كعادتها، كانت الشعارات مادة المسيرة وزبدتها، ولغة المحتجين وخطابهم الحامل لرسائلهم. تعددت كلماتها وتنوعت ألحانها، وجمعها إيقاع واحد: الشعب المغربي مع فلسطين ولبنان وضد إرهاب الكيان، يرفض التطبيع ويدعو إلى وقف العدوان.
تحت هذا العنوان الجامع، تنوعت رسائل مسيرة الرباط اليوم الأحد التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع؛ فكانت أولى الرسائل إلى الكيان اللقيط القاتل، في شعار جديد بمضمون ثابت: “بني صهيون يا قتلة.. مصيركم المزبلة”. ليعقبه شعار آخر إلى رؤوس الإرهاب الصهيوني والعالمي: “بايدن يا ملعون.. نتنياهو يا ملعون.. غزة ولبنان في العيون.. عهد الله لن نخون.. فلسطين في العيون”.
ولأن المعتدي لا يعتدي على فلسطين وغزة فقط، بل ولبنان أيضا ودول المنطقة، فقد كان لا بد للمسيرة أن تقول لهم كلمتها الداعمة: “يا للعار يا للعار.. غزة تدمر، كلنا فدا فدا.. لغزة الصامدة”، ووجهت نداء خاصا لغزة الراسخة رسوخ الجبال: “يا غزة زيدي اصمدي.. نصرك جاي من ربي”. ثم كان الشعار الشهير الذي يؤكد للكيان أنه لا مستقبل له في المنطقة، والذي تنسب كلماته إلى الشهيد البطل اسماعيل هنية: “قال القائد إسماعيل.. هذا النهج ولا تبديل.. لو خضعت كل الدنيا.. لن نعترف بإسرائيل”. ليكون مسك ختام هذا الموضوع وثوق أنه “سوا اليوم سوا غدا التحرير ولا بدا”، ومعها يقين راسخ لا يتزعزع “نقولها ونعاودوها.. عاشت عاشت فلسطين”.
ولم يكن للمغاربة وأمامهم الجبهة وكل الأحرار، أن يغفلوا خطيئة النظام المغربي الشنيعة، فقرعوا المسؤولين أيما تقريع وأسمعوهم النداء الذي ظل يتكرر على مدار العام كله، بل منذ الوقوع في خيانة التطبيع، “فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة، يا للعار يا للعار.. والصهيوني وسط الدار، المغرب أرضي حرة.. الصهيوني يطلع برة”، ليركزوا كل ذلك في شعارهم المدوي الصريح الذي لا يتزحزح “الشعب يريد إسقاط التطبيع”.
ثم وسعوا دائرة رسالتهم لتطول كل الدول المطبعة والمتخاذلة والخائنة: “فلسطين تقاوم.. والأنظمة تساوم، فلسطين أمانة.. باعوها الخونة، لا لا ثم لا.. للتطبيع والهرولة، زيرو الأنظمة العربية.. زيرو باعوا وشراو في القضية”.
ليجددوا القول الذي لا غبش فيه، أصالة عن أنفسهم ونيابة عن كل الأمة، “المغرب وفلسطين.. شعب واحد مش شعبين”.
لقد كانت شعارات مسيرة الرباط التخليدية للذكرى الأولى لطوفان الأقصى، واضحة الدلالة قوية الرسالة، صدحت بها حناجر المغاربة الأشاوس، ليسمعها كل معني وكل من يهمه الأمر، أنه “يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح”، وأنه لا تنازل عن فلسطين ودعم غزة وإسناد مقاومتها “حتى النصر والتحرير”.