بعد الضربة القاصمة التي تعرض لها الكيان الصهيوني الغاصب بأيدي وسواعد شباب المقاومة الفلسطينية الباسلة في إطار عملية طوفان الأقصى المجيدة، انبرت عدة شركات غربية، يطلق على معظمها صفة شركات متعددة الجنسيات، لتقديم الدعم والعون متعدد الأشكال للصهاينة.
تنوعت مجالات اشتغال وتخصص هذه الشركات الداعمة لدولة الاحتلال بين الصناعات الغذائية والملابس والمواد التجميلية والمعلوميات والتجارة والمطعمة وغيرها، ممن تحكمت فيه النظرة العنصرية الصهيونية لمجريات الأمور في العالم ولم يعد يرى الحقائق كما تتجلى لجل ساكنة المعمور، أو يستبين من أمره شيئاً.
أكثر من ذلك؛ بعض هذه “المقاولات الاقتصادية الكبرى” أعلنت بشكل سافر وسريع دعمها للاحتلال الصهيوني بكل مكوناته ومؤسساته من جيش ومستوطنين وقطاعات اقتصادية واجتماعية، بل وانخرطت فيه على وجه السرعة والاستعجال، وحالها ينبئ عن أمر جلل يسابق الزمن حتى لا يقطعه، إذ الوقت والزمن في مثل هذه الأمور ذو حدين كالسيف.
عندما تعلن هذه الشركات “الكبرى” عن تقديمها الدعم المادي المباشر للكيان الصهيوني، وتقوم بإعلان ونشر ذلك على طول وسائل الإعلام العالمية، فإنما تتوخى من عملها هذا تحقيق عدة أهداف ومصالح من أبرزها وأكثرها وضوحا:
– أن الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى يواجه تحديا وجوديا حاسما، جعله يستعجل استدعاء والاستنجاد بكل من يرجى دعمه ومساندته على اختلاف نوع وحجم هذا الدعم، والأمر بالنسبة للأطراف الداعمة هو إتاوة تأمين الأسواق لها عبر العالم، وضريبة الإشهار والترويج التي تتكفل بها وسائل الإعلام العالمية الخاضعة في غالبيتها الساحقة للصهاينة ومندوبيهم.
– أن عملية دعم دولة الاحتلال الصهيوني بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي كانت منذ إنشاء كيان الفصل العنصري بفلسطين، لكنها غالبا ما كانت تتم بشكل غير علني سافر كما هو الحال اليوم. لكن إظهارها الآن بهذا الحجم من الدعاية والتشهير هدفه هو تقديم دعم معنوي ونفسي لرؤوس الشر والمستوطنين الصهاينة، ومحاولة تثبيت قلوبهم المفزوعة ونفسياتهم المهزوزة. وهذا الهدف هو الذي يكتسي أولوية الأولويات لدى الصهاينة، إذ الجانب المادي متوفر لديهم منه الكثير وما يفوق احتياجاتهم الحالية، ويمكن تأمينه في حال النقص بكل سهولة وسلاسة.
– أن دعم هذه الشركات للكيان الصهيوني في هذا الظرف والصهاينة يرتكبون الجرائم الفظيعة في حق المدنيين العزل بقطاع غزة، هو رسالة استهانة واستهتار بالمسلمين عبر العالم، وتأكيد على أن العالم الإسلامي، الرسمي منه والشعبي، عاجز عن مساندة إخوانه في فلسطين، وغير قادر حتى على حمايتهم من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في حقهم والمدانة بنص القوانين والمواثيق الدولية..
المسلمون في العالم خاصة، ومعهم كل الأحرار والشرفاء في العالم مدعوون إلى مقاطعة الشركات والمنتجات الشريكة في مجازر الصهاينة بقطاع غزة وكامل فلسطين، وفي ذلك عمل إنساني نبيل وتحذير ورفض لكل الأطراف التي لا تضع اعتبارا للشرعة الدولية ولا لحقوق الإنسان الأساسية، ولا تحترم الأخلاق الآدمية والمشاعر الإنسانية.
إن معركة طوفان الأقصى قد أحدثت واقعا جديدا في فلسطين والمنطقة بكاملها، لن يكون ولن يعود بأي حال من الأحوال إلى ما كان عليه الوضع في 6 أكتوبر 2023، سواء تلقى الكيان الصهيوني دعم “الشركات والمؤسسات العالمية” أو لم يتلقاه.