هل هلالك يا عيد

Cover Image for هل هلالك يا عيد
نشر بتاريخ

سمي العيد عيدا؛ لعوده بالخير والفرح والغبطة على أهله بعد قيامهم بواجب يتكرر كل مدة من الزمن، أو احتفال بذكرى غالية، أو حصولهم على غاية عزيزة: ويجوز فيه الغناء واللعب بالدف أو ما شابهه تعبيرا عن الفرح لما ثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لاعتراضه عن أبي بكر – رضي الله عنه- لما نهى الجاريتين عن الغناء بقوله: “دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا” 1 . وعيد الفطر هذه السنة جمع كل هذه المسرات، أضف إلى أنه استثناء إذ وحدت فيه المطالع فصامت الأمة الإسلامية متحدة، راجين من الله أن تتوحد في كل شيء عاجلا غير آجل.

فأول ما ينبغي هو إخراج زكاة الفطر التي جعلها الله طهرة للصائم ومرضاة للرب، و يجوز إخراجها نقدا، وقبل العيد بيومين أو ثلاثة 2 .

و يستحب قيام ليلة العيد، رغم أن ما ورد فيها ضعيفا، إلا أنها تدخل في فضائل الأعمال، ويبتدأ يوم العيد بالتكبير من ثبوت العيد إلى الانتهاء من صلاته، والاغتسال له ولبس جديد الثياب، أو أحسنها؛ و الإفطار قبل الذهاب إلى المصلى، وهنا حكمة بالغة، فبما أنه عيد يعقب شهرا من الصيام والشدة يستحب فيه الإفطار، على عكس عيد الأضحى الذي يستحب فيه الصيام لأنه يستدبر أكلا وفرحا ويستقبله.

ويستحب الجهر بالتكبير عند الذهاب إلى المصلى، والذهاب من طريق والعودة من أخرى. والصلاة في المصلى سنة فخذ جميع أهلك إليها حتى الحائض والأطفال والعواتق وذوات الخدور من النساء؛ كما جاء في صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ “أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ”.

أداء صلاة العيد ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات قبل الفاتحة أيضاً، ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى، والغاشية كما في صحيح مسلم عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية

الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد سنة ومن لم يحضر الخطبة وقام بعد الصلاة فلا ضير عليه. إضافة إلى تعظيم النية وإخلاء القلب من كل غل وشنآن، والتماس المحبة والتسامح مع كل الناس.


[1] رواه البخاري في صحيحه.
[2] أحمد بن الصديق –” كتاب تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال” المطبعة المهدية- 1362ه – تطوان المغرب.