لن أخاطبك بلغة السياسة يا من هشمت الرؤوس وكسرت العظام وآلمت أفئدة أمهات وآباء في أبنائهم ونساء في أزواجهن، وما كان طلبهم إلا الكرامة والحرية والعدالة.
لن أخاطبك حتى بلغة النفوس التي تغضب وتشمئز من كل فعل مشين كضرب العجزة والنساء والشباب.
لن أسمح لنفسي إلا أن أخاطبك بلغة القلوب التي اتسعت بحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزكت في رياض الجنة، وفي أحضان الصادقين.
سأخاطبك بلغة قلبي التي تقول لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم:“أنصر أخاك ظالما أو مظلوما”سمعا و طاعة يا رسول الله. ونصرة الظالم كما فسرها وبينها الحبيب إلى قلوبنا صلى الله عليه وسلم أن تأخذ على يده و تطلب منه أن يكف عن الظلم ويرد المظالم لأصحابها و يستغفر الله ليغفر له ويتوب إليه ليتوب عليه وباب التوبة مفتوح لا يغلق أبدا إلا في وجه العاصي المتعمد والظالم المصر على ظلمه.
فيا من ظلمت، كائنا من كنت، انظر إلى نفسك في مدى هذا الكون الرحب، واعلم أنك تكاد تكون عدما في هذا الملكوت، وغدا بين يد الجبار ستكون عدما، حقيرا حين تموت.
لم الظلم؟ أمن أجل مهنة تظلم، أم من أجل منصب، أم من أجل كرسي، أم مال، أم ماذا…؟ كلها في حقك دنيا، والدنيا عند الله عز وجل لا تساوي جناح بعوضة. فبئس المهنة والمنصب والكرسي وكل الدنيا إن جعلتك تبدو قزما في أعين الناس وعدما يوم لقاء ربك خالقك الملك الجبار.
ألترضي غرورك وكبرياءك أم ليقال عنك بطل وسيد وزعيم و…؟ أما تعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة؟ خسرت وخسئت إذن و كنت مع قارون وهامان وفرعون وإبليس اللعين.
من قلبي المليء بالمحبة لكل البشر وكل الناس، والفائض رحمة للمستضعفين باسم كل أم وأب وأخ وزوج… أحملك أمانة هذا الشعب الذي قاسى وعانى من ويلات الفقر والجهل والإفساد والمهانة والقهر والظلم. أحملك أمانة الصغار والكبار، النساء والرجال وخصوصا الشباب. وأبشرك إن أنت أنصفت بمغفرة من الله وخير عميم يصيبك أولا، ويعم كل حضر ومضر، يقول الحق جل وعلا:ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون .
أما إن تماديت فجزاؤك من جنس أعمالك والرقيب الحسيب سبحانه ليس من الظالمين ببعيد، يمهل ولا يهمل، عادل لا يظلم، فهو القائل سبحانه:وما أنا بظلام للعبيد؛ مطلع غير غائب يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور سبحانه، لن يحلو لك نوم ولا عيش والمظلوم يدعو عليك ودعوته ليس بينها وبين الله حجاب. يقول الشاعر:لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عينك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
وأخيرا آمل أن تلقى كلمات قلبي هذه مكانا في قلب كل ظالم يسمع ويعي الحق فيكون له نبراسا ونورا يهتدي به إلى الطريق الصحيح، فنكسب الأجر معا أجر الناصح والمنتصح وإلا فهي حجة لي وحجة عليك:وكل آتيه يوم القيامة فردا.
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.