هذه قصيدة للشاعر الأديب لحسن السلاسي رحمه الله، كتبها بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، سبق أن نشرها موقع الجماعة قبل سنوات. نجدد نشرها بهذه المناسبة استحضارا للحدث الخالد وترحما على الأديب الأريب أعلى الله مقامه.
النورُ لاح على الأرجاءِ وانتَشَرا
لمّا سرى المُصطفى عبْرَ المدى عَبَرا
جاء الرّسولُ مِنَ الله يطوفُ به
وينشرُ السعدَ والآمالَ والعِبَرا
في مهبطِ البِشْرِ والرُّسْلُ في عُرُسٍ
تدعو له بجميل القولِ إذْ حضَرا
من جمعهم ختَم المختارُ رحلتَهم
لدعوةٍ عمّتِ الأكوانَ والبشَرا
يا سيِّدا أرشدَ الأرواحَ مُرتقِبا
فوزَ الأنامِ وللأفضالِ قد نشَرا
عمَّت مزاياه كلَّ الخلق قاطبةً
منهاجُه الحقُّ بثَّ الخيرَ والأثَرا
وأسعد الذكرُ والتنزيلُ أمتَّه
وأكمل العزمُ منه الدينَ فانتَشَرا
وبدّد الرفقُ للمكروبِ فجْعَتَهُ
برحمةٍ أسعدت أيّامَه قدرا
بالعفو قد شملت خصما مكارمه
فارتاح من وجَلٍ بالنفس قد خَطَرا
ووحَّد العُرْبَ والأحداثُ شاهدةٌ
وأنقذ العُجْمَ بالإحسان قد غَمَرا
أحيى السلام بأرض الله فارتسمت
فينا معالمُه بالحب قد جَهَرا
ولمْلمَ الشمل من بدوٍ وحاضرةٍ
لكلِّ دينٍ رعى بالحق قد ظهرا
شاء الإلهُ لنا بعد العلى وهَنا
صِرْنا غُثاءً رمَاهُ الذلُّ فاندَثَرا
قد أضحتِ اليومَ القدسُ في وهَنٍ
تشكو به حالَنا الميؤوسَ والعَثَرا
أعدادُنا لم تفِدْ رغم السواد غدت
صِفرا يدقُّ أسىً ناقوسُه الخَطَرا
وإن علا صوتُنا المقبورُ في بلدٍ
يلقى سيوفا تكفُّ البوْحَ والنَظَرا
دِماؤنا أُهْرِقت من عجزنا وسقت
أوطانَنا وانْمحَت أوصالُنا هَدَرا
أموالُنا أنفقت في بثِّ فُرقتنا
للخصم قد قُدّمتْ غصْبا ومُعتَصَرا
اُثبتْ أخا ثقةٍ فالله ناصرنا
فالوعدُ ينجزه والأمر ما أمَرا
صلّى الجليل على المختار ما رُفِعت
أيدي العباد تروم النصرَ والظفرا
والآلِ من نصروا الإسلامَ في جلدٍ
والصحبِ من حطَّموا الإشراكَ فانْحَسَرا