مداخلة الأستاذة زينب الجوهري، في ندوة “المرأة والدعوة إلى الله بين الواقع والمأمول”، التي نظمتها، عن بعد، الهيئة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان، يوم السبت 26 يونيو 2021.
ما أحوجنا لمدارسة العمل الدعوي للمرأة والتشاور حول مفاصله وآلياته استشرافا للمستقبل، مع استحضار الواقع وتحدياته. وما أحوج الأمة اليوم إلى مشروع دعوي تجديدي جماعي؛ يستمد نورانيته من إحياء سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في بعديها العدلي والإحساني. مشروع ينبني على ربط الأمة بالله عز وجل؛ تائبة إليه، حريصة على آخرتها، تتوق إلى رضى الله العلي القدير، دون إغفال البعد العدلي؛ الجانب المكمل للسنة الطاهرة والذي له أهميته البالغة في رد اعتبار الأمة وإنصافها وضمان كرامتها والحفاظ على حقوق أفرادها. مشروع ينبني على بناء الإنسان الذي هو محور التغيير.
وفي هذه المداخلة التي عنونتها بـ”مرتكزات التمكين الدعوي للمرأة”، سأتناول إن شاء الله بعض معالم الفعل الدعوي النسائي في المشروع المجتمعي لجماعة العدل والإحسان، من خلال محاور ثلاثة:
• الأول: خصائص الدعوة في المنهاج النبوي
• الثاني: واجهات الدعوة عند المرأة
• الثالث: شروط التمكين الدعوي للمرأة
المحور الأول: خصائص الدعوة في المنهاج النبوي
الدعوة في المشروع التجديدي للإمام المجدد عبد السلام ياسين هي دعوة:
– قرآنية ربانية: فهي أولا امتثال لأمر الله عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (النحل، 125)، ولأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية” (رواه البخاري).
دعوة لتحرير الرقاب وتعلق الهمم لتطلب وجه الله تعالى، وإرشاد الناس لإقامة دين الله وإعمار الأرض استرشاداً بكتاب الله وهدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
– متوازنة وتجديدية: شعار دعوتنا “العدل و الإحسان” شعار تتكامل فيه الغاية الإحسانية الفردية والأهداف الاستخلافية الجماعية؛ غاية إحسانية نسعى إليها بالتوبة النصوح والذكر الكثير والطلب الدائم لوجه الله الكريم، وأهداف استخلافية تتجلى في عمارة الأرض بحكم عازم شوري وعدل اقتصادي واجتماعي، لأن العدل قرين الإحسان.
فهي دعوة إلى تجديد الإيمان في القلوب على المستوى الفردي وتجديد الدين في الأمة على المستوى الجماعي.
– واقعية: من حيث الاهتمام بأمر المسلمين ومعرفة واقعهم الأليم، فالمسلم الجائع لا يصل إلى أذنه إلا صوت يبشر بالخبز، وليلبي نداء ربه لا بد من الأخذ بيده لإيصاله إلى بر الأمان، يقول الإمام عبد السلام ياسين: “إن الرخاء والتنمية والإعمار مطالب أساسية للنهوض بماديات المرأة والرجل ومعنوياتهما، لا تنبت الفضيلة في رمال البؤس والعوز والبؤس المادي” [1].
– شمولية: دعوة تنطلق من واقع الناس وحاجياتهم، وتشمل كل مجالات حياتهم: تعبدية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية … وتهتم بكل الناس باختلاف أجناسهم وأعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية، بل هي للإنسانية جمعاء. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء، 106).
– رحيمة: تتدرج بالناس برفق ولين وأناة وصبر لتبلغهم دين الله تعالى.
– مستقبلية: فالدعوة مهمة الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم إلى يوم الدين، وهي مستمرة لا تنقطع إلى قيام الساعة: قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ (يوسف، 108).
هي دعوة تستشرف المستقبل وكلها يقين بموعود الله عز وجل بالنصر والتمكين، وببشرى سيد الخلق «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» [2].
المحور الثاني: واجهات الدعوة عند المرأة
كما سبق الذكر فإن إقامة الدين على الأرض وتجديده والدعوة إليه يتعاون فيه المومنون والمومنات من منطلق الولاية بينهما.
وللمرأة مجالات للدعوة إلى الله تشترك فيها مع الرجل، وأخرى خاصة بها دون غيرها، ومجالات أخرى قد تختلف درجة أولويتها عند كل منهما. ومن تم وقبل التطرق إلى واجهات الدعوة ومجالاتها عند المرأة لابد من استحضار خصوصية الدعوة عندها.
خصوصية الدعوة إلى الله عند المرأة
جاء في القرآن الكريم على لسان سيدتنا حنة زوج عمران عليهما السلام، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى (آل عمران، 36)؛ اختلاف في الخصائص الفيزيولوجية والنفسية والوجدانية، ينجم عنه بالضمن اختلاف في الوظائف وفي جبهات المسؤوليات وفي تقدير الأمور وطريقة تناولها.
فالمرأة هي جبهة الرفق والرحمة والاحتضان والتودد واللين، هذه الأحاسيس المرهفة التي جبلها الله عليها تنفق منها على من حولها، ترحم وتعطف وتؤلف القلوب وتطبب الجراح في زمن المادية والقسوة.
وقد أكد على هذا الإمام المرشد رحمه الله تعالى قائلا: “فالحُنُوُّ الفطريُّ والمودة والرحمة، وهن من لطائف خلق الله في قلب الأمهات، ميازيب توصِل الخَبَر على أقصر طريق وأصدقه وأبلغِه أثراً” [3].
وأول مجال لدعوتها هو بيتها؛ برجها الاستراتيجي الذي تغزو منه ولا تغزى، ثم الأقرب فالأقرب.
واجهات الدعوة عند المرأة
أولا: الواجهة الأسرية
ذلك أن بيت المرأة كما أشرت سابقا هو مكان رباطها في العملية الجهادية التغييرية، وقد سماه الإمام المجدد رحمه الله تعالى “برجها الاستراتيجي”، وبذلك أخرج مفهوم الأسرة من المعنى الجزئي إلى المعنى الأرحب والأوسع والأعمق لترتقي به إلى أبعاده الإنسانية المؤسسة ليعتبرها لبنة وبرجا وخندقا، أي أسرة لبنة، أسرة برج، أسرة خندق، أسرة مبعث.
فالمرأة تنطلق من بيتها كزوجة وكأم تهتم بتربية أبنائها على القيم والمبادئ الإسلامية، وتوفر لهم الظروف المناسبة لذلك؛ من محبة وعناية نفسية وجسمية وعقلية.
والمرأة حافظة للغيب؛ تحفظ زوجها في نفسه وماله وعرضه ودينه، وتكون له لباسا وسكنا، وتضفي على بيت الزوجية السعادة والاستقرار، هذا الاستقرار الذي يشع فيعم المجتمع.
يقول الإمام المجدد رحمه الله: “وهكذا نقرأ الحافظية بمفتاح الفهم النبوي، فنجدها شاملة، مسؤولة لا تنحبس في جدران بيت الزوجية، وفي هموم المعاش اليومي. الدين الذي هو رأس المقاصد وغاية الغايات، يرضع من ثدي الأمهات الصالحات القانتات الحافظات” [4].
وهكذا فإن للمرأة المسلمة القسط الأكبر في حفظ فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ دين الإسلام. فالولد الذي ينجب ويتربى في أحضانها، وإن كان من خلق الله وهو الهادي إلى الصراط المستقيم، إلا أنه من صنع عمل إنسان يجعله سببا للهداية الإنسانية.
“موقعها الاجتماعي بصفتها أما مؤمنة يلزمها العمل على تربية أطفالها نفسيا وعقليا ليتأهلوا في مهنة الاندماج الاجتماعي، ومهنة الإنتاج الاقتصادي، ومهنة العضوية الفاعلة المؤثرة في الحياة” [5].
ثانيا: الواجهة المجتمعية
تأهيل الأمهات وصحبة نساء الشعب بمختلف شرائحهن
فنساء الأمة مهما اختلف مستواهن التعليمي والاجتماعي وفهمهن للدين، في أمس الحاجة إلى من يحتضنهن، ينصت لهمومهن، يواسيهن، يبشرهن ويبلغهن روح محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إلى من يأخذ بأيديهن بحلم وأناة وصبر وتدرج، لمن يوعيهن ويؤهلهن، لمن يخرجهن من ظلمات القهر والذل والاستكانة إلى نور العدل والإحسان، لمن يخاطبهن باللغة التي يفهمنها ويتجاوبن معها ومن ثم ينخرطن في المشروع العام للدعوة إلى الله.
“ولئن كان تفرغ الأمهات لتنشئة الأجيال المؤمنة وحفظ الفطرة سليمة من أسبق المهمات المستقبلية، فإن تربية الأمهات تكون الشرط الأسبق والمطلَب الأوثق. وذلك ما يجب أن تُفْرغ فيه جهود المؤمنات المنتسبات للدعوة ليسْدُدن ثغرات تركها في نسائنا الجهل الموروث، والفقر المثبط، ومرض الفطرة” [6].
مجالات الدعوة عند المرأة
أولا: مجال تربوي: التوبة وتجديد الإيمان وحسن الخلق
لقد حدد الله عز وجل أهم معالم دعوتها المجتمعية في بنود بيعة النساء حيث يقول تعالى:
یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِذَا جَاۤءَكَ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ یُبَایِعۡنَكَ عَلَىٰۤ أَن لَّا یُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَیۡـئا وَلَا یَسۡرِقۡنَ وَلَا یَزۡنِینَ وَلَا یَقۡتُلۡنَ أَوۡلَـٰدَهُنَّ وَلَا یَأۡتِینَ بِبُهۡتَـٰن یَفۡتَرِینَهُۥ بَیۡنَ أَیۡدِیهِنَّ وَأَرۡجُلِهِنَّ وَلَا یَعۡصِینَكَ فِی مَعۡرُوف فَبَایِعۡهُنَّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُنَّ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُور رَّحِیم [الممتحنة، 12].
بنود تشمل أسس الدعوة إلى الله؛ من توحيده عز وجل والالتزام بطاعته ورسوله واجتناب الرذائل والمحرمات والتحلي بالفضائل، إنها مقومات الحياة الاجتماعية الجديدة التي يجب أن تشع بها المؤمنة بين أهلها وأقارب وزوجها وجيرانها ورفقتها في العمل وأينما حلت، مستغلة المناسبات الدينية ومواسم الخير الكثيرة (شهر رمضان – ذكرى المولد النبوي – الأفراح والأتراح…).
إن غرس الإيمان في القلوب، وزراعة الأخلاق الإسلامية في النفوس، ورعاية الغرس حتى يقبض، وتعهده حتى يشتد عوده لنعمة الفلاحة، وإن الرفق بالعباد من سوق الغفلة، سوقهم بحضورك، بكلمتك، بقدوتك ومثالك، ببسمتك، بمجلسك، بمواساتك إلى سوق التجارة مع الله لنعم المكسب.
ثانيا: مجال تأهيلي
وذلك بإعادة تأهيل المرأة من خلال:
– تعليمها ما ينبغي أن يعلم من الدين بالضرورة وربطها بكتاب الله تعالى، لأن الله لا يعبد عن جهل.
– توعية المرأة بوظيفتها الأساسية: تربية الأجيال الصالحة، العلاقة الزوجية المبنية على الأساس التعبدي والتساكن والرحمة واقتسام المهام على أساس تكاملي بين الرجل والمرأة، تربية الأبناء وبناء أسرة صالحة والتي هي أساس المجتمع الإسلامي…
حيث إن نساء العالم جميعهن يشتركن في الحاجيات الأساسية، وعلى رأسها حفظ الجبهة التي وضعها الله سبحانه وتعالى أمانة في أيدي النساء؛ جبهة إعداد المستقبل، إعداد الخلف المستأمن على غد الإسلام، ويأتي في قمتها رفع الظلم على الأنفس لتحسيس المرأة بقيمتها الحقيقية، وزرع بذور الثقة بنفسها وقدراتها ثم إرجاع القيمة الحقيقية لوظيفة المرأة بإبراز دورها العظيم في صناعة المستقبل، وتدريبها على ممارسة الأمومة وتسيير الأسرة.
“إن الرهانَ مصيرُ أجيال الأمة، وكسبُ الأمهات إلى صف الإيمان هو المعركة الحاسمة. الحاسمة” [7].
– وكذلك التأهيل في العلاقات الزوجية وتربية الأبناء والتدبير المنزلي، وفي الجانب التعليمي والصحي والمهني، واستحضار حاجيات كل فئة.
يقول الإمام المجدد رحمه الله: “وهناك في بيوت المسلمات، وفي كل صَقْع نَبَذَتْهُنَّ فيه حاجة الكسب وحركة المجتمع، ثغرة من ثغور المسلمين لا يَسُدُّها إلا المومنات. يُعَلِّمْنَ الأساسيات، يُصَحِّحنَ البديهيات، يُطَهِّرْنَ الجذور، يُقَلِّمْنَ الفروع الخبيثة، بصبر وتؤدة ومتابعة. يُعلمن النظافة والكياسة في الحياة الاجتماعية كما يعلمن الوضوء والصلاة والعقيدة. يُلقِّنَ مبادئ الاقتصاد المنزلي وتربية الطفل ومعاشرة الزوج والبِر بالأقارب وخصال الإيمان. يحاربن الأمية الدينية محاربتهن الأمية الأبجدية” [8].
– إيلاء أهمية بالغة لدعوة الشباب، فهم حاضر ومستقبل الأمة وحاملو مشعل البناء والتغيير.
ثالثا: الواجهة التدافعية
كان للمرأة دور ريادي في فجر الإسلام في نصرة الإسلام والإعلاء من شأنه، وأنصع مثال على ذلك أمهات المومنين والصحابيات الجليلات… فهذه سيدتنا سمية تحملت العذاب في سبيل دينها، وهذه أسماء بنت يزيد وافدة النساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تقدمت بشكوى النساء فقال لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “أعلمي من خلفك من النساء..” إلى آخر الحديث.
وغيرهن كثيرات ليس هذا مجال سردهن ممن أبنّ عن استعداد وجندية تامة لخدمة الإسلام بكل ما أوتين من قوة، حتى تكون كلمة الله هي العليا.
فكذلك على المؤمنات في الوقت الراهن العمل الدؤوب من أجل اقتحام العقبات من أسفلها، وهو واقعنا كأمة متخلفة مقهورة، وانتهاء إلى قمة العقبة بإقامة الأمة الوارثة في مقام الخلافة عن الله.
فالمؤمنة مطالبة بالجهاد لبناء غد الإسلام مساهمة في تحقيق التغيير المنشود، حتى تكون ممن اصطفاهم الله عز وجل لهذا الأمر العظيم.
المحور الثالث: شروط ومعينات التمكين الدعوي للمرأة
على المستوى الفردي
إنها مهمة ثقيلة جدا، مهمة إحياء القلب بالإيمان ومهمة الجمع بين الهموم الخاصة وهموم الأمة، لذا لا بد للمؤمنة في طريق التغيير هذا من بناء ذاتها، فتبدأ بنفسها أولا؛ تهذبها وتؤدبها وتربيها في ظل محبة وصحبة لله ولرسوله وللمؤمنات، إذ هي الزاد الذي تتحمل به عناء الطريق، وتتغلب على العقبات مقتدية في ذلك بأمهات المؤمنين، وساعية لتطهير قلبها من حب الدنيا، مخلصة توجهها ونيتها لله عز وجل إن كانت تطمح لكمال روحي وآخر خلقي وعلمي ووظيفي، تقربها إلى الله وتساعدها في الدعوة إليه.
والمومنة وهي تخوض غمار الدعوة إلى الله لابد لها من معينات على ذلك:
• أولها تجديد النية والتوكل على الله والتقرب إليه سبحانه والوقوف على بابه واستمطار مدده.
• الحرص على الصحبة الصالحة.
• التحلي بالأخلاق الفاضلة، فقد كان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن، والدعوة هي دعوة بالحال قبل المقال.
• التأهيل العلمي والفكري، وحظ من كتاب الله تعالى.
• فقه الواقع واعتماد آليات حديثة في الدعوة، فالعالم اليوم يعرف تغيرات سريعة وتطورات هائلة في مجال التقنيات، ويعيش انفجارا معرفيا ضخما، وسيلا جارفا من المعلومات، مما يستدعي التجديد في الوسائل التي نستطيع بواسطتها إيصال كلمة الله عز وجل إلى كل فج عميق، لندل الناس على الله بأسلوب راق يرقى بمقام الدعوة التي ندعو لها، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.
• وأيضا فقد طال التغيير جميع مرافق الحياة؛ ثقافتنا وعاداتنا وجميع وسائل عيشنا، لذا بات تغيير، بل تجديد آليات الدعوة أمرا تفرضه علينا ضرورة الحياة، فلا مناص لنا من البحث والابتكار واختيار أحسن السبل لتجد دعوتنا آذانا صاغية.
• ضبط الخطاب الدعوي وتطويره: ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ [النحل، 125]، وعلينا أن نتجنب أيضا خطاب المظلومية.
• إشراك الناس في عملية التغيير .
• الاستمرارية، وعدم اليأس، وعدم استعجال النتائج.
على المستوى الجماعي
– لابد لنا من فقه تجديدي جماعي، يلبي حاجيات المرأة، ينطلق من مقاصد الشريعة.
– ومشروع دعوي ينخرط فيه الجميع، كل من موقعه، ويرتكز على دعامتين أساسيتين عليهما يترتب توازن الدعوة وقصدها؛ إحداهما نظرية والثانية تنظيمية:
v التصور النظري: ضامن للوضوح والسير القاصد الرشيد.
V التنظيم: حَامٍ من الارتجال والعشوائية والمثالية الحالمة والفردية الهادرة للجهود.
[1] عبد السلام ياسين، تنوير المومنات، ج 2، ط 2018/1، دار لبنان للطباعة والنشر – بيروت، ص 78.
[2] عن حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ. [مسند أبي داود الطيالسي].
[3] عبد السلام ياسين، العدل: الإسلاميون والحكم، ط 2018/1، دار لبنان للطباعة والنشر – بيروت، ص 299.
[4] تنوير المومنات، م س، ج 2، ص 84.
[5] المصدر نفسه، ص: 239.
[6] العدل: الإسلاميون والحكم، م س، ص 309.
[7] المصدر نفسه، 310.
[8] المصدر نفسه.