من تازة إلى غزة… المغاربة يؤكدون أن قضايا الوطن والأمة واحدة

Cover Image for من تازة إلى غزة… المغاربة يؤكدون أن قضايا الوطن والأمة واحدة
نشر بتاريخ

في مشهد مهيب، احتشدت جماهير غفيرة في مسيرة الأحد الشعبية بالرباط صباح اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025 تخليدا للذكرى الثانية لـ”طوفان الأقصى”، لتجدد موقفها الثابت ضد حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة الشامخة منذ السابع من أكتوبر 2023.

رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والمغربية جنبا إلى جنب، وتعالت هتافاتهم المنددة بالعدوان الصهيوني، والمطالبة بوقف الجرائم في غزة والتطبيع في المغرب، مؤكدين أن التضامن مع فلسطين ليس موقفا عابرا، بل هو التزام أصيل في ضمير المغاربة ووجدانهم الجمعي، لا ينفك عن موقفهم من قضايا وطنهم.

وعبرت الشعارات والتصريحات عن قناعة راسخة بأن قضايا الوطن لا تنفصل عن قضايا الأمة، وأن الدفاع عن الكرامة والحرية والحق يمتد من تازة إلى غزة، في وحدة شعورية تعبّر عن عمق الانتماء العربي والإسلامي كما الوطني للمغاربة.

في هذا الصدد قالت الدكتورة حسناء قطني، نائبة رئيس المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة: “إن خروجنا اليوم لإحياء الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، هذه المعركة التي أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العالمي، لا ينفي ولا يعارض مساندتنا لكل مطالب الشعب المغربي التي تضمن له حقه في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية”، لتؤكد أن القضيتين لا تنفصلان، ذلك أن “الاستكبار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون، إنما ينتعش من الاستبداد والفساد المستشري في بلداننا العربية والإسلامية، وطبعا المغرب مستهدف بسبب موقعه الجيوسياسي المتميز”. مشددة على أن التطبيع إنما جاء “ليعمق الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب المغربي”، معتمدة في رأيها على “التجارب التي أكدت أن التطبيع لا يجلب معه إلا الخراب”.

الأستاذة نادية بلغازي، أمينة الهيئة العامة للعمل النسائي، صرحت للبوابة أن مشاركتها في مسيرة اليوم هدفها تجديد “صوت الضمير الإنساني أمام ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من تجويع ممنهج، وإبادة جماعية، وتهجير قسري يقتلع الناس من بيوتهم وتاريخهم”، وهو ما يجعل “واجبنا الأخلاقي والقانوني واضحا: وقف هذا الظلم فورا، وضمان دخول المساعدات دون عوائق، وحماية الفلسطينيين، ومحاسبة كل من ينتهك القانون الدولي الإنساني، وإطلاق سراح كل أحرار وحرائر أسطول الصمود العالمي المختطفين في عرض  المياه الدولية، وإسقاط معاهدة التطبيع والاختراق الصهيوني”. وأكدت “أن غزة وتازة قضية واحدة لأنهما معا من مقدساتنا؛ واجبنا أن نرفع عنهما الظلم والتهميش وننخرط في تحقيق المطالب العادلة حيثما كانت الحاجة الإنسانية إليها”.

الأمر ذاته ذهبت إليه الطالبة هبة اجبوري التي أكدت حملها لقضية الوطن ومطالب جيلها الشاب الذي يسعى لحياة كريمة على أرضه ويدافع عن حقوقه الطبيعية في التعليم والتطبيب والحرية والعدالة الاجتماعية.. وأن هذا يشكل دافعها أيضا لمساندة القضية الفلسطينية، ذلك أن “الحقوق واحدة لا تتجزأ”، و”لا تتعارض المطالبة بها هنا مع المطالبة بها لأمتنا الإسلامية، خاصة في غزة التي تعرف تهديدا وجوديا مع ما يعانيه أهلها من إبادة جماعية وهمجية عارمة على مرأى العالم”، فالواجب الإنساني “يدعونا أن نقف إلى جانبها بنفس الحرارة التي نأخذ بها قضايا وطننا، بل وقضايا الإنسانية جمعاء”.

وبهذا تكون المسيرة قد شكلت تجسيدا حيا لروح التضامن والمقاومة، ورسالة واضحة بأن الشعب المغربي سيظل يقف مع الحق الفلسطيني كما يقف ويدافع عن حقوق أبناء الوطن المسلوبة، نصرة للمظلومين حيثما كانوا ووفاء لقيم الأخوة والنصرة والعدل والإنسانية.