في وداع الإمام الجليل سيدي عبد السلام ياسين رحمه الله

Cover Image for في وداع الإمام الجليل سيدي عبد السلام ياسين رحمه الله
نشر بتاريخ

رُوحٌ تَسِيلُ وَبسْمَةٌ تَتَجَهَّمُ

وَلِسانُ صَمْتٍ بالجَوَى يَتَكَلَّمُ
وَلِحىً مُخَضَّلَةٌ بِذَوْبِ أضالِعٍ

كادتْ بِلَفْح هُيامِها تَتَضرَّمُ
وَخُطىً تَرَامَتْ لِلِّقاءِ فَلَمْ تَزَلْ

دُونَ الِّلقَا أحْلامُها تَتَحطَّمُ
ضَبَحَتْ تَغُذُّ السَّيْرَ مِنْ دُون القَضَا

وَسَنابِكُ الأقدارِ منها أحْكَمُ
ثُمَّ اْلتَقَتْ عندَ الْغِيابِ تَحَيُّراً

فإذا بها حولَ الحِمَى تَتلَعْثَمُ
لولا الكِتابُ وصُحْبَةٌ قُدْسِيَّةٌ

ظَلَّتْ بِحَيْرَتِها هُناك تُحوِّمُ
لَولا أريجٌ فاحَ منْ حَولِ الحِمَى

تاهتْ وكانَتْ عنْ قَريبٍ تَعْزِمُ
فَتَرَجَّلَتْ عَنْ خَيْلِها .. وَتَحَلَّمَتْ

وجِيادُها رَغْمَ الرِّضَاءِ تُحَمْحِمُ
وَقَفَتْ كَمَا وَقَفَ الْمُبَكِّرُ دونَها

وَالقولُ قولٌ واحِدٌ لا يُكتَمُ
رَحَلَ الذين ﻷجْلِهِم رُكِبَ السُّرى

بَقِيَ الَّذي مِنْ أجْلِهِ فَارَ الدَّمُ ..
منهاجُ أحْمَدَ عَادِلاً أوْ مُحْسِناً

لِكَليْهِمَا قَالَ الإمامُ تَعَلَّمُوا
لِكليْهِمَا أهْدَى الإمامُ حَيَاتَهُ

أطفالَهُ .. أحْبَاَبهُ .. فَتَقَحَّمُوا..
عَقَبَاتِها .. وَلِواؤُه في كفِّهِ لاحَتْ بها لَهُمُ الطَّريقُ فَمَا عَمُوا
فَتَوثَّبوا نَحْوَ الخِلافةِ رُتَّعاً والذَّكرُ يُلْهِمُهُمْ وَنِعْمَ المُلهِمُ
وَتَسَلَّمُوا ذاك اِّللوَا مِنْ بَعدِمَا كانَتْ

سَوَاعِدُهُمْ تَحُلُّ وَتُبْرِمُ

**

يَا سَيِّداً أزْرى بِسَيْفٍ مُنْتَضىً

لِقِطَافِ رَأسٍ طَامِحٍ يَتَبَرْعَمُ
أعْلَيْتَ رَأسَكَ دَوحةً منْ دوِنِه

فَفَلَلتَهُ رَغْمَ الَّذينَ تَوَهَّمُوا
فَتَمَدَّدَتْ أغْصَانُكُم حَتَّى اسْتَوَتْ

والنَّاسُ تَعْجَبُ والعِدَى تَتَجَمْجَمُ
وَالغَيبُ ناظِرَةٌ إليكَ عيونُهُ

مِلْئَ الرِّضَا وشِفَاهُهُ تَتَبسَّمُ
نَطقتْ مُبَارِكةً فقُمْتَ تُجيبُهَا

شأنَ الكريمِ يَجُودُ وَهْوَ يُكَرَّمُ
وَأجَبْتَهَا مُتَشَوِّقاً لِلَقائِهَا

فإذا الغِيابُ لنَا الْجَوَابُ المُفحِمُ
لَولاَ الْمَحَبَّةُ كَانَ رَدُّكَ لاذِعاً

لكنَّ مَا يُرْضي العَظيمَ مُعَظَّمُ

**

يَا سَيِّداً رَقِيَ العُلَى في صَهْوَةِ

الإيمانِ هذا وَامِقٌ مُسْتَلْهِمُ
ما كانَ ردُّكَ بالغِيَابِ عَنِ الوَرَى

إلاَّ الحُضورَ سِوى بِأنْهُ مُلَثَّمُ
فَوُلِدْتَ فينَا مَرَّةً أُخرَى وكا

نتْ قبْلَها أُخْرَى وَأخْرى تُعْلَمُ
يَوْمَ اسْتَوْيْتَ عَلَى القِمَاطِ مُبَارَكًا

بُشْرَى لِسوسٍ أنَّ مَجْدَكَ مُقْدِمُ
وَبيَوْمِ نَاوَلَكَ الإمَامُ قِدَاحَهُ

سُقْياَ بِخَمْرِ شَرَابِهِ تَتَنَعَّمُ
وَالْيَومَ إذْ رَفَعَ الشِّراعَ سَفينُكُمْ

للْخُلدِ كانَ بهِ الخِتامُ البَلْسَمُ
فَلتُحْمَلَنّ عَلَى الرُّموشِ صِحَافُكُمْ

وَلتُرْفَعَنَّ رُقُومُكُمْ وَتُنَمْنَمُ