اختار الأستاذ عبد الله الشيباني أن يفتتح حلقته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخبر فيه أن أول رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ليضع “ثلاث أهداف في ثلاثة أزمنة” سيتناولها “في ثلاث حصص”، وبدأ في حصته الأولى هاته بمعالجة “القلب الذي يتهيأ للرحمات وللعتق، وهو معترف منيب لله عز وجل”.
ولفت الشيباني إلى أنه “مما يساعدنا عليه “المطهر”، هذا الشهر المبارك، هو أنه يعطينا فرصة؛ تكبل الشياطين وتصفد أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، هي فرصة يعطينا إياها الله كي ننهض ونقاوم هاته النفس التي تربطنا إلى الأرض”، مخبرا أنه “هذا هو الهدف من الصيام”.
واسترسل عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان في حلقة خاصة، نشرتها قناة الشاهد الإلكترونية، موضحا أن “الصيام يعينني على تربية نفسي، هاته النفس التي لا ترعوي، والتي تجمح وتميل لشهوات الدنيا وتتجاوز، أعطاها الله وسيلة الصوم، وسماه له فقال: “الصوم لي وأنا أجزي به”، فالصوم لله، وهو جنة للنفس كي تطهر من أرجاسها وأنجاسها”.
وأضاف، مبينا حقيقة الصيام، “بالصيام الكامل الشامل، الذي يتعدى الصيام عن الأكل والشرب إلى لجم النفس عن شهواتها بالجملة.. فأنا أهيئ النفس كي تتهذب وتترك القلب يتلقى رحمات الله عز وجل”، مؤكدا أن “الرحمة تنزل على قلب مهيأ ومتحرر من قيود النفس”.
ودعا الشيباني أن “أجتهد في الصيام بهذه النية؛ نية تربية نفسي وتهذيبها، فهذا هو المقصود، وهو أكبر تمرين وسائل التربية”.
وبسط الوسائل المعينة على بلوغ هذا الهدف قائلا: “بالاستغفار وبالذكر، ذكر لا إله إلا الله والصلاة على رسول الله والتسبيح وكافة الأذكار مع الصيام”، معتبرا إياها “مساعدات لتربية النفس وتهذيبها”.