صناعة الحرية (50).. محمد شفيق: “ياسين أسد مأسور”

Cover Image for صناعة الحرية (50)..  محمد شفيق: “ياسين أسد مأسور”
نشر بتاريخ

الأستاذ محمد شفيق

دار بين الرجلين الصديقين الرفيقين في المهنة حوار طويل، انتهى بكتاب مطبوع بعنوان “حوار مع صديق أمازيغي”، ومما قاله المثقف والكاتب الأمازيغي محمد شفيق لصديقه في إحدى رسائله التي تضمنها الكتاب: “ها قد تطوعت أنتَ منذ ثلاثة عقود من الأعوام ونيّف للدفاع عن حرمة الإسلام، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وها قد ذقت الأمرين، وقاسيت ما لا يطاق، فتجلدت وصبرت. لقد كنت -شهد الله- أعلم أنك ستصابر وتواجه وتجاهد، لأني رأيتك تبحث عن طريقك متجها هذه الوجهة، مصمما العزم مستهينا للعقبات والصعوبات. فبادلتني الرأي وحاورتني وحاورتك ساعات وساعات… وها أنت اليوم مسموع الصوت، بعيد الصيت يحسب لك حساب ويُرهب لك جانب” 1.

وأضاف مؤكدا صدق صاحبه ونبل قصد قائلا: “ولو لم أكن أعرفك حق المعرفة لأيقنت أنك صرت تنظر في عطفيك وتطلب الطعان والنزال، وتصول وتجول في «قفصك» الذي يُراد منه أن يُخمد شعلة توقدك وتلألئك، ويَحد من مدى ندائك، فأضفى عليك وجودك في قفصك صفات الأسد المأسور، الذي يهز زئيره جدران سجنه، ويُبلغُ عنه من سمع من لم يسمع. اعلم، أخي، أني واثق بصدق مسعاك وبخير مبتغاك، وحسن نيّتك ورسوخ إيمانك، ليس لك من أغراض الدنيا ما يمكن أن تُلام عليه” 2.


[1] ياسين، عبد السلام. حوار مع صديق أمازيغي، مطبوعات الأفق، الدار البيضاء، ط1، 1997م، ص 11.
[2] المرجع نفسه، ص 12.