تداعى مئات الآلاف من المغاربة، يوم الأحد 15 أكتوبر 2023، إلى المسيرة المليونية المساندة لبطولات وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة الأبي، والمستبشرة بالانتصار الباهر الذي حققته عملية طوفان الأقصى، والمنددة بالهمجية الصهيونية وآلتها العسكرية العمياء التي قتلت المئات من المدنيين العزل نساء وأطفالا وشيوخا، وذلك بقصف منازلهم وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها، واستعملت في ذلك كل الوسائل المتاحة مردفة بالدعم الأمريكي والغربي.
رفع المغاربة الصوت عاليا خلال هذه المسيرة، التي اختيرت شوارع العاصمة الرباط مسرحا وموطئا لها، وذلك لإغاظة الصهاينة المجرمين والخونة المطبعين في الداخل والخارج، فجاءت فعالياتها وشعاراتها ناطقة بمدى حب وتعلق المغاربة بقبلتهم الأولى ومسرى نبيهم واستعدادهم بذل النفس والنفيس للذود عنه. ناظمة لمختلف الهيئات والتوجهات السياسية والمدينة والحقوقية والنقابية والشبابية في صعيد واحد وموقف أوحد: أنه لا تساهل ولا تخاذل في القضية المركزية الأولى قضية فلسطين.
أراد المغاربة المشاركون في المسيرة أن يبعثوا برسائل عديدة إلى من يهمهم أمر فلسطين داخليا وخارجيا من الشرفاء الأحرار أو من السفهاء والأشرار. رسائل واضحة جلية لا يهم من التقطها وأخذها مأخذ الجد أو من تجاهلها وعمي عنها. رسائل يمكن إجمالها فيما يلي:
- إلى رجال المقاومة الأفذاذ، من مازالت أيديهم قابضة على الزناد، أو من قضى نحبه والتحق برب العباد، أهل المغرب يباركون جهدكم وجهادكم، يقدرون حجم التضحيات التي بذلتموها في الإعداد والتربص والتنفيذ لإنجاح عملية طوفان الأقصى، ويؤكدون لكم أن الطوفان قد بلغ مداه وأصاب العدو الصهيوني في مقتل، وأثبت أنه لا مانع اليوم من أمر الله. أمر الله الذي قضى في حق الصهاينة ومن والاهم بالجوس خلال الديار وإساءة الوجوه الكالحة والتتبير في الأرض.
- إلى الصهاينة المجرمين، مهما حاولتم إخفاء علامات الذل والانكسار التي أصابتكم جراء عملية طوفان الأقصى ورغم ما تحشدون من جمع للمستوطنين جنودا واحتياطا، ورغم كل الدعم والمساندة التي تداعت قوى الاستكبار العالمي إلى جلبها إليكم، إلا أن المعركة حالا ومآلا مصيرها تحقيق النصر المبين وزوال كيانكم المهزوز الذي ما قام سوى بخيانة أنظمة العار العربية، وتحالف قوى الشر في العالم.
- إلى الشعب المغربي وكل الأمة الإسلامية من شرقها حتى غربها، فلسطين تتعرض لأبشع هجوم وأوسع استهداف في تاريخ القضية، فالبدار البدار، ساندوا الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة الذين يؤدون عن المسلمين قاطبة ضريبة الجهاد وفريضة الذود عن الحمى والدفاع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا وقت جهاد الكلمة بالدعوة بالنصر والتمكين لأهل فلسطين والخزي والثبور للمطبعين وبالاندحار والادبار للصهاينة المعتدين.
- إلى المنتظم الدولي بكل هيئاته وفرقائه النافذين والمغلوبين على أمرهم، إن ما يقع في فلسطين من مجازر وحشية يراها العالم أجمع لأكبر دليل على إفلاس المواثيق والقوانين الدولية وعجز المؤسسات القضائية والجنائية في العالم، وفي نفس الوقت صرخة مدوية لاستيقاظ الضمير العالمي وتحرك شرفائه الأحرار للدفاع عن المظلومين.