ذكرت الأستاذة زينب الجوهري بما يحركه قدوم يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشواق وعهود محبة لذاته الشريفة، فقالت: “تحل ذكرى مولد الهادي وتتجدد معها كل معاني الشوق للحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلم، من بقدومه الكون أضاء والنور لاح والعطر فاح. من حبه لأرواحنا غذاء ولقلوبنا بلسم وشفاء، ومن نرجو أن يشفع لنا يوم اللقاء، من اشتاق لنا ولم يرنا، ويقول أمتي أمتي ويدعو لنا”.
وأضافت، في تصريح خصت به موقع مومنات.نت؛ “هو سيد الخلق حبيب الحق الذي بمحبته نرتقي”، وأوضحت فضل هذه المحبة على المحِب، انطلاقا من حديث رواه الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك. وإذا ذكرتُ موتي وموتك عرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رفعتَ مع النبيين، وأني إذا دخلتُ الجنة خشيتُ أن لا أراك. فلم يردَّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً. حشرنا الله مع حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
واستدعت أحد أخلاقه الكريمة التي أظهر الله بها دينه في أوله وغزا بها صلى الله عليه وسلم قلوب العالمين، لافتة إلى لزوم الاتصاف بها في تبليغ دعوته صلى الله عليه وسلم؛ “هو الرحمة المهداة والداعي إلى الرفق والأناة. جاء في الحديث الشريف الذي روته أمنا عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يفرغ من شيء إلا شانه”“.
لتختم تصريحها بالدعوة إلى ما توجبه هذه المحبة من التأسي به صلى الله عليه وسلم والسير على دربه “ومن تمام محبته حسن اتباعه، والاقتداء به، والتخلق بأخلاقه، وحسن التأدب معه ومع خلق الله، والدعوة إلى إحياء سنته، والسير على منهاجه. صلى الله عليك وسلم يا خير الورى إلى يوم الدين”.