في وقت ترفع فيها وزارة الشبيبة والرياضة شعار العطلة للجميع، وتجند كل إمكانياتها المادية واللوجيستيكية لإنجاح هذه المحطة الصيفية البارزة بتنسيق مع كل القطاعات الأخرى الموازية كوزارة الداخلية والتعليم والثقافة وغيرها، نجد أن وراء هذا الخطاب وهذه الشعارات واقع آخر ومنطق مغاير، لا يقر بحرية الاجتماع والتنقل والاستجمام في فضاءات هذا البلد، ولا يؤمن بالمساواة في التخييم ولا الحق في الترفيه لفئات من أبناء وبنات هذا الوطن، الذين ينتمي آباؤهم أو أمهاتهم أو إخوتهم إلى جماعة العدل والإحسان، القانونية والمرخص لها. منع يطرح أكثر من علامة الاستفهام حول المنطق الذي به تقدم الدولة على حرمان أطفال في زهرة العمر من حقهم الطبيعي في الترفيه والاستجمام، والمشاركة في مخيمات تنظمها جمعيات قانونية، استكملت كل شروط التأسيس وأقرت السلطات بحقها الطبيعي في الوجود والعمل؟
فما أن تبزغ شمس الصيف الحار حتى تذيب قطع الجليد المتراكم، الذي جُعل كي يحافظ على تماسك شعارات الدولة الزائفة التي لا تحترم في المغاربة ذكاءهم ولا حقوقهم. فينكشف الواقع البئيس وتطفوا حقائق المنع والحصار المسلط على جماعة العدل والإحسان. نظام يخنق الأنفاس ويكبل حركة كل معارض، فيحاصر الجمعيات ويرفض طلبات التخييم ويحول دون مشاركة شباب المعارضة في التداريب الوزارية ويمنع المخيمات الصيفية.
قد نتفهم غضبة النظام في وجه حركة 20 فبراير التي زعزعت عرش استقراره المعنوي، وبعثرت أوراقه وكثمت أنفاسه إلى حين، غير أن نهج الدولة مع أبناء وبنات أعضاء جماعة العدل والإحسان يجعل كل المسوغات التي تبرر المنع والحصار تخر أمام براءة الأطفال وعفوية منطق الانتماء لوطن يساوي بالضرورة مع كل الأطفال وكل الشرائح مهما اشتد الاختلاف فيما بينها.
فسجلوا من فضلكم أن عطلتكم الصيفية ليست للجميع، ونداء الانسانية المكلوم الذي ترفعونه شعارا للعطلة خواء وسراب أيقنا نكوصه في عهدكم، فلا تنتظروا استعطافا من أطفالنا كي ينالوا مقعدا في مخيمكم، فجبال المغرب شامخة تخاطب حب الاكتشاف فينا، وشواطئ المغرب ممتدة، تغري كل الأطفال وترسم في محياهم الفرحة حين نصنع من رمالها صور الجمال الموصول من قلوب حانية متطوعة، تغدق فضل أمن وابتسام على أبناء وبنات هذا الوطن.