شهر رمضان، شهر الغفران والرحمة، وشهر القرآن، وشهر الثواب المضاعف. والداعية إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، حري به أن يتعامل مع هذا الشهر بنوع من الخصوصية والهيبة والتبجيل، وابتكار للأساليب التي يفتح الله عليه بها مغاليق قلوب العباد بإذن رب العباد.
وللدعوة في أماكن العمل أهمية خاصة، لعدة أسباب، منها أن غالب أفراد المجتمع يقضون أوقاتا كثيرة في تلك الأماكن، وبالتالي فهي مجال خصب لممارسة الدعوة، كما أن جو رمضان وروحانياته يسهم في تهيؤ قلوب الناس لتقبل الدعوة، وإقبالهم على مناشطها وفعالياتها، وتجد الكثير من المقصرين في أمور دينهم يحاولون جبر هذا التقصير في رمضان، حيث يلتزمون بالعبادات والأعمال الصالحة، ويحاولون التخلص من العادات والصفات الذميمة.
من وسائل الدعوة في أماكن العمل:
1- الكلمة الطيبة:
فالكلمة هي سلاح الدعوة الأول، عن طريق النصيحة الفردية، أو الدرس العام عقب الصلوات، أو حتى في أوقات الراحة مع الزملاء.
ولكن لا بد من مراعاة هذه الأمور في إلقاء الكلمة أو الموعظة:
– مراعاة حال المدعوين وما عندهم من نقص لينبه عليهم لتفاديه، فكل شخص له واقعه، وظروفه وصفاته، فليسوا كلهم غير مصلين، وليسوا كلهم مدخنين… إلخ.
– عدم الإطالة، فإن الإطالة تؤدي للملل، وإذا كثر الكلام أنسى بعضه بعضا.
– التحدث بطريقة سهلة وبألفاظ واضحة ومفهومة للجميع، مع الاهتمام بتوزيع النظرات على المستمعين فإن ذلك مدعاة لمزيد اهتمامهم.
– النظرة البشوشة؛ فالابتسامة في وجه أخيك صدقة، ولا يفيد في شيء التجهم والعبوس في وجوه العباد بأي حال من الأحوال، بل إنه ينفر القلوب.
2- إحياء رسالة المسجد:
وذلك من خلال اصطحاب الزملاء إلى الصلاة في المسجد أو المصلى، وينبغي العمل على توفير المصاحف وبعض الكتيبات الهادفة والشرائط في المسجد، ليستفيد منها الموظفون بالاستعارة والقراءة والاستماع في أوقات الفراغ.
3- الاهتمام بالدعوة الفردية:
مع مراعاة فقهها وضوابطها، حتى لا يتسبب الداعية من حيث لا يدري في نفور المدعو، ويحسن بالداعية ألا يفوت فرضة ارتفاع روحانيات المدعو في رمضان لإكسابه صفات ومفاهيم جديدة.
4- توزيع الأشرطة والمطويات:
الشريط الإسلامي أو القرص المدمج في عصر التكنولوجيا سلاح من أمضى أسلحة الدعوة في العصر الحاضر، وقد أثبتت التجارب أنه كم من شاب وشابة كان سبب هدايتهم استماعهم لشريط. لكن احذر أن تعطي لغيرك مادة لا تعلم محتواها جيدا، فهذا قد يكون له انعكاسات سلبية خطيرة لا مجال للتحدث عنها هنا.
أما المطويات فهي سهلة العبارة ومختصرة، يستفيد بها من لا يقدر على مطالعة الكتب الكبيرة الحجم، ولكن مع الحرص أن تكون هذه المطويات خالية من الاختلافات والتعقيدات، وقبل إعطائها احرص على التشويق لقراءتها. هذا وينبغي الاهتمام بمتابعة الأشرطة والمطويات التي يتم توزيعها تفاديا للتكرار.
5- المجلة الحائطية:
مع الحرص على الإخراج الفني والموضوعي الجيد للمجلة، واختيار المكان المناسب لتعليقها، وتنويع أبوابها، وعمل مسابقة رمضانية تخصص لها جوائز يتم تقديمها خلال أمسية في آخر شهر رمضان أو في أيام العيد.
6- إقامة المعارض والندوات:
فلا بأس من تنظيم بعض المعارض والندوات أثناء الشهر إن أمكن، حسب ظروف المكان، والحرص على الانتقاء الأمثل للمواد المعروضة في المعارض، وكذلك تحديد موضوعات مفيدة لمناقشتها أثناء الندوات، واستضافة من لهم القدرة على اجتذاب الناس.
7- توزيع بطاقات التهنئة:
وذلك في بداية رمضان، وقبيل العيد، مع الحرص على جودتها من حيث الشكل والألوان، والعبارات المكتوبة، وكذلك الحرص على أن تكون موجهة لأصحابها بصفة شخصية، فهذا يدخل السرور على نفوسهم ويشعرهم بأهميتهم.
نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.