نحو تجديد معاني الفقه في الدين: نظرات في الأصول4- الفقه عمل القلب

Cover Image for نحو تجديد معاني الفقه في الدين:  نظرات في الأصول4- الفقه عمل القلب
نشر بتاريخ

أمة عاشت قرونا من الفتنة وتبحث الآن عن موقع قدم في الطريق الصحيح نحو التمكين والاستخلاف، لا سبيل لها إلى ذلك إلا بفقه كامل في الدين بين يدي صحبة قُسِمَ لها من إرث النبوة والرسالة الحظ الموفور. نريد فيما يُستقبَل من السطور أن نتبين حقيقة الفقه وماهيته، دليلنا في ذلك كلام ربنا عز وجل، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وعمل أهل الفهم والنور من السابقين لنا بإحسان. رحم الله الجميع. قال في (لسان العرب): الفقْهُ: العلـم بالشيء والفهمُ له، (…) قال ابن الأَثـير: واشْتِقاقهُ من الشَّقِّ والفَتْـح، (…) والفِقْهُ الفِطْنَةُ). وقال ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري): يقال فَقُه بالضم إذا صار الفِقْه له سجيةً، وفَقَه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم، وفَقِه بالكسر إذا فهم).

الفقه إذن العلم والفهم والفطنة، والسبق إليها. لكن، هذا الفهم، ما أداته ووسيلته؟.

نفتح كتاب الله عز وجل فنجد قوله سبحانه: لهم قلوب لا يفقهون بها 1 .

ونجد أن المانع من الفقه طبعٌ على القلوب: وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون 2 ، وصرفٌ للقلوب: صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون 3 ، وأَكِنَّة تُجعل على القلوب: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه 4 .

الفقه إذن فعل القلب. وإنما جُعِلَت القلوب لِتَفْقَه.

وفي الحديث أن الإيمان والفقه والحكمة في أهل اليمن لأنهم أرق قلوبا وأصفاها. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْفِقْهُ يَمَانٍ، الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ” 5 .

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الفقه في الدين من خصال الإيمان. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ، حُسْنُ سَمْتٍ وَلَا فِقْهٌ فِي الدِّينِ” 6 . وهو مصداق قوله تعالى: ولكن المنافقين لا يفقهون 7 .

فكل راغب في الفقه أهمل إعداد الآلة، وتصفية الآنية لن يزداد من الفقه إلا بعدا، ولن يكون إلا كالظمآن في الصحراء يجري وراء السراب. المعول إذن على صلاح القلب وتقواه، وخشيته وإقباله على مولاه. عَنْ مُجَاهِدٍ رحمه الله قَالَ: إِنَّمَا الْفَقِيهُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ). وعَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قِيلَ لَهُ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ لِرَبِّهِ) 8 . وعن شمر عن زياد بن حدير قال: ما فقه قوم لم يبلغوا التقى) 9 .

والفقيه من منع نفسه من الشهوات وداوم على العبادة زهدا في الدنيا ورغبة في الآخرة. عَنْ عِمْرَانَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ يَوْمًا فِي شَيْءٍ قَالَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ. فَقَالَ: وَيْحَكَ وَرَأَيْتَ أَنْتَ فَقِيهًا قَطُّ، إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ، الْبَصِيرُ بِأَمْرِ دِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ) 10 . وقال أبو علي الحسن بن علي: الفقه في العبادات حفظ النفس عن الشهوات) 11 .

ولهذا الفقه القلبي ثمرات تظهر في سلوك “الفقيه” تواضعا وتبشيرا ويقينا.

فأما التواضع، فعَنْ مَسْرُوقٍ رحمه الله قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ عَلِمَ عِلْمًا فَلْيَقُل بِهِ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ اللَّهُ أَعْلَم، مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ اللَّهُ أَعْلَمُ) 12 . وفي كتاب (الزهد) لابن أبي عاصم رحمه الله قال: حدثني عبد الصمد أنه سمع وهبا قال لرجل من جلسائه: ألا أعلمك طبا لا الأطباء فيه، وفقها لا الفقهاء فيه، وحلما لا الحلماء فيه، قالوا: بلى يا أبا عبد الله. قال أما الطب الذي لا الأطباء فيه فلا تأكل طعاما إلا سميت الله عز وجل على أوله وحمدته على آخره، وأما الفقه الذي لا الفقهاء فيه، فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم وإلا فقل لا أدري، وأما الحلم الذي لا الحلماء فيه فأكثر الصمت إلا أن تسأل عن شيء). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لا تفقه كل الفقه حتى تَمْقُت الناس في جَنْب الله، ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتا) 13 .

قلت: ليس المقصود من قوله: (تمقت الناس) بغضهم واحتقارهم، ولكن المقصود تركُ مراءاتِهِم وطلبِ المنزلة في قلوبهم والتعلقِ بهم دون خالقك وخالقهم.

وأما التبشير، فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قالَ: إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطْ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللَّهِ، وَلَمْ يُؤَمِّنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَلَمْ يَدَعْ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ. إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَا عِلْمَ فِيهَا، وَلَا عِلْمٍ لَا فَهْمَ فِيهِ، وَلَا قِرَاءَةٍ لَا تَدَبُّرَ فِيهَا) 14 .

وأما اليقين، فعن الحسن رحمه الله قال: لزم رجل باب عمر، فكان عمر كلما خرج رآه بالباب، فقال له يوما: انطلق واقرأ القرآن فانه يغنيك عن باب عمر. فانطلق الرجل فقرأ القرآن، وفقده عمر فجعل يطلبه، إذ رآه يوما فقال: يا فلان لقد فقدناك…قال: يا أمير المؤمنين أمرتني أن أقرأ القرآن فقرأته فأغناني عن باب عمر. فقال: وما قرأت؟ قال: قرأت)ومن بتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فقال عمر: فقُه الرجل) 15 . بل نجد في صيدلية النبوة أن من أسباب صلاح أول هذه الأمة الزهد واليقين، كما أخبر بذلك رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قَالَ: “صَلاحُ أَوَّلِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالزُّهْدِ وَالْيَقِينِ، وَيَهْلِكُ آخِرُهَا بِالْبُخْلِ وَالأَمَلِ” 16 .

“فقه القلوب” أول ما رُفِع في بداية الاغتراب، وعلى الإخوان الغرباء واجب إعادته إلى حياة المسلمين علما وعملا، تحريرا وممارسة. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنْ النَّاسِ حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْء.ٍ فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ؟ فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا. فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَاد، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَة، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ. قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ. قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاء، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ: الْخُشُوع، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا) 17 . ويؤكد سيدنا أبو الدرداء على “فقه الخشوع” فيقول: إن من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ) 18 .

إنه لا بد ليوم الصبح القريب من أبناء الآخرة وإخوان الآخرة، خوفهم اللازم أن يَدَّارك علمهم فيها، وشُغلُهم الدائم العملُ استعدادا لها. قال محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله: سمعت علي بن عبد الله يقول: الفقه في المعاد نصف العلم، ومعرفة الرجال ومذاهبها نصف العلم) 19 . وعن ابن أبي الحواريِّ قال: قلت لأبي صفوان الرُّعَيني: الدنيا التي ذمها الله تعالى في القرآن التي ينبغي للعاقل أن يجتنبها؟ قال: كل ما عملته في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، وكل ما أصبتَ فيها تريد به الآخرة فليس منها. فحدثتُ به مروان فقال: (الفقه على ما قال أبو صفوان)) 20 .

يطلع الله عز وجل على مثل هذه القلوب وما وقر فيها من لطيف المعاني ونفيس المعالي فيُنزل عليها سكينَتَه، ويرزقها فتحَه ونصرَه. قال تعالى: فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا 21 . انظر مرة أخرى كيف وعد الله عز وجل أهل “القلوب الفقيهة” المطمئنة، بالفتح القريب.

روى الإمام الطبراني رحمه الله في (الكبير) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة). ما كان للفقهاء أن يحظوا بمقام القيادة لولا نورانية التقوى، وبركة الصحبة والمجالسة. بهما سادوا في الدنيا. وفي الآخرة الحسنى وزيادة.

قصدت أن أورد بعضا من أقوال سادتنا من الصحابة والتابعين رضي الله عن الجميع، ليطمئن القارئ إلى استعمالهم معنى “الفقه في الدين” على غير ما اعتاد عليه المتأخرون، ولِيَتَيَقَّنَ المتصفح في ورقاتي هاته أن “الفقيه” حقيقةً مؤمنٌ مُنَوَّرُ القلب بما أكرمه الله من مجالسة الوارثين الربانيين، وعَيْنُ يَقينِه على ما وعد الله به هذه الأمة من الظهور على العالمين.

الإمام الحكيم الترمذي رحمه الله من المُحَدِّثين المتحدثين بلسان المعرفة والإحسان. لم يَسَعْهُ ونحن نتلمس معاني الفقه القلبي إلا أن يشاركنا هذا الخير ويُهدينا من “نوادره” بعضا من درره وجواهره. ننقل كلامه بطوله لنفاسته وروعته. قال حكيمنا: والفقه هو انكشاف الغطاء عن الأمور، فإذا عبد الله بما أمر ونهى بعد أن فهمه وعقله، وانكشف له الغطاء عن تدبيره فيما أمر ونهى فهي العبادة الخالصة المحضة. وذلك أن الذي يؤمر بالشيء فلا يرى زين ذلك الأمر، ويُنهَى عن الشيء فلا يرى شينه، هو في عمى من أمره. فإذا رأى زين ما أُمر به وشين ما نُهي عنه عمل على بصيرة، وكان قلبه عليه أقوى ونفسه به أسخى، وحمد على ذلك وشكر. والذي يعمى عن ذلك فهو جامد القلب كسلان الجوارح ثقيل النفس بطيء التصرف. والفقه مشتق من تفقؤ الشيء. يقال في اللغة فقأ الشيء إذا انفتح، وفقأ الجرح إذا انفرج عما اندمل. والاسـم فقيء، والهاء والهمزة تبدلان تجزي إحداهما عن الأخرى فقيل فقيء وفقيه. والفهم هو العارض الذي يعرض في القلب من النور، فإذا عرض انفتح بصر القلب فرأى صورة ذلك الشيء. فالانفتاح هو الفقه، والعارض هو الفهم (…) فالفقه في الدين جند عظيم يؤيد الله تعالى به أهل اليقين الذي عاينوا محاسن الأمور ومشاينها ومقدار الأشياء وحسن تدبير الله عز وجل لهم في ذلك بنور يقينهم ليعبدوه على يسر، ومن حرم ذلك عبده على مكابدة وعسر، لأن القلب وإن أطاع وانقـاد لأمر الله عز وجل، فالنفس إنما تخف وتنقاد إذا رأى نفع شيء أو ضرر شيء. والنفس جندها الشهوات، وصاحبها محتاج إلى أضدادها من الجنود حتى يقهرها وهي الفقه (…) فمن فقه عن الله عز وجل قوله )فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره أمسك عن الصغير والكبير والدقيق والجليل من الشر، ولم يستحقر ما دق من الخير وصغر، ولم يستهن به، وأمات هذا الوعيد من نفسه البطالات كلها. ألا ترى إلى الأعرابي الذي سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة، قام وركب راحلته وقال: حسبي حسبي، ومر على وجهه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فقٌه الأعرابي”. فهكذا يكون الفقه. ومن فقه ما في السورة من شأن الأرض وأخبارها عن السرائر، وذكر الصدر من بين يدي الله أشتاتا ليروا أعمالهم، ثم وجد أعماله موزونة بمثاقيل الذر من الخير والشر، كيف لا يكون هذا حسبه فيما بينه وبين الله) 22 .


[1] الأعراف 179.\
[2] التوبة 88.\
[3] التوبة 128.\
[4] الأنعام 26.\
[5] رواه الإمام أحمد رحمه الله بسند صحيح.\
[6] رواه الإمام الترمذي رحمه الله.\
[7] المنافقون 7.\
[8] رواهما الإمام الدارمي رحمه الله في (المقدمة).\
[9] رواه الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله في (المصنف).\
[10] رواه الإمام الدارمي رحمه الله في (المقدمة).\
[11] رواه الإمام البيهقي رحمه الله في (الزهد الكبير).\
[12] رواه الإمام مسلم رحمه الله.\
[13] رواه الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله في (المصنف).\
[14] رواه الإمام الدارمي رحمه الله في (المقدمة).\
[15] رواه الإمام ابن المبارك رحمه الله في (الزهد).\
[16] رواه الإمام أحمد رحمه الله بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما.\
[17] رواه الإمام الترمذي رحمه الله.\
[18] رواه الإمام ابن المبارك رحمه الله في (الزهد).\
[19] رواه الإمام البيهقي رحمه الله في (شعب الإيمان).\
[20] رواه الإمام البيهقي رحمه الله في (الزهد الكبير).\
[21] الفتح 18.\
[22] ذكر ذلك في كتابه (نوادر الأصول في أحاديث الرسول: الأصل الثالث والستون والمائتان).\