استجابة لدعوة كريمة من قيادة حزب جبهة التغيير الجزائرية) حل وفد من جماعة العدل والإحسان بالجزائر للمشاركة في الجامعة الصيفية لهذا الحزب المنعقدة أيام 25، 26، 27 غشت 2014. وقد شمل الوفد الأخوين الأستاذ رشدي بويبري عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية والدكتور محمد أتيتيش عضو لجنة العلاقات الخارجية.
وقد قام الوفد بجملة من الأنشطة التواصلية؛ حيث ألقى الدكتور محمد أتيتيش في الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية كلمة باسم جماعة العدل والإحسان)، شكر فيها قيادة جبهة التغيير على كرم الاستضافة وحسن الاستقبال مبلغا سلام الإخوة في الجماعة لهم وللشعب الجزائري الشقيق، وتحدث عن نسمات الخير التي بدأت تهب على الأمة من خلال تفشي مظاهر التدين والعودة إلى الله، وبيّن أن الناس تنتظر دعوتنا التي تحبب لهم طلب وجه الله عز وجل. ولكن في المقابل لا بد من الاحتياط من الخطابات والمحاولات التي تظهر هنا وهناك وتدفع المسلمين إلى اليأس. وهذا ما يتطلب، يضيف، منا عملا شاقا وطويلا ومستمرا ومنتظما ومنفتحا على مكونات سياسية وحزبية داخل القطر دون استعجال الثمار، الشعار فيه لا للعنف لأن قوة التغيير تكون بالسلم لكن في المقابل لابد من عدم الخلط بين العنف والمقاومة المشروعة مثلما ما يحدث في غزة الأبية التي نصر الله جندها وشعبها المرابطين…
وفي اليوم الثالث من الملتقى ألقى الأستاذ رشدي بويبري محاضرة تحت عنوان الضرورة الاستراتيجية للعمل المشترك بالنسبة للحركة الإسلامية)، وقف من خلالها على مفهوم التحول الديمقراطي الذي اعتبره سيرورة متطورة وليس لحظة زمنية مرهونة بوصول هيئة مُعارضة إلى مناصب برلمانية أو إلى الحكومة، بل التحول الديمقراطي تغيير في الفكر والسلوك الفردي والجماعي وفي طبيعة السلطة السياسية ووظائفها وفي موقع المجتمع وفعاليته. كما بين أن الهدف الجوهري من التحول الديمقراطي يتحقق بتحرير المجال العام وإتاحة حرية العمل السياسي والاجتماعي للجميع. وبناء عليه خلص إلى أن العمل المشترك على قاعدة الميثاق الوطني ضرورة استراتيجية بالنسبة لكل أبناء المجتمع الغيورين على بلدهم وأُمّتهم وخاصة الحركة الاسلامية، وعدَّدَ صُور وأشكال ومجالات العمل المشترك مبرزا أن الجهود يجب أن تتجه لتحقيق ما يمكن تسميته بالشراكة الوطنية على قاعدة الإسلام باعتباره أساسا مشتركا بين الجميع.