تحل يوم الأحد 15 ماي 2011 الذكرى الثالثة والستون لنكبة الأمة في فلسطين. تحل الذكرى والأمة أقرب ما تكون إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين بدلالة يقظة أبنائها، الذين أزاح الله بهم أعتى طاغيتين ويزلزل الأرض من تحت أقدام من ينتظر منهم هذا المصير المحتوم.
كان الاستبداد ولا يزال الحصن الحصين الحامي للعدو الغاشم، إذ ما كان لِيُعَمِّرَ ستين عاما من الإفساد في الأرض لولا ما أمده به هذا الاستبداد من حبل الخيانة والتواطئ، ولهذا بدأت عُقد القضية الفلسطينية في التفكك مباشرة بعد أن بدأ عِقد أئمة الاستبداد في الانفراط الواحد منهم بعد الآخر.
ما قام الثوار في وجه بنعلي ومبارك إلا وأعينهم تستنير وقلوبهم تهتدي برمزية فلسطين وقدسية مدينة السلام وإمامة الأقصى في توجيه بوصلة التغيير الخاص في اتجاه التغيير العامّ المنشود؛ وهو مقياس صحيح دقيق وامتحان صارم لمدى جدية وصدقية أي حركة تغييرية في المطالب التي تطرحها.
سقط الطواغيت في الامتحان إذ كانت أسرع إلى قمع وقتل شعوبها منها إلى مجرد الاحتجاج الخجول على العدو الصهيوني، وإذ افتُضح أمر أسلحتها التي كانت تكدسها لا ليوم كريهة يجمعها في حرب مع المحتل الغاصب ولكن ليوم تقول هذه الشعوب لطغاتها: يا ظلمة.
وقد خرج، الجمعة 13 ماي، أكثر من مليون عربي في مسيرات جماهيرية عارمة جابت شوارع عدد من المدن والقرى الفلسطينية وبعض الدول العربية. وكانت المسيرة الأكبر، التي أطلق عليها: “مسيرات جمعة النفير”، في ميدان التحرير بجمهورية مصر، حيث اجتمع مئات الآلاف من المواطنين المصريين من كافة القوى السياسية تحت شعار “جمعة الوحدة الوطنية وأمن المواطن”، واجتمع الجميع، من ضمن ما اجتمعوا عليه، على دعم “الانتفاضة الفلسطينية”، وطالبوا بالطرد الفوري للسفير الصهيوني وقطع العلاقات الدبلوماسية والرسمية مع الصهاينة، وردد المتظاهرون: “على القدس رايحين.. شهداء بالملايين”، وجاءت أغلب هتافات المتظاهرين خاصة بـ”الانتفاضة الفلسطينية” و”الوحدة الوطنية” و”المصالحة الفلسطينية” في ربط واعٍ بين مصير الشعب المصري ومصير القضية الفلسطينية.
وهتف المشاركون الذين تجمعوا من قبل فجر الجمعة بمقاومة الشعب الفلسطيني البطل ودعوا إلى حمايتها ومواجهة الاحتلال. كما خرجت العديد من التظاهرات في كل من لبنان والأردن تضامنا مع الشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى النكبة الثالثة والستين واغتصاب فلسطين، وشارك الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في هذه المسيرات. وفي القدس المحتلة منع الاحتلال وصول الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الـ45 عاما من دخول البلدة القديمة والصلاة في الأقصى المبارك بالقدس المحتلة. ويحيي الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م ذكرى النكبة بتنظيم سلسلة أنشطة ثقافية واجتماعية وتربوية للتذكير بالنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني قبل 63 عاما.
ويعتزم الفلسطينيون الخروج الأحد (15-5-2011) في “مسيرات أحد التحرير”، حيث هددوا بالتوجه نحو الحدود مع فلسطين التاريخية المحتلة عام 1948م.
وباركت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” التابعة لجماعة العدل والإحسان في بيان لها بمناسبة الذكرى 63 للنكبة المصالحة التاريخية بين حركتي فتح وحماس التي تمت بالقاهرة بعد ثورة الشعبين التونسي والمصري في وجه نظاميهما المستبدين)، ودعت الشعب المغربي وجميع الهيئات والمنظمات إلى تخليد ذكرى النكبة والتنديد بكل المجازر والمخططات الصهيونية).
وقد دأبت الهيئة منذ سنوات على تنظيم وقفات لنصرة القضية الفلسطينية وواكبت، منذ أشهر، ثورات الشعوب في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا بوقفات مسجدية كل أسبوع بعد صلاة الجمعة نصرة لها ولمطالبها بإسقاط أنظمة الاستبداد، في أفق تحرير فلسطين كل فلسطين، والأمة كل الأمة.