بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
نسأل الله تعالى أن يكون القرآن الكريم الآن لك مؤنسا في وحشة القبر، وأن يكون لك شفيعا في الصراط، وأن يكون لك رفيقا في الجنة سبقتنا يا أخانا محمد وإنا إن شاء الله بك لاحقون, فنسأل الله تعالى أن نلتحق بك مؤمنين محسنين غير مبدلين كما لم تبدل أنت وكما لم تغير أنت ،كما بقيت صابرا محتسبا كاملا مجتهدا باذلا كل ما تملك من وقت وجهد في سبيل الله تعالى ، فهنيئا لك بحسن الخاتمة، هنيئا لك برضى الله عز وجل. نقول ذلك ولا نزكي على الله أحدا وقد أتتنا من الأخبار والمبشرات من ذلك الشيء الكثير، وويل لمن يكذب بأمر الله عز وجل.
نحن مطمئنون والحمد لله على أخينا سيدي محمد العلو، ونتحرق شوقا أن تكون خاتمتنا مثل خاتمته غير مبدلين ولا مغيرين إن شاء الله .
إخوة الإيمان اتصل بي أول أمس أحد الإخوة هاتفيا بالليل بعد خبر الحادثة فقال:” أريد فقط الاطمئنان عليك , لأنهم قالوا لي أنك من وقعت لك الحادثة”، قد يحسب الغافل أن خطأ ما وقع في تبليغ الخبر من جهة معينة ،لكن أليست هذه رسالة من الله تعالى لينبهنا أنه بدل سيدي محمد قد أكون أنا أو أنت أو أحد منا، بالأمس القريب كان يجلس معنا أخونا سيدي محمد العلو نتكلم معا عن الموت , وفي آخر يوم التقينا فيه يوم الاثنين( يومان قبل وفاته) كنا مع الأخ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله وتكلم لنا عن الموت وذكرنا به وكان جل كلامنا عن الموت, وكلنا يتذكر أنه عند موت أختنا السعدية قاصد قال لنا الأخ المرشد إنها انتقلت من بيت إلى بيت آخر فعلى من الدور؟ فهل كان يدري أحد من سيتبعها ويتلوها؟ هل توقع أحد منا أن الدور كان على سيدي محمد العلو؟ نعم كلنا ندرك علم اليقين أنه بعد وفاة أختنا قاصد سيأتي دورنا ، لكننا لم نستحضر بالفعل من التالي أو التابع , لذلك فهذه رسائل من الغيب، والموت في حد ذاته ليس مشكلة بل الأعظم ما بعد الموت ماذا اعددنا للموت التي تأتي بغتة؟ ماذا اعددنا للقاء الله عز وجل؟ ماذا أعددنا ليوم الرحيل؟
أيها الإخوة والأخوات:
نحضر اليوم في تأبين أخ من جماعة العدل والإحسان، ألا فليسمع الحاضرون والحاضرات وليسمع من سيشاهدنا في هذا الشريط ممن تشغلهم أمور الدنيا، نقول للجميع لمثل هذا اليوم تعد جماعة العدل والإحسان رجالها، لمثل هذا اليوم تعد جماعة العدل والإحسان مرشحيها لكي يفوزوا بأصوات المؤمنين، شهادة منهم بحسن سلوك إخوانها وأخواتها، شهادة ندلي بها أمام الله عز وجل. لمثل هذا اليوم تعد جماعة العدل والإحسان رجالها ونساءها كي تفرح بفوزهم في انتخابات تؤهلهم لفوز بالآخرة إن شاء الله. يتحدث الناس عن الدنيا وعن مشاغلها وهم عن الآخرة غافلون، لكننا حينما نؤكد في جماعة العدل والإحسان على لقاء الله وعلى الآخرة وعلى الموت باعتبار ذلك هو الأصل الذي لا يجب أن يغفل عنه الناس، من أجل هذا نؤكد على هذه الأمور ونتربى عليها ونعقد رباطاتنا ونعقد لقاءاتنا كي نتعاون على البر والتقوى، فنجتهد ويشجع بعضنا بعضا في الصلاة والصيام والذكر وقيام الليل والدعاء والتبتل إلى الله عز وجل حتى لا تفتننا زحمة الأحداث وحتى لا نغتر بالدنيا ونحن نخالط أهلها، لأن هذا الاختلاط مأمورون به، لكن مخافة أن تجرفنا تيارات الغفلة بمخالطة أمور الدنيا. فتأكيدنا على مبدأ الإحسان من أجل الإعداد ليوم الرحيل.
فاز أخونا سيدي محمد العلو في الانتخابات بأصوات المؤمنين، فهنيئا له وهنيئا لجماعة العدل والإحسان بمرشحيها إن كانوا أمثال أخينا لعلو.
جعلنا الله وإياكم من الشهداء ومن الصالحين ومن الذين حملوا وتحملوا أعباء الدعوة إلى الله عز وجل وجاهدوا واجتهدوا قدر المستطاع في تبليغ كلمة الله إلى الناس ودعوتهم إلى الله، ختم الله لأخينا محمد العلو بما شهدناه جميعا. فنسأل الله عز وجل أن يكون من الشهداء الأبرار ويجعله في جوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.