يكاد يكون الشعب المغربي فريدا في حرارة إسناده لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة والضفة والقدس ضد آلة صهيونية موغلة في الكراهية والحقد، مُتفننة في التقتيل والإبادة في حق أبناء الأرض العُزل، وسط صمت رسمي إقليمي رهيب وتواطئ مكشوف لقوى الهيمنة العالمية للمحرقة الصهيونية في حق شعب غزة.
فللأسبوع الخامس والعشرين على التوالي يواصل الشعب المغربي بكل فئاته، وفي مختلف مدنه دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في معركته من أجل الحرية وكنس الاستيطان السرطاني الصهيوني، ولليلة السابعة عشرة في هذا الشهر الفضيل، وفي ظلال غزوة بدر الكبرى، شهد المغرب تنظيم أربع مسيرات حاشدة توزعت على مدن مكناس والجديدة والدار البيضاء وزايو، ناهيك عن وقفات أخرى.
فقد نظمت شبيبة جماعة العدل والإحسان المغربية شكلا احتجاجيا تضامنا مع غــــزة الأبية بمدينة الجديدة مساء يوم الأربعاء 27 مارس 2024، ما فتئ أن تحول إلى مسيرة حاشدة أدان فيها الشباب المغربي المجازر في حق الأبرياء والصمت الرسمي المقيت للمنتظم العربي والدولي، ثم إلى مهرجان ألقيت فيه كلمات إبداعية وقصائد للشباب والتلاميذ، فضلا عن المشاهد والمسرحيات التمثيلية محاكاة لما يعانيه الأطفال في غـ.ـزة العزة.
ولم تسلم هذه التظاهرة من محاولة للسلطات من أجل منعها منذ البداية، إلا أن عزيمة الشباب وإصرارهم حالا دون منعها، حيث شدد الأستاذ رضوان خرازي عضو المكتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان وأحد رموزها البارزة في مدينة الجديدة، في كلمة له أثناء محاصرة التظاهرة من قبل السلطات، على أن محاولة المنع هو خرق سافر للقانون وظلم وشطط في استعمال السلطة. موضحا أن هذا الاحتجاج هو فعل تضامني مع إخواننا في غـ..ـزة، وهو شكل سلمي وحضاري يعبر عن مدى نضج الشباب المغاربة في نصرة القضايا العادلة.
كما شهدت مدينتا الدار البيضاء برياض الولفة ومكناس بحي الزيتون مسيرتين حاشدين في نفس الليلة، أبرقت من خلالهما ساكنة المدينتين رسائل التأييد والنصرة والدعاء بالنصر والتمكين لصمود غزة العزة في وجه آلة البطش الصهيونية العمياء من كل قيم الإنسانية، ورفضهم للتطبيع مع الكيان الغاشم.
بدورها شهدت مدينة سوق السبت وقفة نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع مساء يوم الأربعاء 27 مارس دعما لغزة الصامدة وتنديدا بالإجرام الصهيوني في حق المدنيين العزل.
كما نظمت ساكنة وادي زم وقفة بعد صلاة التراويح أمام مسجد بدر دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بالمدينة تضامنا مع إخواننا وأخواتنا في فلسطين.
بدورها لم تتخلف ساكنة زايو ونظمت مسيرة انطلقت من مسجد حي بام، وجابت بعض شوارع المدينة لتختتم بساحة الشهيد الرتبي، وقد عرفت مشاركة حاشدة لنساء ورجال المدينة الذين رددوا شعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية ومنددة بالتخاذل الرسمي العربي.
بدورها نظمت ساكنة مدينة المضيق وقفة مسجدية بمسجد عمر بن الخطاب، أكدت فيها ذات المطلب ورفعت فيها نفس الشعارات، وشددت على ألا توقف عن الاحتجاج حتى يتوقف العدوان الصهيوني الوحشي.
وقد عرفت هذه الوقفات والأشكال الاحتجاجية والمسيرات استجابة حاشدة، ورفعت خلالها شعارات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني والصمت المنتظم الدولي والتخاذل العربي، وختمت بكلمات معبرة وأدعية بالثبات والنصر لغزة الأبية.