طه عبد الرحمن: ياسين من رجال الصحوة…
أما الفيلسوف طه عبد الرحمن فهو أكثرهم معرفة بالإمام عبد السلام ياسين الذي كان صديق والده الأستاذ حميد طه رحمه الله، كما كانت والدتاهما رحمهما الله صديقتين أيضا. وقد كان أستاذ المنطق وفلسفة اللغة بجامعة محمد الخامس مطلعا على كُتب الأستاذ ياسين ومتتبعا لمستجداته، ولئن لم يذكره بالاسم في مكتوباته فإن الحافر يقع على الحافر في غير ما موضع من الموضوعات التي يعالجها، إذ يرى كثير من الباحثين أنه يلتقي به في استعمال بعض المفاهيم، مثل القومة والفتوة والعدل والإحسان والمخالقة، وينتهي إلى الاستنتاجات نفسها، وفي قضايا تربوية وعلمية وفكرية دقيقة، مثل قضايا العقل والعقلانية والحداثة والعلمانية والعنف، وغيرها…
وفي كتابه “الحداثة والمقاومة” يشير طه إلى الأستاذ ياسين بقوله: “هناك من رجال الصحوة من جعل من مفهوم القومة مصطلحا محوريا في فكره يلخص مشروعه السياسي بكامله (عبد السلام ياسين)، بيد أن استعمالي لهذا المفهوم في كتابي “الحق العربي في الاختلاف الفلسفي” اضطرتني إليه الصلة الاشتقاقية الموجودة بينه وبين مفهوم المقاومة، على عادتي في تأثيل المصطلحات، جاعلا معناه مرتبطا أساسا بمعنى القيمة فيكون حده عندي هو النهضة بواسطة الوعي بالقيم” 1. وإن كنتُ لا أراه من وجهة نظري إلا استعمالا متكاملا، يسميه ياسين “قومة إسلامية” ويسميه طه “النهضة بواسطة الوعي بالقيم الإسلامية”، و”إذا عُـرِف المعنى فـلا مُشاحّةَ في الأسامي” 2 كما قال الغزالي (ت505ه). والله أعلم.
ولا داعي لإطالة الكلام في موضوع علاقة طه بياسين، ولا علاقة مشروع هذا بمشروع ذاك… لأن لنا معه عودة إن شاء الله في غير هذا الموضع وغير هذا الكتاب.
[1] -[2] –