تقديم
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ومنحه عقلا وقلبا وروحا، وأسبغ عليه النعم وأرسل الرسل وأنزل الرسالات وسخر له الكون. فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الحياة عبثا ولم يخلق الإنسان ليعيش بدون هدف ولا رسالة، قال الله تعالى: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، وقال تعالى: وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون. والإنسان العاقل اللبيب هو الذي يدرك سر ذلك فيسعى إلى النجاح والفوز والتأثير، فلوقته هدف ولعمله غاية. لكن ما هو النجاح؟ وما هي عوامله؟ وأين يتجلى تأثيره؟
معنى النجاح وعوامله
النجاح هو ما يسعى إليه كل إنسان له رسالة محددة في الحياة وخطة منظمة تستند إلى مراحل واضحة وخطوات راسخة وقائمة على القدرات والمؤهلات والتجديد والإبداع. النجاح هو تحقيق إنجازات محددة يبقى أثرها واضحا في حياة الإنسان.
إن المرء الناجح هو الذي ينجح مع ربه ومع ذاته وفي عطائه وإنجازاته ويؤثر في الآخرين تأثيرا إيجابيا ويتعلم كل جديد ومفيد يساعده على التميز والتأثير والإبداع.
يقول “هنت” أحد كبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة “هناك عدة شروط للنجاح في الحياة: أولا: أن تحدد لنفسك ما تريده بالضبط، ثانيا: أن تعلم الثمن الذي تدفعه للنجاح، ثالثا: أن تكون مستعدا لدفع ذلك الثمن”.
وخلاصة القول فالنجاح عملية تجديدية وأساس هذا التجديد تجديد القلب بذكر الله، فبتجدده يتغير الإنسان والمجتمع والأمة التغيير الايجابي. كما أن النجاح عملية اقتحامية ضد الخوف من الفشل واحتقار الذات والجهل والجمود والركود والغفلة. وهو أيضا عملية مناهضة للاستكبار والاستبداد والاستعباد.
ولذلك قالوا: عوامل الفوز والنجاح والتأثير ثلاثة: أولا: أن تكون صاحب مواقف وقناعات راسخة، ثانيا: أن تكون صاحب مهارات، ثالثا: أن تكون صاحب علم ومعرفة”.
وأضيف أن تكون صاحب رسالة محددة الأهداف والمنطلقات والغايات، وأن تكون صاحب صدق وذكر وبذل.