“الجنة عند رجلها”
“الجنة عند رجلها”، و”الجنة تحت أقدام الأمهات”، صيغتان من الصيغ الواردة في الأحاديث الشريفة التي يشرِّف بها النبي صلى الله عليه وسلم مكانة الأم، ويعلي من قدرها..
كتاب “تنوير المؤمنات”
كتاب “تنوير المؤمنات” ألفه الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله عام 1993 بمدينة سلا، وصدر في طبعته الأولى عام 1996 عن مطبوعات الأفق بالمغرب، وفي طبعات أخرى بمصر ولبنان وفرنسا، ويقع في 757 صفحة مقسمة على جزأين، في مقدمة و10 فصول وخاتمة..
وصيتي إليك
بنيتي مريم. أوصيك وإخوتك وأخواتك وكل مومن ومومنة وقف على كلماتي هذه بتقوى الله زاداً للآخرة، فإن خير الزاد التقوى.
أوصيك وإخوتك وأخواتك بما أوصى الله به عباده حين أمر رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يُنادىَ الناس ليسمعوا وصية الله.
المرأة والحرية
ماذا يعني أن تختار المرأة الآخرة على الدنيا، وأن تستحبَّ مرضاة الله تعالى على مرضاة هواها؟ أهي البِطالة والعَطالة والاستقالة من أعباء الدنيا، والخروج من دائرة النشاط الحياتي؟ نذكر بهذا الفهم الزَّهاديِّ لنؤكد في منظور القومة ومستقبل بناء الأمة أنَّ اختيار الحياة الطيبة على الحياة الدنيا يعني مزيدا من العمل الصالح المثمر الذي تزكيه النية الجهادية والتعاون الجماعي على البر والتقوى، فيصدر من كل مومن ومومنة مساهمة فعالة منتجة تقتحم العقبات وتتقدم ولا تُحْجِم.
المؤمنات والمؤمنون أكفاء
المومنات والمومنون أكفاء في شرع الله المنزَّل بميزان العدل. لا ترجَحُ كفة الرجل ولا كِفة المرأة إلا بالتقوى. تجد هي ويجد هو فضل ذلك الرجحان في ميزان الحسنات يوم القيامة. أما التكافؤ في الحقوق والواجبات هنا في الدنيا فمحكوم بشريعة مفصلة ثابتة ثبوت الفَلَك الدَّوّار وثبوت نواميس الله في الكون. فإذا وقع التحول بالهبوط أو الانحراف في أشخاص ذوي الحقوق وفي بيئتهم الاجتماعية والعالمية فإن مرونة الاجتهاد تُكيف ما بين الواقع وبين المطلوب الشرعي بالتدرج والتقريب وإعمال وازعَيْ القرآن والسلطان.
قضية المرأة المسلمة والتغيير الشامل: التغيير بين الواقع والمثال
لا تكون المومنات إماء للرحمان إن لم يجمعن بين الشدة في الحق والرحمة بالحق. الشدة الحذرة اليقظة في مواجهة سماسرة الباطل وسمساراته بين ظهرانينا. لولا وجودهم ووجودهن دخلاءَ ماكرين وولاؤهم لأعداء الإسلام ما قدر أعداء الإسلام أن يفعلوا بنا ما يفعلون.
على المومنات جهاد لاقتحام عقبات التقاليد، وعوائق العقل الذي ينبغي أن لا ينقاد إلا للحق، وعوائق العادات والأنانيات والذهنيات المتخلفة. قضية المومنات لا تحل إلا في إطار حل شامل يُشاركن فيه متزعمات مع الرجال لا تابعات. والله ولي حميد.
قضية المرأة المسلمة والتغيير الشامل: التغيير بين التنزيل والتجديد
ما هي قضية المومنة ومسؤوليتها؟ أن ترضى بـ’الدرجة’ و’الرعاية’ يتصرف بمقتضاهما الرجل تجاهها على هواه لتبقى عالة ولتنكمش في خصوصياتها تتفقه في أحكام النساء لا تتطلع إلى ما وراء ذلك؟ أم أن لها قضية ومسؤولية في تغيير المنكر وبناء المعروف متقربة بذلك إلى ربها؟
يجيب عن السؤالين مفتاح الفقه في قولة عمر رضي الله عنه. من لا يعتبر بالتحول الشاسع الذي حمل المرأة من هوان جاهلية ما قبل البعثة ولم يتفقه بالحياة النشطة ومشاركة الصحابيات رضي الله عنهن في بناء الإسلام كان ما يُهلك من كيان الأمة أكثر مما يبني. وهل يتصور بناء دون مشاركة المومنات؟
قضية المرأة المسلمة والتغيير الشامل: لا يجوز
تجد غالبا المتنطعين المانعين إما جامدين على تقليد مقالة تقادمت فتقدست وصارت سورا لا يتجاوز، وغمامة قاتمة تحجب ضوء شمس السنة النبوية. وإما قارئين للقرآن والحديث قراءة حرفية جزئية بعقلية سطحية تبسيطية تقسم العالم قسمين ساذجين: يجوز ولا يجوز. ويزعم أحدهم أنه باستطاعته واستطاعة كل من فك كلمات الكتب الستة أن يجتهد ويحكم في الحلال والحرام. ولا تجد عند مثل الجامد المقلد المنحاز للرأي الشاذ و’المجتهد’ وليس معه ماعونُ الاجتهاد أية دراية بمراتب الأحكام من وجوب إلى استحباب، ومن حرمة إلى كراهة، ومن حسن إلى خلاف الأَوْلى.
قضية المرأة المسلمة والتغيير الشامل: الدرجة
نعم، المرأة المسلمة كانت مظلومة ولا تزال، هي زميلة الرجل المسلم في ما تعانيه أمس وهي سجينة أمية، واليوم وهي بين نار الدعوة التغريبية ورمضاء المخلفات الانحطاطية. ما من شكوى يبثها حال المرأة المسلمة ويلغط بها دعاة ‘تحريرها’ أمس واليوم إلا ولها نصيب كبير من الصحة: استعباد المدنية، والمعاملة المهينة للبدوية، والأمية الأبجدية، والجهل، والأجور البئيسة، واستغلال الصبيات في معامل تأكل من عرقهن البطون الحرامية، والتعدد الاعتسافي، والطلاق الجائر، وإكراه الفتيات على الزواج، والتحايل على نصيب المسلمات من الإرث. والقائمة طويلة.