عُرف الكاتب والأديب الحسن السلاسي، رحمه الله، بكثرة الكتابة في مواضيع عدة ومجالات متنوعة، ومما رصع به سيرته الحسنة الطيبة مدحه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم شعرا، وعرض سيرته وجميل خلاله نثرا.
هذه واحدة من قصائده الرائقات عنونها رحمه الله بـ”سيد الرسل”:
سـبـحان مـن بـدع الــوجود بناه
ربٌّ قـديـرٌ حـكـمــه أجــراهُ
فـي لوحـه الـمـحـفوظ قدّر حكمه
فـجرى بـه فـي الكائـنـات قضاهُ
مـنـه تـمام الـمكرمات على الورى
بـرسالـةٍ خُـتمـت بـهـا دعـواهُ
تـمـت مكـارمه بـبعـثـة أحـمـدٍ
فـيهـا الـهـدى والـمصطفى زكّاهُ
طلـعـت عـليـنا رحـمـةً أنـواره
فـيهـا الـرجـا للـطـالـبين رجاهُ
فـيـهـا انـبعاث الحـق مـكتمل البنا
للعالمـيـن تـتـابـعـت بـشـراهُ
فـيـهـا الـمحبـة والـتقى والمرتقى
فـيهـا التـراحـمُ والـرّسـول تلاهُ
فـيـهـا التواضـع والـتكافل والوفـا
فـيـهـا الـتّعفّـفُ والسلـوك رواهُ
فـيـهـا الأمان لـمـن أتـاه أمـانـه
فـيـهـا النّجـاة لـمن سـعى نجّاهُ
فـيـهـا الـتبتـل والـجـهاد به علا
علم الـهـدايـة فـي الـنـفوس نراهُ
مـنـح الأنـام هـدايـة وشـفــعـةً
تـمّـت بـهـا أركـانـه تـرعـاهُ
لـحـنٌ جـمـيـلٌ مـنـقـذٌ ومُبـشّرٌ
بـالمـكرمـات رسـولـنـا ألـقـاهُ
جـاءت مـحـاسنـه تـكامل نـسجها
أوصـافــه جـلّـت بـهـا دنـيـاهُ
أهـدى الـخـلائـق رأفـةً فـي رحمةٍ
فـي محكـم الـتـنـزيل جاء ضياهُ
نـسـمـاتـه عمّـت الـوجـود وفضله
سـارت بـه الـرّكـبـان والأفـواهُ
حمد الـورى فـي إسـمـه خـلق الثنا
حـلمٌ وعـفــوٌ للـورى رجّـــاهُ
مـن فـضلـه يـتلـو الـهدى متجددا
هـتـف الـوجـود مــردّداً ذكـراهُ
مـدَدٌ مـن الله الـكـريـم تـفـضلاً
قـد عـطّر الأنـفـاس عـطـر شذاهُ
قـد شـرّف الله الـرسـول وخــصّه
بـالمعـجـزات تمامـهـا مـسـراهُ
رفـع الإلــه مـن شأنـه فـسما بـه
فـي سـدرةٍ فـيـهـا الإلـه دعـاهُ
يـا نعـمـةً شرفـت بهـا كل الـدنـا
سـعـدت بـهـا الأضـداد والأشـباهُ
مـعـنـاك صـورتـه هـدىً وشعـاره
عـدلٌ وإحـسـانٌ لـنـا تـرضـاهُ
يـا سـيـد الـرسـل الـكـرام تـكرّما
أهـداك ربُّ الـعـالـمـيـــن اللهُ
تـحـيـى بـك الأجـداث في كرم المنى
والكونُ تـرتـقـب الـعـطـا يُمناهُ
بـالمصـطـفـى هـذا الـنبي وصولنا
نـحو المـعالـي صرحـهـا أعـلاهُ
فـرَحِي بـه يـوم الـمـعـاد وحـشره
فـغـدا أرجّـي فـضـلـه ألـقـاهُ
صـلّـى الإلـه عـلـى الـنّـبي وآلـه
بـاب الـولايـة شـرعـه نـرعـاهُ
وعـلـى الصحاب ذوي المحبة والتّـقى
رفـعـوا عـلـى مـرّ الـعـهود لواهُ