هي الذكرى

Cover Image for هي الذكرى
نشر بتاريخ

هيَ الذِكرى لتـَذكُرَ يا فؤادي

وتـُؤتى القـُرْبَ مِن قلب البـِعادِ
وتعلمَ أنّ بعضَ الموت رُشـْدٌ

وأنَّ النورَ شيءٌ ذو ارْتدادِ
كنجم راحل والنورُ فيهِ

تراه الأرضُ في ظـُلل السَّواد
كغيْم صَيِّبٍ لا الآنَ يُجْنى

ولكنْ بَعْدَ أسْرار الحَصادِ
كذلك سيِّدي لمّا توارى

يَمُرّ مِنَ الرَّشادِ إلى الرشادِ
يذكـِّرُنا حَياة ً ثم موتا ً

ويَشْرَحُ بالكِتاب وبالجهادِ
يرى الطوفانَ مِنْ زَمَن بَعيدٍ

ويُنذر أنْ سُيولا في الرَّماد
ويَدْعو الناسَ للرحمن فرْداً

وفي سِرْبِ التـّـُقى في كلِّ نادِ
فينكِرُ شَانِئُ الإيمان طـَبْعا

ويُطعَـنُ في الخـَفا فالأمْرُ عادي
كذلك كانَ شأنُ الرُّسْـل دَوْماً

وشأنُ القائِمينَ مِنَ العِباد
إذا قالوا جُنِنـْتَ أقولُ فِعلا

أقاسِمُهُمْ وأقـْسِمُ في اعْتقادي
هُوَ المَجنونُ فِعلا هلْ رأيتمْ

كَخِلـِّي في مَجانين الوداد
يُطيلُ الذكرَ إنَّ الذِكرَ حُبّ

ولوْعٌ واشتِياقٌ في ازْدِياد
وصِدْقٌ صادقٌ لا ريْبَ فيهِ

وكلّ الناس تـَشهدُ والأعادي
وباقي العَشْر ِ أنتَ لها مَصَبّ

وبَحْرٌ يَمْتـَلـي مِنْ كُلِّ وادِ
فمِنْ بَذل ومِنْ عِلـْم عُبابٍ

ومِنْ عَمَل وَكَدٍّ واجتهاد
ومِنْ سَمتٍ ومِنْ حِلـْم نراهُ

جَليّا في عُيونِكَ وَاقتصاد
إلى حيثُ البداية حيث نبْنـِي

لصَرْح شامِخ حُرِّ العِمَاد
لياسينَ اشْهَدي يا أرضُ عَدْلا

وقـُولي أيّـُنا في القـَوْم غادِ
أمَنْ رَكِبَ الحَياة بلا شُهُودٍ

أم المْيتُ الذي في الغـَيْبِ بادِ
وأيّ الثوْبِ ألبَسُ يا تـُراني

أتـَيْتُ بأسْطري فالكُلّ شادِ
أرَى الحُضارَ قالوا عَنكَ عُرْسا

فأينَ أحُط يا ذا الحُزْنَ زادي
رُوَيْدَكُمُ إذا أخْطـَأتُ بَابا

فبعْضُ العُرْس يَسْكُنُ في حِدَادي
نعَمْ أدْري بعُرْس لا يُضاهَى

ويأبى الدمعُ حَصْراً في الحِـيَاد
فأبكي في مُرُور العَام شِعْرا

أطـَهـِّرُ بالزَّكاة ِ شَجَا الفؤاد
أراقِبُ دَمْعتي هلْ صُنتُ فيها

نفيسَ الحُزْن لا حُزْنَ المَزادِ
فأمسحُ بعضَ سَهْو اِعْتراها

وأجعَلُ قـَصْدَها يَومَ التنادي
وأشْكو طولَ هذا الدربِ كَدْحا ً

وأشْكُرُ أنَّ لي ظهرَ الجـِوادِ
إذا كنتَ الإمامَ وقلتَ هَيّا

فإني راحِلٌ والحُبّ حادي
وإني واثقٌ أني سأحْيَى

وأفنـَى للخـُلودِ فـَقـُلْ وَنادِ
أنا المهمومُ في شِعْري أأرقى

لِصَحْو الرُوح في زمَن الرّقاد
أحبك سيدي لا شيءَ عندي

أحبك وانتظِرْ مني عِنادي
أقولُ الشعرَ تِلـْوَ الشعر أرْثي

حَيَاتي في وُجودِكَ وافـْتقادِي
وأرفـَعُ للورى بعضَ الوَصايا

قـَصيداً يا كبيراً في الــّرُوَاد
فبعضُ الشِّعْر تقطِفـُه وُرودا

وفي الشَّذراتِ مِنْ قافٍ وَضادِ
يطولُ الشِّعْرُ يا خِلي وَلوْلا

قصيدُ الغـَيْر لمْ أبرْح مِدادي
أقول كفى فإن الحُبَّ إرثٌ

تقـَسَّمَ في الحَواضِر والبَوادي
فخـُذ يا أنتَ مِنْ مَكْسور شِعْري

دُعاءً وانتظـِرْ رفـْعَ الأيادي
إلـَهي سيدي ها قلتُ شِعرا

إلهي فاشْفعَنْ واكتـُبْ مُرادي