دعاء يصعد مضيا إلى ميزان القبول

Cover Image for دعاء يصعد مضيا إلى ميزان القبول
نشر بتاريخ

كلمات لصحابي رضي الله عنه يهتبل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر لفضلها مزية كبيرة، ومن أكبر المزايا أن الملائكة الكرام عليهم السلام يتسابقون من يحملها عاليا.

ترى أي كلمات هذه التي يفرح بها النبي صلى الله عليه وسلم وتحتفل برفعها الملائكة الكرام عليهم السلام؟

عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِـيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ أَسْفَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ فَلَمَّا قَرَأَ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قَالَ: آمِينَ. فَسَمِعْتُهُ وَأَنَا خَلْفَهُ، قَالَ: فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدا كَثِيرا طَيِّبا مُبَارَكا فِيهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِـيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلاَتِهِ قَالَ: “مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ فِي الصَّلاَةِ؟” فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَرَدْتُ بِهَا بَأْسا، قَالَ النَّبِـيُّ صلى الله عليه وسلم: “لَقَدِ ابْتَدَرَهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكا فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ” (من رواية النسائي وابن ماجه وغيرهما رحمهم الله).

هذا موقف تعليمي ودرس عملي من الدروس النبوية التي تقف المتعلم على ما ينبغي أن يكتنزه من جواهر العلم وبدائع الحكم.

أكد به رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية تشجيع المحسنين على الإحسان وفضيلة معرفة الفضل لأهل الفضل، حين رحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء الصحابي، وأثل لنا بذلك دعاء نحفظه وندعو به معشر الأمة المحمدية المرحومة.

من فوائد هذا الحديث البديع كلمة “نهنه” التي استعملها الرسول صلى الله عليه وسلم من خزائن فصاحته وبيانه.

في كلمة”نهنه” تكرار لجذر نهى ينهى، فالكلمة تحمل معنى التوكيد، فنفهم أن هذا الدعاء يصعد مضيا إلى ميزان القبول لا يصرفه عن ذلك صارف.

قال ابن منظور رحمه الله: النهنهة: الكف، تقول نهنهت فلانا إذا زجرته فتنهنه، أي كففته فكف.

قال الشاعر:

نهنه دموعك إن من

يغتر بالحدثان عاجز

نقف مع البيت الشعري وقفة؛ يقصد الشاعر أن الذي تذهب به الأحداث الواقعة في الكون عن مقصده إنسان عاجز.

كذلك ينبغي لنا أن لا تلهينا الأحداث الكونية عن همنا الأكبر وهو مصيرنا إلى الله عز وجل.

قال تعالى: ألا إلى الله تصير الأمور نسأله تعالى أن يهدينا سواء السبيل لتصير أمورنا إلى ما يرضيه عز وجل ويقربنا إليه لنكون قرة عين رسوله صلى الله عليه وسلم، القائل فيما قرأناه أولا أن الملائكة تحتفل بالدعاء الطيب، وتبتدره لا ينهنهها شيء دون العرش.

والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب مولانا ويرضى.