بابُ ما يَقول صلى الله عليه وسلم إذا لبسَ ثوبَه
يُستحبُّ أن يقول: بسْمِ اللّه. وكذلك تُستحبّ التسمية في جميع الأعمال.
وفي كتاب ابن السني عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه، واسمه سعد بن مالك بن سنان:
أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا لبس ثوباً سمَّاهُ قميصاً أو رداء أو عمامة يقول: ”اللَّهُمَّ إني أسألُكَ منْ خَيْرِهِ وَخَيْر ما هُوَلَهُ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّهِ وَشَرّ ما هُوَ لَه”.
وعن معاذ بن أنس رضي اللّه عنه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ”مَنْ لَبِسَ ثَوْباً فَقالَ: الحَمْدُ للّه الذي كَساني هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقنيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَ لا قُوَّة، غَفَرَ اللّه لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
بابُ ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل وخرج
يستحبّ إذا استيقظ المسلم من الليل وخرج من بيته أن ينظر إلى السماء ويقرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران: (إنَّ في خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ)
وثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يفعله، إلا النظر إلى السماء فهو في صحيح البخاري دون مسلم.
وثبت في الصحيحين أيضا، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قام من الليل يتهجد قال: ”اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ وَمَنْ فِيهنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ، لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرضِ وَمَن فيهن، وَلَكَ الحَمْدُ، أنْت نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنَّ، ولكَ الحَمدُ، أنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وَإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ،
من أدعية الصائم
عن طلحة بن عبيد اللّه رضي اللّه عنه أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: ”اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنا باليُمْنِ وَالإِيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ” قال الترمذي: حديث حسن .
وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: ”اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنا بالأمْنِ والإِيْمَانِ والسَّلامَةِ والإِسلامِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنا وَرَبُّكَ اللَّهُ”.
وعن قتادة أنه بلغه أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى الهلالَ قال:”هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، آمَنْتُ باللّه الَّذي خَلَقَكَ، ثَلاث مراتٍ، ثم يقول: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا”.
وفي رواية أخرى عن قتادة ”أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى الهلال صرف وجهَه عنه” هكذا رواهما أبو داود مُرسَلَين. وفي بعض نسخ أبي داود، قال أبو داود: ليس في هذا الباب عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم حديث مُسند صحيح
وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت أخذ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيدي، فإذا القمر حين طلع فقال: ”تَعَوَّذِي باللّه مِنْ شَرّ هَذَا الغاسقِ إذَا وَقَبَ”
و عن أبي هُريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ”الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فإذَا صامَ أحَدُكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ (”فلا يرفث ولا يجهل”: قال ابن علاّن: كذا فيما وقفت عليه من نسخ، وفيه حذف وهو كما في الصحيحين ”فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يرفثْ ولا يَجْهَل” ولم ينبّه على هذا الحافظ ولعله على الصواب فيما وقف عليه من الأصول، ثم رأيته ملحقاً في أصل مصحح) ، وَإِنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أو شاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إني صَائِمٌ إني صَائِمٌ مَرَّتَيْن”.
و عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ”ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُم: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمامُ العادِلُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ” قال الترمذي: حديث حسن. قلت: هكذا الرواية ”حتى” بالتاء المثناة فوق.
وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أفطر قال: ”ذَهَبَ الظَّمأُ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأجْرُ إِنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى”.
وعن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أفطر قال:”اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلى رِزْقِكَ أفْطَرْتُ” هكذا رواه مرسَلاً.
وعن معاذ بن زهرة قال:كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أفطر قال: ”الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أعانَنِي فَصَمْتُ، وَرَزَقَنِي فأفْطَرْتُ”.
و عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أفطر قال: ”اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنا، وَعلى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا، فَتَقَبَّلْ مِنَّا إنَّكَ أنْتَ السَّمِيعُ
وعن عبد اللّه بن أبي مليكة عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: ”إنَّ للصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً ما تُرَدُّ” قال ابن أبي مُليكة: سمعتُ عبد اللّه بن عمرو إذا أفطرَ يقول:”اللَّهُمَّ إني أسألُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء أنْ تَغْفِرَ لي”.
وعن أنس رضي اللّه عنه؛أن النبي صلى اللّه عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: ”أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وأكَلَ طَعَامَكُمُ الأبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ”.
و عنه أيضا قال: كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أفطر عند قوم دعا لهم فقال: ”أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ” إلى آخره.
وعن أمنا عائشة رضي اللّه عنها قالت: قلتُ يا رسول اللَّه! إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ”قُولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي” قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قال العلماء رحمهم اللّه: يُستحبّ أن يُكثِر فيها من هذا الدعاء، ويُستحبّ قراءةُ القرآن وسائر الأذكار والدعوات المستحبة في المواطن الشريفة، قال الشافعي رحمه اللّه: أستحبّ أن يكون اجتهادُه في يومها كاجتهاده في ليلتها، كما يستحبّ أن يُكثرَ فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين وعباد اللّه العارفين.
الأذكارِ المستحبّة في الصَّوْم
يُستحبُّ أن يجمعَ في نيّة الصوم بين القلب واللسان كما في غيره من العبادات، فإن اقتصر على القلب كفاه، وإن اقتصرَ على اللسان لم يجزئه بلا خلاف، والسُّنّة إذا شتمَه غيرُه أو تَسَافَه عليه في حال صومه أن يقول: إني صائم إني صائم، مرتين أو أكثر.
عن أبي هُريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ”الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فإذَا صامَ أحَدُكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ (”فلا يرفث ولا يجهل”: قال ابن علاّن: كذا فيما وقفت عليه من نسخ، وفيه حذف وهو كما في الصحيحين ”فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يرفثْ ولا يَجْهَل وَإِنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أو شاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إني صَائِمٌ إني صَائِمٌ مَرَّتَيْن”.
قلت: قيل إنه يقول بلسانه ويُسمع الذي شاتمه لعلّه ينزجر، وقيل يقوله بقلبه لينكفّ عن المسافهة ويحافظ على صيانة صومه، والأوّل أظهر. ومعنى شاتمه: شتمه متعرضاً لمشاتمته، واللّه أعلم.
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ”ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُم: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمامُ العادِلُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ” قال الترمذي: حديث حسن.