“قرآنا عجبا” (7) | ألم نشرح لك صدرك

Cover Image for “قرآنا عجبا” (7) | ألم نشرح لك صدرك
نشر بتاريخ

ارتبطت هذه السورة في ذهني بقصة عجيبة روتها معلمتنا في القسم الأول.. حكت أن النبي عليه الصلاة والسلام  كان يلعب مع إخوته في الرضاعة، فجاءه ملكان وأخذاه بعيدا وشقا صدره وأخذا قلبه وغسلاه بماء زمزم ثم أرجعاه لصدره.. كانت القصة جميلة وممتعة لذلك حفظ معظمنا السورة عن ظهر قلب، تأكدت بعدها أن ما يبقى هو ما نحفظ عن حب وننسى كل ما تعلمناه عن طريق الألم.

اَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؛ مناجاة ربانية حلوة، وحديث ودود. لذلك تسمى أيضا سورة الانشراح،

“نشرح لك صدرك” أي نورناه وجعلناه فسيحًا رحيبًا واسعا.

يرى المفسرون أن هذه السورة نزلت بعد انقطاع الوحي، مما جعل صدره عليه الصلاة والسلام يضيق، ثم عاد الوحي مرة أخرى فإذا بكل شيء يبدو مختلفا؛ ظهره الذي تحمل انقطاع الوحي صار أقوى، بات مستعدا لتحمل الكثير مما سيراه لاحقا، الكثير مما لا نعرف كيف سيكون تحمله له لولا هذه التجربة، لكنه خرج منها أقوى وأقدر…

كل منا مر بتجربة عصيبة في حياته، لكن مع مرور الوقت ستكتشف أنها منحتك مناعة تجعلك أقدر على مواجهة الكثير من المصاعب التي جاءت بعدها.

كل منا ضاق صدره ذات مرة فشرح الله صدره، هذا ما نقوله عن التجارب كبيرة الألم في حياتنا. لقد تغيرنا؛ صرنا أقوى وأشد صلابة.

كل منا عندما يمر بتجربة كبيرة في حياته يصير أقوى مما كان عليه قبلها.

صدرك؛ المكان الذي تتوارى فيه أحزانك وآلامك، وتختبئ فيه تفاصيل حكايتك التي أنقضت ظهرك.

فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ.

عندما تنتهي التجربة بمرها وعسرها ومشاكلها عد مجددا إلى ربك.

وَإِلَيٰ رَبِّكَ فَارْغَبْۖ.