ما خلق الله تعالى نفسا أكرم عليه من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اختصه سبحانه بما لم يخص به أحدا من خلقـه، وأعطاه من سمو المكانة وارتفاع الذكر ما لم يعطه لنبي قبله؛ خاتم النبيئين وقائد المرسلين، صاحب المقام المحمود، أول الشافعين والمشفعين.
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: “أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيئين ولا فخر وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر” (رواه الدارمي).
وعن آدم بن علي قال: سمعت بن عمر يقول: “إنَّ النَّاسَ يَصيرونَ يومَ القيامة جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتبَعُ نَبيَّهَا، يَقولونَ: يا فلانُ اشفَعْ يا فلانُ اشفَعْ، حتَّى تَنتَهيَ الشَّفَاعَةُ إلى محمَّدٍ، فذلكَ يومَ يَبعثُه اللهُ المَقَامَ المحمودَ” (صحيح الجامع، 1978).
كيف نكون أسعد الناس ونحظى بشفاعة من لا ينقطع سببه ولا نسبه؟
في هـذا الموقف العصيـب الرهـيب الذي تنقطع فيه كل الأسباب والأنساب، وتتيه فيه الخلائق بين الأنبياء والمرسلين من لدن سيدنا آدم إلى سيدنا عيسى عليهم السلام، وكلهم يعتذر فيقول: نفسي نفسي.. لست لها، فينتهي بهم السؤال إلى نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، دلنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم على أسباب هذه السعادة، وأعظمها:
لا إله إلا الله
“لا إله إلا الله” حصن الدين ومفتاح الجنان، “لا إله إلا الله محمد رسول الله” مفتاح العبودية لله وسببنا ونسبتنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلـت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامـة، قال: “ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت مـن حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: “لا إله إلا الله مخلصا من قلبه أو نفسه” (رواه البخاري).
الصلاة على النبي
قال صلى الله عليه وسلم: “من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي” (أخرجه الطبراني).
عــن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أولى الناس بي يـوم القيامـة أكثرهم علي صلاة” (صحيح ابن حبان، 911).
وعن عبد الله بن عمر بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإن من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا، ثم اسألوا الله لي الوسيلة، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة” (رواه الترمذي).
ولله ذر الإمام البوصيري الذي قال:
مولاي صلّ وسلّــم دائماً أبداً ** على حبيبك خيــــر الخلق كلهم..
هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ ** لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ
دَعَـا إلى اللهِ فالمُستَمسِكُون بِهِ ** مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ
اللهم صل على سيدنا محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك.