استأثـر مفهـوم الخيال باهـتمام الفلاسفة عبـر التاريخ. وقـد نظـر إليه الفلاسفة اليـونان نظـرة تنقـيـصية بسبـب تقديسهـم للعقل. فشككوا في قدراته، وجعلوه مصدرا للوهـم ودافعا للخطإ. وظلت هذه النظـرة تحكم الفكر الأوروبي وتفرض القيود على الخيال إلى بداية القرن الثامن عشر. أما الفلاسفة العرب فقد ربطوه بالتوهـم والإلهام الشيطاني، حتى جاء المتصوفة فاستعاد مكانـته، خصوصا عند محيي الدين بن عربي.
الخيال أوالتخيل هـو القدرة على تكـوين تصورات ذهنية غـيـر موجـودة في الواقع الملمـوس انطلاقا مـن أجـزاء عناصر موجـودة. وترتبط بهـذه الصور أحاسيس وانفعالات تؤثر في الشخصية التي تصدر عـنه. له دور مهـم في مراحل نمـو الطفـل، قـد لا ينتبه الوالدان. فهـو ينمـو في وجـدانه كما ينمـو جسـده. يساعـده عـلى التفكيـر والابتكار وتحريك القدرات وتنمية مهارات الحياة. ويمكن ملاحظة نموه في لغته وسلوكه اليومي وتعامله مع ألعابه وعلاقته برفاقه الواقعـيين والوهميين. وفي كل هـذه المجالات يتخيل الطفـل مجتمعاتٍ خلابة تحتـوي على كائنات منسجمة لا تعرف الأحـزان ولا الهموم المزعجة. ولهذا فدور المربي هو توظيف الخيال توظيفا تربويا يساهم في ترسيخ إيمان الناشئة وبناء شخصيتهم بناء متوازنا.
ويكاد علماء النفس يتفقـون على أن الطفولة تمتد مـن الولادة إلى السنة الخامس عشرة، واختلفـوا في مرتكزات تقسيم وتسمية مراحلها. نكتفي هنا بالاستشهاد بثلاثة نماذج من التصنيف:
النمـوذج الأول هـو للدكتـور محمد محسن عبد الله الذي قسـم مرحـلة الطفـولة إلى أربعة مراحـل، بناء عـلى نمـو شخصية الطفل 1. وسمى كل مرحلة بالميزة التي تميزها. وهذه المراحل هي:
1 – المرحلة الأولى: مرحلة العالـم المحدود والخيال الحاد. وتمتد مـن ثلاث إلى خمس سنـوات. في هـذه المرحل لا يدرك الطفل مـن العالـم إلا حدودا ضيقة مما يحيط به، ويتمـيـز بالخيال الحاد، وارتباط الخـيـال بالحيوانات.
2 – المرحلة الثانية: مرحلة الاكتشاف والتعرف. وتمتد من ست إلى تسع سنوات. وتتميز بالنمو البدني والتطور العقلي والشعور بالاستقلالية، وإدراك المجردات وحب الاستطلاع. ولـم يعـد يصنع مـن الكرسي المقلـوب سيارة ولا من العصا حصانا. وبذلك فقد انتقل من المتخيل ليرتبط أكثر بالمحسوس.
3 – المـرحلة الثالثـة: مرحلة التمـرد والتفـرد. وتمـتـد مـن تسع إلى اثني عشـرة سنة. وتتميـز بتضخـم الإحساس بالذات والميل إلى العمل الجماعي والقدرة الاستيعابية. ويرتبط الخيال في هذه المرحلة بالمخترعات أكثر من ارتباطه بالحيوانات.
4 – المرحلة الرابعة: مرحلة البحث عـن المثال. وتمتـد بين السنة الثانية عـشـر والخامسة عـشر من عمر الطفل. وتتميز هذه المرحلة بالتظاهر بالرجولة عند الفتيان والتظاهر بالأنوثة عند الفتيات. فيظهر الميل إلى النوع حيث يميل الطفل إلى مصاحبة الأطفال وتميل الفتاة إلى الفتيات. ويتميز الخيال بارتباطه، بشكل عام، بالتأملات والتساؤلات المستقبلية وتحليل المعلومات. ويطوق إلى عالم مثالي يتجاوز الواقع المثقل بالقلق والألـم. ويحلم بعالم منظم يحظى بالسلام ويسوده العدل والخير والجمال. وقد يهرب به الخيال إلى أحلام اليقظة.
والنمـوذج الثاني للدكتـور هادي النعمان الهيتي. فهـو يصنـفهـم حسب الطباع الغالبة في المرحلـة عـلى الشكـل التالي 2:
1– مرحلة الواقعـيـة والخيـال المحدود، وتشمل الأطفـال الذين تتـراوح أعمارهـم بيـن ثـلاث إلى خـمـس سنوات.
2– مرحلة الخيال المنطلق، وتشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست إلى ثمان سنوات.
3– مرحلة البطولة، وتشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهـم بين ثمان أو تسع سنوات إلى اثني عشر سنة.
4– مرحلة المثالية، وتشمـل الأطفال الذين تتراوح أعمارهـم بيـن اثني عشـرة سنة إلى خمس عشـرة سنة.
يتمتع فيها الخيال بدور بارز في المرحلتين الأخيرتين.
والنموذج الثالث للدكتور حامد عبد السلام زهران الذي قسم مراحل الطفولة إلى خمس مراحل، بناء على النمو البيولوجي للجسم، وهي:
1- مرحلة الولادة: تتحدد في الأسبوعيـن الأولين. والمولود يولـد عـلى الفـطـرة، ليس له فـكـر أو لغـة أو مُعتقـد، ولا يستطيع التميز بـيـن الأشياء. معارفه ما تزال في مهدها وحواسه تبدأ في تلقي الخبرات، عضلاته لـم تتمـرن، مشاعـره لم تنضـج، انفعالاته لـم تحـدد بعـد. ونمـوه العـقـلي ينطلـق مـن الاستعدادات البيولوجية والوراثية، وهذا يعني وجود استعـداد فطـري لظهـور الخيال في مراحل لاحقة. وتلعب البيئة الأسرية دورا حاسما في تحديد الصورة النهائية لذكاء المولـود وخياله. وتتجلى مظاهـر النمو اللغوي فـي صيحة الميلاد والصراخ والأصوات العشوائية. وتعبر عن حالات الطفل الانفعالية تعبيرا عـن حاجاته الضرورية كالأكل والنظافة وغيـرها. ويكون الاستعداد للكلام فطريا 3.
2- أما مرحلة الرضاعة: فتبدأ مـن الأسبوع الثالث إلى نهاية السنة الثانية. وتظهر فيها التجليات الأولى للنمو العقلي خاصة التعلـم والتذكر والفهـم. يبدأ فيها الطفل التعلـم مـن الخبرات البسيطة والنشاط والممارسة والتدريب وتقليد الكبار خاصة الوالدين والإخوة. ويرتبط عنده التذكر بالقـدرة على استخدام الألفاظ. وفي العام الثاني يلاحظ قدرته على الفهـم البدائي للصور خاصة في المجـلات المصـورة والكـتـب 4. وفي هـذه المرحلة يبدأ الكلام للتعبيـر عـن بعض الحاجات الأساسية، فيتـدرج الرضيع مـن أصوات تفهـمها الأم فـقـط إلى تقليـد أصوات المحيطين به والمناغاة التلقائية. ويتدرج نحو النطق بالحروف ثم ربطها بالمعاني وتكون الكلمات التي يفهمها أكثر مـن التي ينطق بها 5. ويتأثر النمو العقلي في هـذه المرحلة، وفي المراحل اللاحقة بصفة عامة، بالعوامل المادية والاقتصادية والعقائـدية والثقافـية الأسـرية والمجتمعية بشكل عام. فكلما كانت هـذه العوامل إيجابية كان النمـو العـقـلي أفضل، وكان تربة خصبة للخيال البناء. فيبدأ الطفل بترويض خياله بشكل بسيط، باعتباره وسيلة لتحقيق الشعور بالسعادة، وذلك أثناء تناوله للألعاب والدمى أو أثناء تقليـد الكبار في بعـض حركاتهـم. وهـذا ما يفسـر بعـض التصرفات التي لا نرى لها معنى عند الأطفال. ثم يتطور خياله وينمو مع تطور حياته ليصبح عاملا مساعدا على تطوير مهارة التعلم والتدرب.
3- مرحلة الطفـولة المبكـرة: تبـدأ مـن ثلاث سنوات إلى ست سنوات، وهي مرحلة ما قبل التمدرس. تكثـر فـيها أسئلة الطفـل كأسلوب لمراكمة المعـارف والخبرات. في هـذه المرحلة يتعـرف الطفـل على بعـض المفاهيـم كمفهـوم الزمن والمكان والعـدد وبعـض المفاهيـم المتعلقة المأكولات والمشروبات والملابس والأشخاص. وتزداد قدرته على فهـم المعلومات البسيطة وتعلم الخبرات عن طريق المحاولة والخطأ وتزداد قدرته على التذكر 6. والتفكير عند الأطفال في هـذه المرحلة يتمركز حـول الذات. ويرتبط بالخيال وليس بالمنطـق، وتتداخل عندهـم الحقيقة مـع الخيال. فهـم يتميزون بخيال واسعٍ، إيهاميٍّ في أغلـبه، يتضح أكثـر في ممارستهم اللعـب. ويتكلمون كثيـرا في هـذه المرحلة ويتحدثون مع رفاق مـن وحي الخيال. فهـو وسيلتهم للشعور بالسعادة. في هذا السن المبكـر لا يملك الأطفال معارف أو تجارب. لذا فالخيال أداة يصنعون به صورتهـم للجزء المحيط بهـم مـن العالـم. (أما التخيل فيلاحـظ أن اللعب الإيهامي أو الخيالي وأحلام اليقظة تميز هـذه المرحلة. ويلاحظ فيه قـوة خيال الطفل، حيث يطغى خياله على الحقيقة.. ويرى في القصص الخيالية واقعا، ويكون خياله خصبا فيّاضا يملأ عن طريقه فجوات حديثه فتبدو كذبا خياليا) 7.
وقـد قامت أبحاث لدراسة العناصر التي يتكون منها خيال أطفال هـذه المرحـلة، تناولـت أحلامهم ورغباتهم، منها البحـث الذي قام به “ف. ماركي” الذي استـنـتـج أن (متوسـط ما يقـوم به الطفـل في سـن الثلاثين شهرا الأولى من مواقـف خيالية هـو بمعدل ست مواقف ونصف في كل مئة وخمسين دقيقة، وفي سن الثالثة ونصف تزداد هذه المواقف فتبلغ ستة وعشرين موقـفا خياليا في مثل المدة المذكورة) 8.
4- مـرحلة الطفـولة الوسطى: تبـدأ من سن السادسة إلى التاسعة. وتتميـز بالتحاق الأطفال بالمدرسة، ويتأثـرون بهـذه النقلة النوعية التي تعتبـر بداية المرحلة التعليمية تأثيـرا نفسيا كبيـرا. في هذه المرحلة (يتعلـم الطفـل المهـارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب. ويهتـم التلميـذ بمـواد الدراسـة ويحب الكـتب والقصص) 9. وتكثـر حركتهم وتناولهم للأشياء تفكيكا وتركيبا. و(يمـيل أطفال السادسة إلى اللعـب والحركة والتجربة ومعالجة ما يقع تحت أيديهم من مواد وأدوات واستخدام أساليب جديدة بشكل أكثر كفاية واتقانا. يبدؤون نشاطهم بحماسة كبيرة ثـم لا تلبث أن تعمهـم الفـوضى) 10. أما أطفال السابعة فـيميلون إلى مواصلة العـمل. (سِنّ السابعة هي سـن الابتكار وسن التجربة. يميـل صاحبها إلى الوقوف على الحقائق. وقـد يكـون في الكتب والصور والوسائل والقصص ما يُشـبع احتياجاتهـم وما يلبي رغـبـتهـم في المعـرفـة والسـؤال) 11. وتزداد قدرتهـم على التذكـر والفهـم ويزداد انتباههـم، ونمو تفكيرهم من الحسي إلى المجرد، حيث تزداد مع معاني الكلمات ومـع الأسئلة المنطـقـية البسيـطة. (وينمـو التخيـل مـن الإيهام إلـى الواقعـية والابتكار والتـركيب. وينمـو اهتمام الطفـل بالواقـع والحـقـيـقـة) 12. والأطفـال الذين يتخيلـون العـصا حصانا وغطاء القـدر مقـودا يتحولـون إلى مرحلة جديـدة مـن الخيال سماها هادي النعمان الهيتي مرحلة الخيال المنطلق. إنه في هذه المرحلة يظهر رغبة حقيقية في ركـوب الحصان وقيادة السيارة ومحادثة رفـاق حقيقيين، أي أنه يتحـول مـن ذلك الخيـال المحـدود ببيئته إلى الواقعـية في خيالاته غـيـر المحـدودة، متجاوزا اللون الإيهامي إلى اللون الإبداعي أو التركيبي الموجه إلى غاية عملية 13. ويعـيش أطفـال هـذه المرحلة في العالم الخيالي حتى يبلغوا العام التاسع من عمرهـم ثـم يضطرون للاستيقاظ حيث يوقظهم المجتمع ويدفعهم للعيش في العالم الواقعي 14.
5 – مرحلة الطفولة المتأخر: وتبدأ مـن سن التاسعة إلى سن الثانية عشر. في هـذه المرحلة يستمـر العـقـل والذكاء في النمو، وتنمو مهارة القـراءة بحيـث يستطيع الطفل أن يقرأ لنفسه مـا يثير اهتمامه. ويزداد نمو التفكير المجرد، (يقوم على استخدام المفاهيم والمدركات الكلية، ويستطيع التفسير بدرجة أكثر من ذي قبل، كذلك يستطيع التقييم وملاحظة الفروق الفردية. ويزداد مدى الانتباه ومدته وحدته… وتزداد القدرة على التركيز بانتظام. وتنمو الذاكرة نموا مطردا، ويكون التذكر عن طريق الفهم) 15.
في هـذه المرحلة يزاول الطفـل مجموعة مـن الأنشطة الترفيهية التي تساعده على توسيع نطاق خياله، مثل أنواع الرياضات والتعامـل مع الكـومبيـوتر والموسيقى وألعاب الفيديو وقـراءة القصص. (ولما كان الخيال ينمـو عـبـر مراحل الطفولة، لـذا فإن حدود الخيال تتناسب مـع مستوى نمـو التخيـل لـدى الطفـل، وعـليه فإن ما يناسب الطفـل في مرحلة من مراحل نموه قد لا يناسبه في مرحلة أخرى، ومن هنا تعتبر مرحلة النمو التي يمـر بها الطفـل معياراً لنوع ومقـدار الخيـال في اللغة والمضمـون الأدبي) 16.
ويستطيع الأطفال أيضا في هذه المرحلة التعرف التدريجي على بعض المفاهيم والقيم مثل الخير والشر والصدق والكذب والعدل والظلم والصواب والخطأ، ويتطلع خياله لمحيطه الاجتماعي. وكان طبيعـيا أن ينمـو لديهـم الجانب الديني بموازاة التطور اللغوي والمعرفي، بحيث يزداد عدد المبادئ التي يفهمونها، وتزداد لديهم المفردات والمعاني بما فيها المعاني المجردة. إلا أنهم لم يكتسبوا بعد آليات التمييز والتصنيف بين الخير والشر في مستوياتها الخفية. إذ تنطلي عليهـم المضامين السيئة إذا سيقت في قالب فني جميـل. لدى فإن عقولهـم الباطنية، الغـيـر محمي مـن الأفكار الوافـدة، تبقى مفتوحة عـلى كـل الخيارات الجذابة خيـرِها وشـرِها. وتوجه الخيـال بما انطـبع فيها، فيختلط عليهـم الحابل بالنابل. فالعقل الواعي الذي يقوم بدور الرقابة غير مكتمل التشكيل بعد. ولذلك (لن نكون مبالغـين إذا أطلقنا على العقل الواعي حارس بوابة مملكة العقل غير الواعي) 17.
يلاحَظ، إذن، أن الخيال عنـد الطفل (يخضع للتغييرات تبعا لتقـدمه في العمـر. فهـو ينشط منـذ مرحلة ما قـبـل المدرسة ويتطور. يبدأ بالخيال المقلـد الـذي يسمـح له بتصور الصورة في الحكايات. وينتقـل إلى الخيال الإبداعي الذي بفضله يشكـل صورة جديـدة تماما. ويستطيـع في سنته الخامسة أن يفهـم الصور الفعلية الخيالية العلمية، وفي سن العاشرة يحكي بشغف شديد الحكايات المرعبة) 18.
ولا يرتبط إذكاء الخيال بالطفل في حد ذاته وبخلفيته الأسرية فحسب، بل تتـدخل المعتقدات والأعـراف والتقاليد ونوع النظام الحاكم في البلد، والتأثيرات الخارجية. فالروايات الشفوية التي تبرر الأعراف والتقاليد لها تأثير في تحليق خيال الأطفال أوفي إطفائه. وكذلك الأنظمة التي تشجع الإبداع وتهتم بخيال الأطفال باعتبارهـم أحد أهـم ركائـز المستقـبل. أما الأنظمة الديكتاتـورية فـتكـبـح جماح الخيال منـذ الصبا. وفي زمـن أصبـح فـيـه العالـم قرية صغيـرة بفعـل التـقـدم التكنولـوجي يكـون للتأثيـرات الخارجية دور كبيـر في تشكيل خيال الأطفال في البلدان القريبة والبعيدة.
ولهذا يمكن أن نختزل دور المربي لتنمية خيال الأطفال في:
1– توجيه الخيال لغرس الإيمان وتقوية العقيدة الإسلامية في نفوس النشء، وذلك بوضع خطط تثقيفية شيقة وجذابة تعتمـد على تحفيـز الخيال، بوسائل متنـوعة، مـن الألعاب والرسوم والمسرح والقصص. وتقـوم بتغذيته المستمـرة بمصادر متنوعة. فالألفاظ والإشارات والحركات والأضواء والألوان الروائح كلها مصادر لتغذيته. يهدف هـذا الجهـد إلى استشعار الأطفال بأهمية الصلاة والآداب الحسنة، وبر الوالدين وغـرس روح الانتماء للإسلام. ولنا في تعامـل رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه أسوة حسنة. فقـد كان شارك الأطفال لهـوهـم ولعـبهـم البريء النقي، فيقـول لأحدهم: “يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْر؟”.
2– توجـيه الخيـال لاكتساب القـدوة. ويـتـم ذلك بتـوظيـف القـصص الواردة في القـرآن الكريـم وقـصـص الصحابـة والصالحين والعلماء، وقصص الأبطال من التراث العربي والإسلامي، وذلك لبناء قناعات راسخة بالانتماء للإسلام. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لشباب الإسلام، وكان رفع راية الإسلام غايتهم الراسخة. ولنا نماذج في عبد الله بن عمـر وزيد بن حارثة وصلاح الدين الأيوبي وغيـرهـم الكثيرين مـن أعظـم أبطال حضارة الإسـلام. كان ذلك أملاً متغلغلاً في أعماق قلوبهـم. نما وكبـر معهـم على مدار سنوات عمرهـم منذ نعومة أظافـرهـم. فتوجيه الخيال النوراني الذي تنمـو براعمه لتحقق الأمجاد هو الجهـد المطلـوب مـن المربي؟ نقـدم للأطفال النماذج الخالدة مـن بطولة الفاتحين أمثال صلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس، وطارق بن زياد فاتح بلاد الأندلس، ومحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية، كي تكبر هذه النماذج في خيالهم فيقتدون بها.
3– وقاية الخيال مـن المعتقدات الفاسدة المبثوثة في مغامـرات سوبرمان وباتمان وغـيرها، والحيلولة دون تبني تلك الشخصيات كنماذج للخير والعـدل والبطولة ونصرة المظلوم. والحيلولة دون ربط الأطفال بالمكونات الثقافـية الغربية عبر مخططات الإعلام الذي يستهدف ناشئتها. وكذلك وقايتهم مـن مخططات الأنـظمة الديكتاتورية التسلطية التي تكبح جماح الخيال منذ الصبا، لتبعد الناشئة عن الفطرة لغايات في تسخيرية.
[2] الهيتي، هادي نعمان. أدب الأطفال فلسفته، فنونه، وسائطه، 1982. مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة. ص 18.
[3] زهران، حامد عبد السلام. علم نفس نمو الطفل من الطفولة إلى المراهقة ،1995. ط 5، عالم الكتب، القاهرة. ص 139.
[4] نفس المرجع. ص 167- 168.
[5] نفس المرجع. ص 171-172.
[6] نفس المرجع. ص 203-204.
[7] نفس المرجع. ص 205.
[8] الهيتي، هادي نعمان. المرجع السابق. ص 23.
[9] زهران، حامد عبد السلام. المرجع السابق. ص 244.
[10] عدس، محمد عبد الرحيم. الآباء وتربية الأبناء، 1995. الطبعة 1، مطبعة دار الفكر، عمان. ص 107.
[11] نفس المرجع. ص 108.
[12] زهران، حامد عبد السلام. المرجع السابق. ص 245.
[13] الهيتي، هادي نعمان. المرجع السابق. ص 32.
[14] جراي، د. جون. الأطفال من الجنة، 2009. ط 4، مكتبة جرير، الرياض. ص101.
[15] زهران، حامد عبد السلام. المرجع السابق. ص 271.
[16] الهيتي، هادي نعمان. الخيال في أدب الأطفال حدود تنميته وتوظيفه، 01.11.2011. الصفحة الالكترونية: مجلة رابطة الأدب الإسلامي العالمية. العدد 38.
[17] هانيل، تشارلز. إف. المرجع السابق. ص 20.
[18] سوبوتينا، أل. يو. المرجع السابق. ص 10 – 11.