تقديم
تعتبر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذكار المفروضة على المسلم الاهتمام بها وعدم إغفالها، يصادفها المسلم في مساره التعبدي كلما وقف على شعيرة أو نسك، اعتادها الناس في ممارساتهم اليومية، سواء كانوا في عباداتهم أو عاداتهم، وهي من أفضل الطاعات وأجل القربات وأقرب الطرق التي توصل العبد بمولاه، وتوثق رابطته برسول الله عليه السلام، وهي شعبة من شعب الإيمان التي يلزم الاعتصام بها ولا تكلف صاحبها إلا اليقظة وعدم الغفلة. نتناول هذه العبادة للتذكير بحق من حقوقه عليه السلام، علها تكون لنا زادا ونورا.. وفق التصميم التالي:
· معنى الصلاة على النبي
· حكم الصلاة على النبي
· فضائل وفوائد الصلاة على النبي
· صيغ الصلاة على النبي
· مواطن الصلاة على النبي
· مصنفات حول الصلاة على النبي
· خاتمة
معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
يعود أصل الصلاة في اللغة إلى معنيين: الدعاء والعبادة كما في قاموس المحيط، والدعاء بدوره إما دعاء مسألة أو دعاء عبادة، والمصلي في صلاته من تكبيرة الإحرام إلى حين سلامه بين دعاء العبادة ودعاء المسألة، هو في صلاة حقيقة لا مجازا، وخص اسم الصلاة بهذه العبادة المخصوصة.
وفي الاصطلاح: الصلاة على النبي معناها: اللهم صل على سيدنا محمد، بصيغة من الصيغ المعلومة. وأصل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود إلى قول الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (الأحزاب: 56). ويتفرع عن هذا تحديد معنى الصلاة من الله ومن ملائكته ومن المؤمنين..
لقد بين الله سبحانه في هذه الآية أن الله تعالى هو أول من يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ثنى بملائكته، وبعد ذلك أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، وهنا نتساءل هل هناك فرق بين صلاة الله والملائكة والمؤمنين؟
قال العلماء: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة وتشريف وتكريم وثناء، أما الصلاة من الملائكة فقيل معناها الاستغفار، قال ابن العربي: “قال العلماء هو دعاؤهم واستغفارهم وتبريكهم، كما قال الله تعالى: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ، وكما ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: “الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، اللهم صل عليه، اللهم ارحمه” 1، وفي رواية اللهم اغفر له.
صلى الله تعالى وملائكته على نبيه بصيغة المضارع التي تفيد الاستمرار والتجديد “يصلون”. أما صلاة الخلق على رسول الله فيكاد العلماء يتفقون على أنها دعاء له. وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: ما فائدة صلاة العبد المذنب على رسول غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ والجواب كما قال بعض العلماء: ليبقى ذكرا له على ألسنة الصادقين، ومن أجل أن يكرم رسوله على ألسنتهم، ومن أجل أن يثيبهم ويؤجرهم كما ورد في أحاديث كثيرة، وأيضا من أجل أن يوثق رابطة المؤمنين برسول الله عليه السلام.
والخلاصة أن المستفيد من هذه الصلاة هو المصلي نفسه، كما سنرى عند الحديث عن فوائد الصلاة.
أما معنى السلام على رسول الله ففيه إشارة إلى الأمن والأمان والسكينة والوقار، قال تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ (التوبة: 104). وقد أكد الله التسليم بقوله: وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. أما الصلاة فمؤكدة بإنّ أولا، وبصلاة الله وملائكته عليه ثانيا. ورغب العلماء في الجمع بين الصلاة والتسليم على النبي الكريم.
حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
اتفق الفقهاء على أن حكم الصلاة على النبي واجب، لكنهم اختلفوا في مواطن الوجوب وعدد المرات، فمنهم من قال مرة في العمر، وقيل تجب في كل مجلس لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة يوم القيامة” 2. وتجب في مواطن أخرى من ذلك عند ذكر اسمه، قال النبي ﷺ: “البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي” 3. وقال الشافعي رحمه الله: تجب الصلاة على النبي للمصلي في التشهد الأخير، قال ابن العربي في الأحكام: “الصلاة على النبي فرض مرة في العمر بلا خلاف، فقال محمد بن المواز والشافعي: إنها فرض فمن تركها بطلت صلاته، وقال سائر العلماء سنة في الصلاة” 4.
“ولا يفوتنا -كما يفوت الكثيرين- أن المقصود من الصلاة عليه والتسليم والإكثار منهما هو صحبته ومحبته، فإننا إن أكثرنا ذكره كما أمرنا أصبحت صورته ومعناه في قلوبنا، بمثابة النور الذي نهتدي به إلى ذكر الله ومحبته نتيجة الصلاة على المحبوب المجتبى صلى الله عليه وسلم، وصلتنا الدائمة به، فالصلاة صلة” 5.
والخلاصة أن الله تعالى ورسوله الكريم أمر المؤمنين بالصلاة عليه وجوبا وفي بعض المواضع على وجه السنة أو الاستحباب، وهي حق من حقوق رسول الله عليه الصلاة والسلام،أمر بالإكثار منها على غرار ذكر الله تعالى من غير تقييد بعدد ولا زمان، ورتب على ذلك ثوابا عظيما، كما سنرى بعد.
فضائل وفوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (الأحزاب: 143).
أستهل هاته الثمار والفضائل بأعظم النعم التي يحصل عليها المصلي على النبي؛ الصلاة على النبي تستوجب صلاة الله وملائكته على المصلي، التي هي سبب خروج العبد من ظلمات الجهل والذنوب، إلى أنوار المعرفة والغفران، رأفة منه تعالى على عباده المؤمنين كما أشارت الآية إلى ذلك.
وبعد المزية التي ذكرت في الآية الكريمة، نذكر ببعض الفضائل الأخرى التي رتب عليها الشارع ثوابا عظيما، مما يحفز المؤمن للإقبال على هذه المأدبة الربانية.
وعلى رأس الفوائد امتثال أمر الله تعالى والفوز برحمته، فقد صح أن النبي عليه السلام قال: “من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا” 6. ومعلوم أن صلاة الله على العبد رحمة ومغفرة كما سبقت الإشارة.
ومن الثمار كذلك توثيق رابطة المحبة برسول الله والفوز بتبادل التحية معه، فقد صح أنه قال: “ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام” 7.
ومن الفضائل والفوائد ما يلي:
– غفران الذنوب والخطايا: لقوله عليه الصلاة والسلام: “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عشرا وحط عنه عشر خطيئات” 8.
– تفريج الهموم وقضاء الحوائج: وللسلف الصالح قصص وعبر في هذا الباب، كلما ضاق الزمان بأحدهم لجأ إلى الإكثار من الصلاة على النبي، مسترشدين بقول الله عز وجل: إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ أي السكون وراحة البال والإطمئنان والملجأ، ويعضد هذا ما رواه أبي بن كعب الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم يجعل له من الصلاة عليه؟ فبدأ يقترح الربع أم الثلث أم النصف.. وشجعه رسول الله على المزيد، فقال أبي رضي الله عنه: أجعل لك كل صلاتي، فأجابه رسول الله بقوله وهو الشاهد عندنا: “إذًا تُكفَى همّك ويُغفَر ذنبك” 9.
– نيل شفاعته: لقوله عليه الصلاة والسلام: “أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة” 10.
– رفع الدعاء: عن علي رضي الله عنه قال: “كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم”.
هذه بعض فضائل الصلاة على النبي، ولقد عد الإمام السخاوي في كتابه: “القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع” أكثر من 50 فائدة، أوردها مجملة، ثم فصل فيها الكلام بإسنادها إلى أدلتها الشرعية. وخلاصة الكلام أن الصلاة على رسول الله قربة وعبادة، وصلة وملجأ، يلجا إليها العبد كلما ضاق به الزمن، وهي من الأبواب الميسرة المشرعة نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الصلاة عليه دليل على محبته صلى الله عليه وسلم لما ورد في الأثر: من أحب شيئا أكثر من ذكره. فاللهم أطلق ألسنتنا بذكرك وبالصلاة على نبيك آمين.
صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
للصلاة على النبي صيغ كثيرة، منها ماهو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما دون ذلك، منها صيغ مأثورة ومنها مصنوعة، وفيما يلي بعض الأمثلة:
1) الصلاة الإبراهيمية: وهي قولنا: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد” (متفق عليه). وهي أشهر الصيغ وأصحها، وهي التي نصلي بها في التشهد الأخير، ولها روايات عديدة ومتقاربة، وهي جواب رسول الله لمن سأل عن كيفية الصلاة عليه. أما لفظ السيادة فجل العلماء يوصون بعدم التسييد في التشهد، أما في غير التشهد فيجوز، ويدخل في باب الأدب والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتشبه الصلاة على النبي بالصلاة على إبراهيم، من باب التواضع ولتقدمه في الزمن، أو بناء على أن المشبه قد يكون أقوى من المشبه به، وقيل إن سبب تخصيص إبراهيم بالذكر لأن إبراهيم قال لسيدنا محمد عند اللقاء به ليلة الإسراء: أقرئ أمتك مني السلام، والله أعلم.
2) صلاة المكيال الأوفى: “اللهم صل محمد النبي الأمي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد” 11. أصل هذه الصيغة ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي.. الحديث.
3) “مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة” 12. هاته الصيغة يرددها المسلم بعد الآذان ومن قالها حلت له شفاعته يوم القيامة، كما في الحديث.
1) “وعن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: اللهم صل على محمد وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتي” 13.
هذه بعض النماذج من الصلوات المأثورة، وهناك صلوات أخرى من اختيار العلماء وشيوخ التصوف لمريديهم، يوصون بالإكثار والاهتمام بها واتخاذ أوراد منها، قد تشتمل الصيغة على جمل مأثورة وأخرى من إنشائهم، وقد ينشئون الصيغة كلها من اجتهادهم، أو من إلهامهم كما يقولون، قد تكون متوسطة أو طويلة. وقد جمع الشيخ يوسف النبهاني أكثر من 70 صيغة ونسبها إلى أصحابها من أهل السلوك والتصوف، من ذلك مثلا: الصلاة الأكبرية لمحي الدين بن العربي الحاتمي، ومنها مصباح الظلام لنور الدين الشومي، وصلاة الفاتح لأحمد التيجاني، والصلاة البكرية والزهرية.. وغيرها لمختلف الشيوخ المعروفين مثل الغزالي والرفاعي والشاذلي وابن امشيش وغيرهم. ولعل أشهر من عرف بإنشاء صلوات كثيرة هو الشيخ محمد بن سليمان الجزولي في كتابه “دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار”، أورد فيه مئات الصلوات يتخذ منها المريدون أورادا لهم، ويتلونها باستمرار كما يتلون الحزب من القرآن، ورغم ما قيل عن مثل هذه الاجتهادات من قبول أو رفض، فهي ملزمة لأصحابها دون غيرهم، دون الخوض في التفاصيل.
ومعلوم أن الصلاة على النبي مرغوبة بأي لفظ أو لغة يؤدي نفس المعنى، شريطة الابتعاد عن التأليه والتبخيس والابتذال.. ويبقى اللفظ النبوي على رأس كل الصيغ لما يحققه من التأسي والتبرك. والله أعلى وأعلم.
مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
مما هو ثابت أن الصلاة على النبي من الذكر، والذكر مرغوب في كل وقت وحين، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ (النساء: 191). وكما روي عن أمنا عائشة رضي الله عنها “أن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحايينه” (رواه الشيخان). وكما سبقت الإشارة فهناك مواطن تجب فيها الصلاة على النبي: في الصلاة، وعند ذكر اسمه الشريف، وفي نهاية المجلس، وختم الدعاء. وتستحسن أو تستحب في مواطن أخرى منها، ليلة الجمعة ويوم الجمعة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أكثروا الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة – وفي رواية بسند ضعيف: أكثروا الصلاة علي الليلة الزهراء واليوم الأغر، وفي رواية: الليلة الغراء واليوم الأزهر- فإن صلاتكم معروضة علي” 14.
ومن المواطن كذلك، بعد الأذان لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة”.
ومن المواطن كذلك التي يستحسن الصلاة على النبي فيها، عند الدخول إلى المسجد والخروج منه وغيره، وقد جمع الحافظ السخاوي في كتابه مواطن عديدة مسندة إلى أدلتها الشرعية الصحيحة وغيرها، لأن جل العلماء يأخذون بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. ومن المواطن التي ذكرها: عند الهم والكرب، وعند الحاجة، وعند العطاس، وعند رؤية الكعبة المشرفة، وعند زيارة الروضة الشريفة، وعند ختم القرآن، وعند افتتاح الكلام والموعظة، وعند الختم… وغيرها من المواطن. ومن يريد المزيد فليعد إلى الكتاب المذكور للسخاوي ففيه غنية وكفاية. والله أعلم.
مصنفات خاصة بالصلاة على النبي المختار 15
لأهمية الصلاة على النبي وللترغيب فيها في الشرع الحنيف، خصها عدد كثير من العلماء بالتأليف قديما وحديثا في المشرق والمغرب، ومن تتبع ذلك سيعثر على مئات المؤلفات في الباب، مختصرة ومفصلة، كل مؤلف له خصوصيته ومكانته.
ولعل أول مؤلف في الموضوع هو: “فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم” لمؤلفه إسماعيل بن إسحاق البغدادي المتوفى سنة: 282ه، قام الشيخ الألباني بتحقيقه. وتوالت بعد ذلك التآليف شرقا وغربا، من ذلك مثلا: “القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع” للحافظ السخاوي، ثم مرتضى الزبيدي ويوسف النبهاني وغيرهم، أما في الغرب الإسلامي فقد كثر الاهتمام بالصلاة على النبي مما خلف عشرات المؤلفات في الموضوع، نذكر من بينها:
1) كتاب “الإعلام بفضل الصلاة على النبي” للغرناطي المتوفى سنة: 544ه.
2) “أنوار الآثار المختصة بفضل الصلاة على النبي” لابن الإفليشي المتوفى سنة: 550ه.
3) كتاب “القربة إلى رب العالمين بالصلاة على سيد المرسلين” لابن بشكوال المتوفى سنة: 578ه.
4) “صلوات نبوية” لمحي الدين بن العربي الحاتمي المتوفى سنة 638ه.
5) أربعين حديثا متنوعة الإسناد في فضل الصلاة على النبي لابن مرزوق. يلي ذلك “تنبيه الأنام” و”تحفة الأخيار” و”لوامع الأسنة في الصلاة على عين الرحمة والمنة” و”نفح الطيب” وغيرها كثير. وأختم هاته المؤلفات بكتاب “دلائل الخيرات وشوارق الأنوار” للجزولي المغربي، وهو كتاب اشتمل على مئات الصلوات على النبي من اختياره، كتب له القبول في بلاد كثيرة، جعل بعض الناس يتخذونه وردا كورد القرآن يتلونه باستمرار في الزوايا، رغم ما قيل في حقه أنه أحدث صلوات لا أصل لها، ومع ذلك فقد تناوله عشرات العلماء بالشرح والتعليق.. قال عنه مرتضى الزبيدي: “ولعت به الخاصة والعامة وخدموه بشروح وحواش”.
خاتمة
تلك ومضات سريعة أذكر بها نفسي وأحفز بها أهل الهمم للاغتراف من هذه المأدبة علما وعملا، قولا وفعلا، التماسا لأفضالها، واستضاءة بأنوارها، وتنسما لعبيرها الفواح، واقتداء بمن سبقنا بالإيمان والعلم. لعلنا نكون من شفعاء الحبيب، ومغفوري الذنوب من الرؤوف الرحيم، استجابة لأمر الله ورسوله أولا وأخيرا.
عطر اللهم قبره الكريم بعطر شذي من صلاة وتسليم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه إلى يوم يبعثون.
[2] أخرجه أبو داود والترمذي (3380) وأحمد.
[3] أخرجه الترمذي وأحمد: 1736.
[4] ابن العربي المعافري، أحكام القرآن، ج: 3، ص: 623.
[5] عبد السلام ياسين، المنهاج النبوي، ط: 2، ص: 164.
[6] أخرجه مسلم رقم: 408، الألباني: صحيح الجامع رقم: 6358.
[7] أخرجه أبوداود، رقم: 204. وأحمد. حسنه الألباني.
[8] أخرجه النسائي وابن حبان رقم: 904.
[9] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، رقم: 3574. وأبو نعيم في معرفة الصحابة، رقم: 2292.
[10] أخرجه الترمذي، رقم: 486. حسنه الألباني.
[11] أخرجه أبو داود، رقم: 932.
[12] صحيح البخاري، رقم: 614.
[13] أخرجه أحمد، رقم: 936.
[14] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، ورواه أبوداود بإسناد صحيح.
[15] المرجع في هذه الفقرة: مجلة دعوة الحق المغربية، رقم: 176.