بسطت الأستاذة السعدية الجغلالي الفرصة الثمينة التي يتيحها شهر رمضان الفضيل في التعلق بكتاب الله تعالى من أوجه عدة، في كلمة تحفيزية خاصة لقناة الشاهد الإلكترونية، هذا نصها:
بسم الله الرحمان الرحيم، والحمد لله رب العالمين، خالق السماوات والأرضين، خلق الإنسان علمه البيان وحثه على طلب معاني الإحسان.
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد المصطفى الأمين، السراج المنير، صلاة تبلغنا بها رحمتك وتدخلنا بها جنتك.
أحبائي في الله، نستقبل شهرا عظيما، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
إنه شهر رمضان شهر الفرص الثمينة؛ فرص آناء الليل وفرص أطراف النهار.
رمضان فرصة لنصحب كتاب الله تلاوة وحفظا وتدبرا.
رمضان فرصة لنعود أنفسنا على الجلوس بين يدي كتاب الله. فلا ينقضي يوم حتى نكون ممن تلا على الأقل حزبين في اليوم.
رمضان فرصة ليكون الموعد المسجد والبرنامج القرآن، وليحرك همتنا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: “يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”.
رمضان فرصة لنحرص على تلاوة سور وآيات فضليات التماسا لبركتهن وتقربا بهن إلى المولى عز وجل.
رمضان فرصة لننخرط في عزمة حفظ كتاب الله لنكون من أهل الله وخاصته، ونكون ممن قال فيهم الحق عز وجل على لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “سَمعت ليلة أُسريَ بِي الحقَّ يَقول: يا محمد مُر أمَّتَك أنْ يكرموا ثلاثة: الوالد والعالم وحامل القرآن، يا محمد حذّرهم من أن يغضبوهم أو يهينوهم، فإن غضبي يشتد على مَنْ يُغضبهم، يَا مُحمَّد أهل القرآن هم أهلي جعلتهم عندكم في الدنيا إكرَامًا لأهلها، وَلَولا كون القرآن مَحفوظا في صدورهم لهلكت الدنيا ومن عليها، يَا محمد حملة القرآن لا يعذبون ولا يحاسبون يوم القيامة، يا محمد حامل القرآن اذا مات تبكي عليه سماواتي وأرضي وملائكتي، يَا محمد إنَّ الجنّة تشتاق الى ثلاثةٍ أَنتَ وصاحبيك أبي بكر وعمر وحامل القرآن”.
نعم أحبائي رمضان فرصة لننشغل بكتاب الله عز وجل، ونعوّد أبناءنا أيضا على صحبته، فيقرؤونه ويتدبرونه، ولمَ لا يحفظون ما تيسر منه، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (حديث قدسي): “من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه”.
رمضان فرصة لنحظى بشفاعة الصيام والقرآن في يوم القيامة، في يوم لا ظل إلا ظل الله عز وجل، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان”.
أحبائي في الله، ختاما، أقول لكم ولنفسي قبلكم.
البدار البدار إلى الفضائل..
والحَذار الحذار من الرذائل..
فإنما هي أيام قلائل.
أحبابي في الله جعلنا الله ممن صام فاتقى وقام فارتقى ومن ينابيع الرحمة استقى.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.