلو القسام مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية.

ولفت إلى العدو وإن نجح مؤخراً في تخليص جنوده من الجحيم بـ”أعجوبة” فإنه قد يفشل في ذلك لاحقاً “ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون”، معتبرا أن “صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصراً من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة”، وقال إن “القرار الأكثر غباءً” الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو “سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع”.

قرابة 58 ألف شهيد.. والمساعدات تحوّلت إلى مصائد موت

هذا وتتواصل جرائم الاحتلال الصهيوني بحقّ المدنيين العزّل في قطاع غزة، وقالت حركة حماس إن ذلك يجري عبر الآلية القاتلة للمساعدات، التي تحوّلت إلى مصائد موت تديرها قوات الاحتلال بغطاء أمريكي، ما يفاقم أعداد الشهداء يوميًا، ويكشف الطبيعة الإجرامية لهذه المنظومة.

وبينما تستمر الفواجع في القطاع، ويستمر نزيف استهداف المواطنين الأبرياء والأطفال والنساء والطواقم الطبية والصحافيين وغيرهم من كل فئات الشعب في غزة، أفادت وزارة الصحة بأن أعداد الشهداء من ضحايا العدوان الصهيوني ارتفعت إلى 57,575 شهيدا و136,879 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.

ونتيجة للحصار والتجويع الممنهجين باعتبارهما من أوجه الإبادة المقصودة لأهالي غزة، أكد مكتب الأمم المتحدة للسكان في بيان له اليوم، أن 50 ألف امرأة حامل ومرضعة في غزة لم يتناولن الطعام منذ أيام، بينما الأطفال هناك يولدون مبكرا جدا ومعرضون لخطر الموت أو لمشاكل صحية مدى الحياة.

فشل ذريع في كسر إرادة غزة بعد 640 يومًا من حرب استئصالية

وأكدت حماس في بلاغ لها اليوم أن الاحتلال بعد 640 يومًا من الحرب الاستئصالية “فشل فشلًا ذريعًا في كسر إرادة غزة أو إخضاع مقاومتها”، لافتة إلى أن شعارات “الهزيمة الساحقة” و”الاجتثاث الكامل” التي رفعها العدو بداية الحرب “سقطت على أعتاب الأنفاق وكمائن المقاومة”.

وشددت على أن وهم “تحرير الأسرى بالقوة” تحطّم تحت وقع ضربات المقاومة المتلاحقة وتفوّقها الميداني، موضحة أن عربات جدعون احترقت بمن فيها، والمقاومون يواصلون المواجهة بنديّة رغم الجوع والحصار، وقد أقر الاحتلال –تضيف حماس- بعجزه عن تحرير الأسرى وهزيمة المقاومة معًا، ومحاور التوغّل تحوّلت إلى حقول موت.

وبينما اعتبرت حماس أن مخطط التهجير والتطهير العرقي “اصطدم بصمود شعبنا ورفضه الإملاءات السياسية والمخابراتية”، أكدت حيال ذلك أن الفشل العسكري والسياسي والأخلاقي للاحتلال “يفضح زيف دعايته ويؤكد أن معركتنا معه معركة وعي وإرادة وصبر”.

تصاعد وتيرة المداهمات والاعتقالات بالضفة

وفي الحملة العسكرية المسعورة التي يشتها كيان الاحتلال في الضفة الغربية ومخيماتها تزامنا مع إبادته الهمجية على قطاع غزة، يشن جيش الاحتلال مداهمات وحملات اعتقال واسعة في مناطق متعددة من الضفة، فضلا عن عملية هدم خطيرة للمباني والمنازل، وقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال يسمح للسيدات فقط من مخيم جنين بالدخول لمنازلهن وإخراج بعض مقتنياتهن قبل هدمها.

وأكد القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد أنا ما يتعرض له أهل الضفة من مداهمات “لن تنال من ثبات شعبنا وإصراره ورفضه لكل محاولات اقتلاعه من أرضه”، منوها بصمود “أهلنا الأبطال” في كافة محافظات الضفة وتصديهم لقوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، ومواجهتهم يوميا آلة القمع والاعتقال والإرهاب المنظم، وبالعمل البطولي الذي استهدف جنود الاحتلال شرقي نابلس.

وفي وقت شدد فيه على أن جذوة المقاومة لن تتوقف بالضفة مهما بلغ بطش الاحتلال، حذر القيادي في حماس من تصاعد وتيرة إقامة بؤر استيطانية جديدة في محافظة الخليل، وغيرها من المحافظات، والتي تأتي “ضمن مخطط تهويدي شامل يستهدف وجود وهوية شعبنا”.