ما زلتُ أَرْثيكَ حتى أنْثرَ الزَّمَنا
وأسألَ الدَّمْعَ يُقْوي الشِّعْرَ إنْ وَهَنا
ما زلتُ أُحْصي نَشيداً ما عَلِمْتُ وَمَا
جهِلْتُ مِن وَصْفِ مَنْ أحْصى الخُطَى وَدَنا
ما زلتُ والشَّكُّ في حَرْفي وفي قَلَمي
إن جئتُ أكتبُ: ذاقَ الموتَ والكَفنا
ما مات مُنْجبُ مَنْ يَدعُو لَهُ ولهُ
اَلكلُّ يَدعو وهذا الثغرُ ما سَكنا
ما ماتَ مَنْ وَرِثَ الأجْيالُ قِسْمَتَهُ
في العِلْمِ فاقتسَموا الأسرارَ والعَلنا
ما مات والصدقاتُ الجارياتُ جرَتْ
كما جَرَى البَحْرُ فَجْراً يَحْمِلُ السُّفُنا
فكيفَ أرثيكَ يا مَنْ لَمْ تَمُتْ ولِمَنْ
ذرَفْتُ دَمْعي إذَنْ والعَبْدُ ما دُفِنَا
أراه بينكمُو في كل ناحية
في كل ثانية حيا أرى البدنا
أرى ابتسامته تملي البقاع وفي
ظهر البشاشة حُزْنٌ يُطْبقُ الحَزَنا
أرى الأكُفَّ إلى الرَّحمن داعيةً
والقلبَ في جَلدٍ يَسْتَجْمِعُ الشَّجَنا
أراك ياسين هل ما زلت تنظرنا
تطارد الجبن والأوهام والفتنا
تذَكرُ البَغيَ أنَّ اللهَ ناظرُه
وتُلْبسُ الذكْر وَعْظا تحفظ الوطنا
تذَكرُ الناسَ أُخْراهُمْ وتذكرهم
إن قمتَ ليلا تناجي تطرد الوسنا
ستُخطِئُ العدل والإحسان إن حصرت
في الصف مرشدها لا عدْلَ إن سُجنا
ياسين شمس فهل للشمس إن طلعت
أن هاهنا بزغت أن لا بزوغ هنا
ياسين مدرسة من جاء يدخلها
يأمنْ ومن دخلتْ أسوارَه أمِنا
ياسين كم جمع الأحباب قبلئذ
وها هو الآن خير الأوجه احتضنا
الآن يبلغكم أزكى السلام لقد
سمعته وسقاني الشعر وائتمنا
قال انطلقْ فشذا شعري لكمْ ولهُ
قال انتَقِ الشُّعَرَا فاخترتكمْ وأنا