بسم الله الرحمن الرحيم، قاسم الجبارين ومذل المستكبرين، الحليم بالمؤمنين الصابرين، المعز لهم بعدحين، الممكن لأوليائه الصادقين، المخزي الفاضح لأعمال الظلمة الطاغين.
تكشفت لنا في الأيام السالفة الخالية دناءة وخسة أيدي الجور والظلم في بلدنا، وأعماله المشينة في حق الصابرين الذين لا يالون جهدا في قول لا لكل من طغا وتجبر وتـ”فرعن”، والتي تريد أن تزدري بالمؤمنين وتوقعهم بحبائل المكر والتلفيق والتدليس بعدما عجزت على أن “تركعهم”بالمداهمات و المضايقات و تشميع البيوت والتقديم للمحاكمات والتشريد من البيوت.
هذا التكشف- كنا نعرفه ولم نكن نظن الدناءة تبلغ به هذا الحد- تمثل في تلفيق تهمةالفساد بأحد أهل العدل والإحسان وأحد منابر المديح في العالم الإسلامي المنشد رشيدغلام، وقد اظهر هذا العمل الشنيع والسبق الفريد مجموعة من الأمور كان من الضروري قولها وإتباثها، لكن عفة اللسان أمسكت البنان على أن يخط بالقلم ما لم يكن قد حان له الكلام فيما تفعله يد الظلام والطغيان بكل حي يروم قول الحق بين الأنام، ليوضح أننا لا نتجنى في صدحنا بالحق، ولسنا من أهل السبق في الرد على من لا يلتزم المبادئ الإنسانية،وتتجلى هذه الحقائق فيما يلي:
إن جر الأخ رشيد غلام إلى بيت من بيوت الدعارة في مدينة الجديدة ينبئ ويكشف بما لا يدع معه مجالا للشك على أن من ينشر الفساد في البلاد ويتستر عليه و “يحرض على الفساد” هي يد الظلم في البلاد، التي تسعى لأن يبقى الشباب مهووسا بهذا الفساد، فأن يتم الاتفاق مع أحد “مدبرات” البغاء في المدينة ينم على أن لهؤلاء من “أهل الأمن في البلاد” معرفة بمخابئ الدعارة والفساد، وهم عن تتبعها مشغولون بملاحقة “الملتحين” وتهديم بيوت أهل الصلاح والنقاء.
ثم إنه بلا مراء يبين أن بين عناصر “الأمن” والداخلية وأرباب الدعارة في البلاد تجارة رائجة ماكرة، تبقي لأهل البغاء ابواب الفساد والرذيلة مفتوحة، وتضمن لحراس “الأمن”و عناصر الاستخبارات إسكات الأفواه المفتوحة بالتدليس والتلبيس على من يتخطى حدود المرسوم والمسموح، وبهذا يكون الظلم عشير الفساد، وحيثما رأيت ظلما فاعلم أن الرذيلة في ركابه تسير ومن أذياله تستزيد.
والداهية الثالثة التي ابانت عنها هذه الحادثة الحديثة، أن نفوس تلك الخفافيش الطافية والتي يسول لها هواها مس أعراض المومنين، لا تكون إلا من طين شقي لا تقبل معروفا ولا تريد خيرا ولا تعرف حراما، نفوس همها الوحيد أن يبقى الأسياد فوق العباد، ولتحقيق مأربها وبلوغ غايتها تشق الحدود وتتعدى الخطوط فتزيد البلاء، وكم نقول أنها سبب الطوفان وأصل الداء وعماد الأرزاء، ولن يطول بها المقام حتى ترى فعل الله في من تجبر وطغى.
والرزية الرابعةالمخزية الفاضحة، أن عناصر الظلام لها بين أظهر العباد أذيال وأعوان، فلا القضاء كان نزيها بفرض التعليمات، ولا الصحافة تبينت الخبر والنبأ قبل الإعلان، ولا مؤسسات المجتمع المدني كان لها بيان، وإن الخزي والسوء لن يقع على اهل الفساد و شد الوثاق وإنما سينزل على كل ساكت أو معين.
هذا وإننا لنؤكد على أن الله من فوق الكل رقيب، وله في كل يوم افعال بالظالمين، فيخزي منهم من شاء بعاجل العذاب، ويؤجل العقاب على من شاء من أهل الفساد وهو يتول الصالحين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه.