«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
هكذا علمنا الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه كيف ندخل محراب المتبتلين في يوم عرفة، لنزاحم بأكتاف الروح أولئك العابدين الذين يختصهم مولاهم بقرى ضيافته في اليوم الأغر الأبر المشهود بالحب من جلاله و النظر.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
لا إله إلا الله.
هي المفتاح للسفر في رحلة الروح.
هي القرب والنور وهي الفرح والسرور.
هي الهداية والبداية وهي الوسيلة لأعظم غاية.
لا إله إلا الله منشور الولاية.
لا إله إلا الله وصفة للروح حتى تتخلص من عبث الأغيار وتنحني للواحد القهار.
لا إله إلا الله دواء لكل عليل تشتت قلبه في دنيا الأكوان.
كيف تدعي السلوك إلى الله دون أن يكون لك حظ من لا إله إلا الله.
حظ لسانك من لا إله إلا الله وحظ قلبك وحظ عقلك وحظ روحك الأسيرة عندك.
تنفس بلا إله إلا الله، تحرك بلا إله إلا الله، خطط بلا إله إلا الله، كن بلا إله إلا الله.
ردد معظما خالقك وبارئك وأكثر من قول: لا إله إلا الله.
لا إله إلا الله وحده.
… وحده من تعالى وتمجد.. وحده من يُدعى ويُعبد.. وحده من رفع السماء بغير عمد.. وحده من يقبض الأرض والسماوات مطويات بيمينه.. وحده العظيم ذو الجلال والإكرام… وحده مالك الملك… وحده القوي المتين… وحده القاهر فوق عباده… وحده المتصرف في كونه…. وحده الرزاق الخلاق بديع السموات والأرض. وحده إذا قال كن تكونت الأشياء بأمره وإذا قال زل زالت خوفا من جبروته… وحده الله… الكبير المتعال… وحده الله الفعال لما يريد.
وحده الله المؤمن المهيمن… يهيمن على عباده بالحب فيغمرهم بالشوق ويزينهم بنور تجليه ويزكي أرواحهم فلا يروا غيره أحب إليهم منه.. وحده القريب.. وحده المجيب وحده الكريم وحده الجميل وحده الشكور وحده الودود…. وحده الله.
لا شريك له.
لا شريك في تجليه… لا شريك في حبه… لا شريك في قربه… لا شريك في مخافته… لا شريك في إجلاله…. لا شريك في عبادته…. لا شريك في سلطانه… لا شريك في مناجاته.. لا تشرك به أحدا.
لا تشرك به محبوبا فإنك إن فعلت غار عليك فتهتز لغيرته الأرض ومن عليها، فلا الخلق يصفو لك ولا نفسك تصفو لك حتى تعيد القلب لخالقه… محبوبك لا يقبل الشريك.
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
هو المالك للظاهر والباطن.
الروح له والسر له والفكر له والكلمات له والبوح له والمناجاة له والحمد له والشكر له والتعظيم له والسجود له والقيام له والتسبيح له والخضوع له.
والجلوس له والقرب لا يكون إلا له. فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد في كل لمحة ونفحة. الحمد لك وحدك يا عظيم التجلي واسع الكرم.
وهو على كل شيء قدير… قدر على خلقك وعلى خلق الكون لأجلك فقدر لك رزقك وجمل لك سعيك وطهر لك سرك وبارك لك سيرك وأحاطك بعنايته وأشفق عليك فعفا عنك إذ زللت ورزقك إذ دعوت ومكنك إذ استنصرت وآنسك إذ استوحشت وأمدك بمدده إذ مددت كف قلبك وقد أحسنت به الظن.. هو على نصرك لقدير… وعلى استخلاصك قدير… وعلى تخليصك قدير وعلى إطعام جسدك ومعها روحك قدير.. وهو على تغيير الموازين لصالحك قدير.. وهو على جبر قلبك قدير.. وهو على نصرك قدير.
وهو على جمع شتات الأمة لقدير.. وعلى دحر الباطل لقدير وعلى نصرة الدين لقدير… وعلى استعمالك فيه لقدير.
هو على إخراجك منك قدير.. وعلى إنشائك خلقا آخر قدير.. فتبارك الله أحسن الخالقين.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.