تميزت الندوة الشبابية التي نظمتها جماعة العدل والإحسان، أمس الأحد 08 دجنبر 2024، ضمن فعاليات تخليد الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله؛ بتنوع حضورها وتعدد مشاربهم الفكرية والسياسية والدعوية والحقوقية، في تقليد سنوي دأبت الجماعة عليه منذ الذكرى الأولى لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله.
حضور يؤكد حرص الجماعة على التواصل والانفتاح على الآخر
وفضلا عن المتدخلين الرئيسيين المشاركين في ندوة “الشباب ورهانات البناء والتحرير”؛ حضر عدد من الفضلاء الذين عرفوا بجهودهم في ربط أواصر الصلة والحوار بين الفرقاء السياسيين، سواء من المستقلين أو من اليسار، أو من الحركة الإسلامية وخاصة منها حركة التوحيد والإصلاح والحركة من أجل الأمة والسلفيين.
هذا الحضور يؤكد حرص الجماعة بكل مؤسساتها واختصاصاتها على التواصل والانفتاح على الآخر، ليس من منطلق الاستجابة والحضور فيما يدعوها إليه الغير فقط، وإنما أيضا من منطلق المبادرة إلى التنظيم والسبق إلى مد اليد، لما يحمله ذلك من رسائل الاحترام التي تكنها الجماعة للجميع، ولما تتوسمه من خير في كل أبناء البلد وأبناء الأمة ومكوناتها.
وفي كلمته الافتتاحية في هذه الندوة، أكد فضيلة الأمين العام للجماعة الأستاذ محمد عبادي متحدثا إلى الحاضرين أن جماعة العدل والإحسان دأبت في مثل هذه المناسبات أن تقيم ندوات تستدعي إليها الفضلاء أمثالكم، لمناقشة قضية من القضايا التي أولى لها الإمام اهتماما بالغا لما يترتب عن معالجتها من إحراز تقدم في مجال التغيير والإصلاح.
دائرة الأهداف التي تجمعنا أوسع وأشمل من دائرة الخلاف
وقال الأستاذ عبادي إن الجماعة تؤمن بأن اليد الواحدة لا تصفق، وأن القوى الحية في المجتمع لا يمكن أن تحقق الأمل المنشود في الإصلاح إن لم تتكاثف وتتآزر وتتعاون، لافتا إلى أنه “ليس شرطا أن يذوب بعضنا في بعض، فدائرة الأهداف التي تجمعنا أوسع وأشمل من دائرة الخلاف”.
وتابع الأمين العام يقول: “فما أحوجنا أن نكثف اللقاءات الحوارية فيما بيننا لتبديد الأوهام والأفكار الخاطئة التي يتهم بها بعضنا بعضا حتى لا يجد عدونا منفذا إلينا لتمزيق صفنا، وزرع الشكوك في عقولنا”.
من جهته اعتبر الأستاذ فتح الله أرسلان نائبُ الأمين العام في كلمته الختامية لأشغال الندوة؛ أن احتفاء الجماعة بفضيلة الحوار والانفتاح والمذاكرة والتذاكر والنقاش في القضايا التي تجمعنا جميعا هو وفاء لصاحب الذكرى الذي لطالما كان “يُلحُّ على ضرورة الانفتاح على كل أطياف المجتمع فعليا وليس مجرد شعارٍ”.
الانفتاح والاشتراك من مداخل إصلاح الأمة وتغيير ما بها
وأشار إلى أن بيت الإمام رحمه الله، مكان هذه الندوة، كان فضاء “استقبل فيه الإمامُ سياسيين بمختلف أطيافهم اليسارية والليبرالية والإسلاميين، ومثقفين وكل أنواع الطيف المجتمعي”. وزاد قائلا إن الإمام خصّص جملة من كتبه للحوار مع مختلف شركاء الوطن والأمة من قبيل “حوار مع الفضلاء الديمقراطيين”، “حوار الماضي والمستقبل”، “حوار مع صديق أمازيغي”.
وشدد الناطق الرسمي باسم الجماعة على السير قدما على نهج الإمام وعلى قناعته بضرورة الانفتاح على الناس والاشتراك معهم في كل القضايا الحية، معتبرا ذلك مدخلا مهما من مداخل إصلاح الأمة وتغيير ما بها.
وأبرز الأستاذ أرسلان إلحاح الجماعة في مختلف المناسبات على فضيلة الحوار وضرورة الميثاق، وقال إننا “لا نمل من تكرارهما ولا نيأس من الإصرار عليهما، ولا نستعجل ثمارهما إيمانا منا بأن الأمر جلل ويحتاج تقعيدا سليما بين مختلف الحساسيات في المجتمع تعزيزا للثقة وتبديدا لكل المخاوف، ورفعا لكل التباس وسوء فهم، وتفويتا للفرصة أمام أدوات التفرقة وبث السموم بين مختلف الفاعلين لوأد أي تقارب بينهم خدمة لمصالحها التي يضرها أي تقارب مجتمعي”.