ها قد مضت السنون، وتصرم من العمر ما تصرم، فنستقبل الشهر ذكرى الوفاء الثالثة، ذكرى من جمعنا على مائدة العدل والإحسان، ذكرى من جمعنا على الله تعالى محبة وشوقا، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم استنانا واقتداء، وعلى محبة محابهما تعاونا وتشاركا لبناء جسد حي داخل الأمة الموعودة، للارتقاء وأداء واجب الاستخلاف بمحبة وصفاء…
مضى عام آخر ولا يسعنا كل من موقعه إلا أن يسهم في الحفاظ على بناء قضى رحمه الله وهو يؤثل له خدمة لأمة رسول الله عليه السلام، وتخطيطا لمستقبل الإسلام.
ومن الذكرى الذكر والتذكير بالأيادي البيضاء على الأمة التي آمن بخيريتها وخطط لانعتاقها، وسيظل الواقع والتاريخ يحفظ فضله عليها، ويسجله بمداد الفخر والاعتزاز، ويستند إلى مادته في تغيير ما بالأمة برفق ولين، وقوة وعز، ورحمة وبر شامل.
إنها ذكرى التحاق الأستاذ المرشد، والإمام المجدد، عبد السلام ياسين رحمه الله بربه سبحانه، والتي سيعمل موقع أخوات الآخرة، الموقع الرسمي لنساء العدل والإحسان على إحيائه عبر أشكال إعلامية متنوعة بإذن الله تعالى.
رحم الله الإمام وأهله الفاضلة الكريمة للا خديجة المالكي التي عضدت الدعوة وساندتها ولم يطل بها المقام حتى لحقت به هنية راضية، وكل من سبقنا إلى الدار الآخرة، ولا يسعنا بعد الدعاء إلا أن نقول مع ابن الأعرابي:
لنــــا جُلَســـــــــاءٌ ما نَمَلُّ حديثَــــــــــــــــهم
ألِبَّاءُ مأمونون غَيْبًا ومَشْـــهدا
يُفيدوننا من علمهم علمَ ما مضى
وعقلاً وتأديــــــــــــــبًـا ورأيًا مُسَـــــدَّدا
بِلا فتنةٍ تُخشى ولا ســـــــــوء عِشْرةٍ
ولا يُتَّقَى منهم لســــانًا ولا يــــــدا
فإن قلتَ: أمواتٌ فلا أنتَ كاذِبٌ
وإن قلتَ: أحياءٌ فلستَ مُفنَّـــدا