أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، فجر اليوم الأربعاء 31 يوليوز 2024، استشهاد رئيس الحركة والقائد الفلسطيني العظيم إسماعيل أبو العبد هنية، بقصف صاروخي وسط العاصمة الإيرانية طهران.
وبعد أن نعت الحركة في بيان إلى “أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم: الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة”، قالت بأنه “قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد”.
وقد كان هنية أحد أبرز وجوه المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني وأحد الرجالات العظام في الشعب الفلسطيني العظيم، إذ ندب حياته منذ فترة الشباب المبكر للجهاد والدفاع عن أرض الإسراء والمعراج، وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام من حريته وأسرته وحياته.
وباستشهاده يلتحق أبو العبد بأبنائه وأحفاده والعديد من أفراد عائلته الذين استشهدوا أثناء سير معركة طوفان الأقصى وقبلها، ولعل مشهده وهو يعلق، فور تبليغه بخبر استشهاد ثلاثة من أبنائه وبعض أحفاده في غارة استهدفتهم في شمال غزة يوم 10 أبريل الماضي، بقوله “الله يسهل عليهم” في ثبات ورضى ويقين، سيبقى خالدا في ذاكرة الأمة ونبراسا يوجه العاملين لها.
والقائد المجاهد إسماعيل هنية من مواليد 23 يناير 1962 في قطاع غزة بمخيم الشاطئ للاجئين، عرف بنشاطه النضالي فور ولوجه مرحلة الشباب، إذ، وناهيك عن نشاطه الطلابي في الجامعة الإسلامية، اعتقلته سلطات الاحتلال أول مرة عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولبث في السجن 18 يوما، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر، ثم دخل السجن مجددا عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها نفي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى إثر توقيع اتفاق أوسلو.
ترأس القائد هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير 2006.
تعرض لمحاولات اغتيال عديدة منها استهدافه وعدد من قادة حماس صحبة الشيخ أحمد ياسين يوم 6 سبتمبر 2003، كما قصف الجيش الصهيوني منزله في غزة في معظم الحروب السابقة سعيا لاغتياله. وفي معركة طوفان الأقصى لوحدها قدم هنية العديد من أفراد عائلته شهداء بين يدي الدفاع عن القدس وفلسطين، فقد قصفت طائرات الاحتلال يوم 10 نوفمبر الماضي حفيدة هنية أثناء وجودها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعدها بـ10 أيام استشهد حفيده الأكبر، ثم اغتال كيان الاحتلال الدموي ثلاثة من أبنائه يوم 10 أبريل 2024 كانوا على متن سيارة مع 5 من أبنائهم يوم عيد الفطر المبارك.
رحم الله هذا القائد المجاهد الكبير، وكتبه رفقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وإنا لله وإنا إليه راجعون. قال تعالى “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون”.