لم تغب “طنطنة الأواني” عن الحدث الذي صنعه الشعب المغربي اليوم الأحد 20 يوليوز في العاصمة الرباط، في صرخة قوية رفضا لحرب التجويع والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في غزة المنكوبة.

كان لافتا منذ ساعات الصباح الأولى أن مشاركين قدموا من مدن شتى حملوا معهم بعض أوانيهم، فارغة تحاكي ما يعانيه إخوانهم وأخواتهم في القطاع من مجاعة عامة باتت تحصد الأرواح خاصة من الأطفال والشيوخ، ينتظرون ساعة الصفر لتنطلق المسيرة وينطلق معها القرع والطنين ومعهما الكثير من الأنين.
تزامن رفع الشعارات مع أصوات قرع الأواني، ليرتفع الصوت عاليا رفضا لهذا الواقع المؤلم وإدانة للمتواطئين والمشاركين فيه، وقد نال حكام العرب والمسلمين ودولهم وحكوماتهم أشد الإدانات والشجب لمواقفهم المتخاذلة ورضاهم عن إغلاق كل المعابر وعدم إدخال الغذاء والماء والمواد الأساسية منذ أزيد من أربعة أشهر، وتبرؤوا من هذا الواقع المدمي الذي بات معه أهل الرباط والجهاد في أولى القبلتين وخاصة غزة العزة يموتون بالجوع.

فاطمة التي قدمت من مدينة برشيد، قالت للبوابة، وهي تحمل آنيتها الفارغة، “هذا الشكل الاحتجاجي شكل مؤثر حقا، إنه يقرع دواخلنا ويذكرنا بحجم المأساة والمعاناة التي بلغت حد ضعف الأجساد وموت بشرا برآء”، وأكدت أنها حضرت رفقة ابنها وابنتها ليؤكدوا كأسرة مغربية أصيلة أنهم مع غزة وفلسطبن ومقاومتها حتى رفع هذا الظلم وتحرير الأرض.
بدوره عبد الغفور الذي قدم من مدينة وارزازات، قال إن قرع الأواني يحمل المسؤولية رأسا للحكام والحكومات الذين ارتضوا إغلاق المعابر وصمتوا بل تواطأ بعضهم مع الصهاينة ليقدم على سياسة التجويع حتى القتل وهو مطمئن إلى فعلته المجرمة، مستغربا كيف أن المعونات والمواد مكدسة عند معبر رفح وإخواننا على بعد أمتار يموتون جوعا وم يملكون قرار فتح المعبر واقتحامه وفي مقدمتهم مصر ودول الطوق وسائر الدول العربية والإسلامية.

وعلى مدار مسار المسيرة، وتحديدا حين وقوفها عند البرلمان، شدد المشاركون، خاصة قارعو الأواني، على أن الشعب المغربي يرفض التطبيع والتواطؤ الذي أفضى إلى أن يموت الفلسطيني ليس فقط بقصف العدو الصهيوني النازي ولكن بفعل الحصار الذي تشارك فيه دول وحكام عرب ومسلمون تحت رضى وتفويض نظام عالمي متوحش.
