تدل دراسة الألوان على مستوى رقي الحضارة الإسلامية، وعلى تمايز طبقاتها الاجتماعية على مر العصور، وعلى علو ذوق وإحساس، حيث يسجل الفن الإسلامي عبقرية وأصالة في الصناعة والإبداع.
وقد حظيت دراسة الألوان بعناية كبيرة؛ تلمسها من المعلومات الغزيرة التي قدمتها مصادر أدبية، ومن التعريفات المختلفة التي قدمتها المعاجم العربية/ وذكر القرآن الكريم ستة ألوان هي: الأبيض والأخضر والأسود والأصفر والأزرق والأحمر، إضافة إلى ألفاظ أخرى تحمل معاني الألوان دون لفظها.
تشغل الألوان، لا ريب، أهمية ومكانة كبيرة في حياتنا، حيث نجدها في كل مكان من حولنا؛ كالطبيعة، والمأكولات، واللباس وغيرها. وهي من العناصر المهمة التي تضفي شكلا مميزا ورائعا للديكور والتصميم الداخلي للبيوت.
غير أن هذا العلم قد لا يكون متاحا للجميع، وخاصة النساء بحكم خصوصيتهن وميلهن إلى الاهتمام بأدق تفاصيل جمالية بيوتهن، وقد يشعرن بالتشتت في اختيار الألوان وتنسيقها، ومدى تناغم الألوان مع كل غرفة حسب خصوصيتها. لذلك ارتأينا أن نقدم تعريفا موجزا بالوسائل التي بإمكانها مساعدتنا في اختيار وتنسيق الألوان، وكذا كيفية استخدامها بطريقة صحيحة.
عجلة الألوان
تكونت عجلة الألوان نتيجة دمج الألوان الأساسية (الأحمر، الأزرق، الأصفر) التي تنتج عنها الألوان الثانوية (البرتقالي، الأخضر، البنفسجي) والفرعية (التي تنتج عن دمج لون أساسي مع لون فرعي أو ثانوي) بتدرجاتها، والتي يلجأ إليها المصمم في اختيار تركيبة الألوان الخاصة به.
تركيبة الألوان الأحادية
يعني أن تختاري لونا واحدا من عجلة الألوان مع درجاته؛ مثلا نختار اللون الأزرق ونستخدم معه الأزرق الفاتح والسماوي والغامق والكحلي… في نفس الغرفة.
هذه التركيبة تضفي على الغرفة انسجاما وتناغما، ويفضل استخدامها في غرفة النوم إذا أردنا الحصول على جو هادئ ومتناغم، أو في غرفة المعيشة من أجل ديكور بسيط وناعم.
تركيبة الألوان المتجاورة
وتتكون من الألوان التي توجد جنبا إلى جنب على عجلة الألوان.
مثلا نختار لونين أو ثلاثة ألوان متجاورة (الأزرق والفيروزي والأخضر) لإضفاء القليل من الحيوية في الغرفة.
تركيبة الألوان المتضادة
وهي اختيار لونين متقابلين من عجلة الألوان.
مثلا (الأزرق والبرتقالي) أو (الأحمر والأخضر) أو (الأصفر والبنفسجي).
في هذه الحالة نكون قد استخدمنا لونين ليس لهما نفس الصفات لإضفاء نشاط وحيوية ودراما إثارة للفضاء.
– يتبع –