أخرج ابن أبي الدنيا بإسناد له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ:
“يا معاذ كم تذكر ربك كل يوم؟ تذكره كل يوم عشرة آلاف؟” قال: ” كل ذلك أفعل”. قال: “أفلا أدلك على كلمات هن أهون عليك من عشرة آلاف وعشرة آلاف؟ أن تقول لا إله إلا الله عدد ما أحصاه علمه، لا إله إلا الله عدد كلماته، لا إله إلا الله عدد خلقه، لا إله إلا الله زنة عرشه، لا إله إلا الله ملء سمواته، لا إله إلا الله ملء أرضه، لا إله إلا الله مثل ذلك معه، والله أكبر مثل ذلك معه، والحمد لله مثل ذلك معه”.
عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم:
“أَيعجزُ أحدُكُم أَن يتخذَ كل صباحٍ ومساءٍ عندَ اللهِ عهداً، قالوا: وكيفَ ذلكَ؟ قالَ: “يقول كل صباح ومساءِ: اللهم فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ إني أعهدُ إليكَ بأني أشهدُ أن لاَ إله إلا أنتَ وحدكَ لا شريكَ لكَ وأَن محمداً عبدك ورسولُكَ، وأنكَ إِن تكلني إلى نفسِي تقرِّبني منَ الشر وتباعدني منَ الخيرِ، وأَني لاَ أثِقُ إلا برحمتِك، فاجعل لي عندكَ عهداً تُوَفِينِيِهِ يومَ القيامَةِ إِنكَ لا تخلفُ الميعادَ. فإذَا قال ذلك طُبعً عليهِ بطابع ووضعَ تحتَ العرشِ، فإذَا كَانَ يومَ القيامةِ نادى منادِ: أينَ الذِينَ لهم عندَ الرحمنِ عهد، فيدخلونَ الجنةَ” وقيل: كلمة الشهادة.
(الكشاف للزمخشري: 744. تفسير القرطبي: 2211).