يحمل رمضان في طياته أكثر من الخيرات والبركات والنفحات والمغفرة والرحمة، فهو ذلك المنهج الإسلامي الجميل لتهذيب النفس وتربيتها، وهو فرصة للتراحم والتسامح وصلة الأرحام والتكافل، وهو مناسبة يمكن من خلالها تحصيل الكثير من الأخلاق والأدبيات الإيجابية التي ترقى بالنفس من البهيمية والدوابية والشهوة إلى الصفاء الروحي والجمال النفسي والذوق القيمي.
صور تساعد على تنمية الألفة والتقارب بين أفراد الأسرة
– المشاركة في الطاعات بين أفراد الأسرة من شأنه أن يولد المودة والمحبة بين الزوجين والأبناء، ويدعم أواصر الصلة.
– توجه الأسرة سويا إلى المسجد بأبنائها وأحفادها، بملامح مستبشرة، وخطوات ساعية إلى رضى الله عز وجل. فقد ثبت أن السير إلى المسجد له فائدة عظيمة فضلا عن تأثيرها النفسي.
– التعاون بين أفراد الأسرة، فقد كان أشرف الخلق يكون في خدمة أهله، ويخيط ثوبه ويخصف نعله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” [رواه الترمذي].
– إفطار الزوج مع أسرته، بحيث يجعله من أولوياته في هذا الشهر الكريم، وليس مع أصدقائه، ولا بأس من زيارة الأقارب لما لها من قيمة في البركة والرزق والعمر.
– الدعاء مخ العبادة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة”، وفي حديث ابن ماجة “ثلاثةٌ لا تُرَد دعوتهم .. والصائم حتى يُفطِر..”. كما يكون مستجابا وقت السحر، فمن أوقات الاستجابة الثلث الأخير من الليل.
– قيام الليل من أفضل القربات إلى الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم].
– الاجتماع على العبادات، وهو مما يجب أن يحرص عليه الزوج إذ الدائرة الأهم هي دائرة الأسرة التي يجد فيها المودة والرحمة والسكينة.
– استثمار أجواء رمضان الهادئة في إعادة ترتيب العلاقة الزوجية من خلال الحوار المتواصل، وكذا العلاقة مع الأبناء.
– السعي نحو تحقيق التوازن، بأن تجعل المرأة عادتها عبادة، ووظيفتها طاعة، لتحقيق الدور المنوط بها. يقول الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله: “إن كانت طهارة القلب وصفاؤه هما الغاية، فإن طهارة الجسم جزء لا يتجزأ من عملية التطهير. طهارة الخبث وطهارة الحدث من وضوء وغُسل، ثم طهارة المكان شروط للصلاة، لا تصح إلا بها. تكون حركات الصلاة سخرية بالدين إن لم تتقن المصلية طهارة بدنها إتقانا يبدأ بالنية، ثم بطهارة الماء، ثم بالكيفيات الواردة في الشرع مما تكمل به الطهارة، أو تَحْسُن أو تنتقض” 1.
– تجديد النية في الأعمال المنزلية باعتبارها عبادة.
– تنظيم الوقت، بتخصيص برنامج يومي متكامل يشمل جميع الطاعات.
طرق بابنا شهر من أعظم الشهور ليجدد فينا معاني القرب والإقبال، فلابد أن نتسلح بالنية، فإذا صحت احتاج العبد إلى تجديد التوبة، وكيف لا نتوب إلى الله، وربنا ينادي فينا: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31].
فلنشمر جميعا على ساعد الجد، ولنتفرد في سلوكنا وأخلاقنا، ولنتميز في معاملاتنا، ولنرق بأرواحنا حتى نبلغ سدرة المقربين والصالحين.